أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-2














المزيد.....

الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-2


عطا درغام

الحوار المتمدن-العدد: 4552 - 2014 / 8 / 23 - 00:30
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحرية والمساواة
ويري أديب أن الحرية والمساواة متلازمتان، فلا حرية مع الامتياز. وهنا يورد رأي بعض المؤلفين الأحرار فيقول: " ومن المقرر المتفق عليه بين النقدة الأحرار إن الحرية والمساواة متلازمتان، فلا حرية مع الامتياز، ولكن هناك درجات عبودية من الأمير إلي أحقر الرعية. تتصل دنياها بالرق ولا تصل علياها إلي الحرية. تتصل دنياها بالرق ولا تصل علياها إلي الحرية.ولا خفاء في ذلك، فحد الامتياز أن يعمل أحد الناس مالا يجوز لسائرهم، وأن يحظر علي الجمع مايجوز لبعض الأفراد، بحيث لا يتمتع الممتاز بمزيته مالم يمس حرية سائر القوم، ولا ينال هؤلاء حريتهم إلا بانعدام تلك المزية. فالامتياز والحرية متخالفان.
ولكنه يؤكد علي (( علي أن الامتياز مناف للقوة الحاكمة أيضا، بما فيه من إخراج بعض الناس عن دائرة الحكم الكلي، وتخويلهم من ذلك حقا غير طبيعي يكون حكما علي الحكم. فهو عدو الحرية والحكومة معا، يظاهر المستبدين علي الشعوب وهؤلاء علي المستبدين. ثم لا يتحد باحد الفريقين بحال))..
ويستدرك فيقول: " ولكن ليست المساواة مبدأ الحرية ، وإنما هي نتيجتها الطبيعية فإن لم يوجد فلا تكون تلك حقيقة، بل إذا ظهرت الحرية بمظهرها الحق بين الذين تولاهم الامتياز، خالو انها بدعة منكرة. وما هي في شيء من ذلك. ولكن بدعة الامتياز أخفت عنهم الحق وهم لا يشعرون".
من كل ماتقدم يقرر أديب أن " الحرية السياسية بعيدة المنال، عسيرة الكمال، بل يكاد يمتنع تكاملها في فريق من الناس بما تؤقر فيها عوامل العادات والقوانين والأخلاق والأحوال الاجتماعية. وإنما تحصل منها ضروب متنوعة تشبه أن تكون ضروبا من الامتياز، ثم تكثر وتمتد حتي يحصل منها لكل واحد من القوم نصيب، فتعمهم أنواع الامتياز كأنهم جميعا نبلاء. ولو حصلت لهم الحرية الحقيقة لكانوا جميعا متساوين" .
التعصب والتسامح
وعالج في إحدي خطبه ألقاها في " جمعية زهرة الآداب" ببيروت مشكلة التعصب والتسامح. وقد عرف التعصب والتساهل لغويا فقال: " لقد جري لفظ التعصب علي ألسنة أهل الإنشاء العربي بمعني العلو في الدين والرأي إلي حد التحامل علي من خالفهما بشيء فيما يدين وما يري . وأجريت هاهنا لفظ التساهل بمعني الاعتدال في المذهب والمعتقد علي ضد ذلك الغلو، متابعة للإفرنج في لفظهم المعبر هنا القصد tolerance ".
ويري أن هذين اللفظين العربيين غير وافيين بالمراد منهما اصطلاحا ، ولذا ينتقل إلي إيراد التعريف العلمي أو الفلسفي فيقول: " وحد التعصب عند أهل الحكمة العصرية غلو المرء في اعتقاد الصحة بما رآه ، وإغراقه في استنكار ما يكون علي ضد ذلك الرأين حتي يحمله الإغراق والغلو علي اقتياد الناس لرأيه بقوة ومنعهم من إظهار ما يعتقدون ذهابا مع الهوي في ادعاء الكمال لنفسه وإثبات النقص لمخالفيه من سائر الخلق. وحد التساهل عندهم، رضي المرء برأيه واعتقاد الصحة فيه ، واحترامه لرأي الغير كائنا ماكان، رجوعا إلي معاملة الناس بما يريد ان يعاملوه، فهو علي إثباته الصواب لما يراه لا يقطع بلزوم الخطأ في رأي سواه وعلي رغبته في تطرق رأيه للأذهان لا يمنع الناس من إظهار مايعتقدون" .
فهنا ينقل أديب عن المؤلفين الفرنسيين في الأخلاق أو بعض الموسوعات التي تعرف التسامح والتعصب.. ويتعرض تاريخ التعصب الديني ويصل إلي النتيجة التالية وهي مهمة جدا: " فعلمت أن التعصب علي قدم وجوده حادث طاريء علي الإنسان ، تولد عن مفاسد الرئاسة في الجماعات، وتأصل بالعادة والتقليد حتي صار في النفوس من الملكات" .
ولكنه يستدرك فيقول : " ولعلي أوجزت وأجملت والأمر محتاج إلي الإيضاح والتفصيل فأقول : قد اجتمعت آراء المتفكرين علي أن الرئاسة قد حصلت بداءة بدء للمتمولين أو الأقوياء، وفي الحالين لم يأمن الرؤساء علي سطوتهم أن تزول بفقد الثروة أو انحطاط القوة، فالمس النبهاء منهم تأييدها بما لا تؤثر فيه النوازل ولا يضعفه كرور الأيام، فوضعوا للجماعات أحكاما كل رئيس وماتوهم فيه المصلحة، وما رأي ميل قومه، فرضي كل أناس مشربهم ، وثالوا هذا هو الحق الذي لا ريب فيه. وقال غيرهم من الأقوام بل الحق مانحن عليه. فانتم علي ضلال مبين. فوقعت بينهم الإحن. وشبت أعقابهم العداوات حتي قويت روابط الأوهام ، فتقطعت صلات الأرحام فصار من الفضيلة أن يقتل الإنسان أخاه إن خانه فيما يراه، وامتلأت رءوس الخلق عنادا ، فملاوا الأرض فسادا، فغدت المظالم عدلا وسميت المذابح جهادا" .
ويقول إن التعصب لا يزال وإن كان ضعيفا في الغرب وناشطا في الشرق ، وأظهر التعصب أو التحامل الذي نراه علي بقايا آل إسرائيل ( اليهود) في بلاد الروس والألمان" ، فهو من هذه الناحية غير متعصب ضد اليهود ويهاجم تقليد الناس للسلف في بلادنا وانحطاط العلوم فيها بالنسبة لما كانت عليه منذ ألف عام. ولكنه يقول : " أنا أسعد خلق الله في أسعد بلاد الله، فالحمد لله ثم الحمد لله" ويلح علي التساهل ، وهذا طبيعي من مسيحي كان يذوق جماعته التعصب الذي أثاره الأتراك ضد المسيحيين خاصة وأهل الذمة عامة. لذا يقول : وجب التساهل ( التسامح ) علي الإنسان من ثلاث جهات : من جهة ذاته ن ومن جهة أبناء جنسه، ومن جهة الحقيقة ، والحقيقة هي الله.( ويقول أن هذا القول لأحد كتاب الفرنسيين) ، ويوجه إلي الله دعاء يسميه " دعاء المتساهلين" يجعل فيه أنهم في الإنسانية إخوان ، فلا يمزق بعضهم بعضا عنادا ولا يملاون الأرض فسادا . وتساوت عندك الأشياء ، وانت في الكل للكل سواء، وقنا العثرة مع المتعصبين واحشرنا في زمرة المتساهلين" . فهنا ، يظهر أديب نزعة إنسانية ، تحلي بها أبناء أكثر الأقليات التي اضطهدت في التاريخ..



#عطا_درغام (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأرمن والفكر السياسي : قراءة في فكر أديب إسحق-1
- صورة أرمينية في المصادر العربية والأجنبية
- الكتابات التاريخية العربية عن الإبادة الأرمنية
- الصحافة الأرمنية في مصر
- الأرمن والفكر السياسي العربي: قراءة في فكر رزق الله حسون
- الطائفة الأرمنية تكرم الصحافة المصرية
- من أعلام الشعر الأرمني الحديث
- يوميات كاراباخ: أخضر وأسود.....لا حرب لا سلم
- مذكرات جمال باشا
- روبرت فيسك والأرمن : قراءة في زمن المحارب
- القضية الأرمنية علي قناة النيل الثقافية-2
- القضية الأرمنية علي قناة النيل الثقافية-1
- رؤية أكاديمية للقضية الأرمنية مع الأستاذ علي ثابت صبري
- مع الشاعر المصري إبراهيم حسان
- رؤية عربية للعدوان الإسرائيلي علي غزة-3
- رؤية عربية للعدوان الإسرائيلي علي غزة-2
- رؤية عربية للعدوان الإسرائيلي علي غزة-1
- شارون يعود من جديد....!
- قابيل والغراب
- قابيل وهابيل


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عطا درغام - الأرمن والفكر السياسي العربي : قراءة في فكر أديب إسحق-2