أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - شوكت جميل - لغة العيون و لغة الأصابع














المزيد.....

لغة العيون و لغة الأصابع


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 23:28
المحور: الصحافة والاعلام
    


المقال على شرف لغة الإعلام المصرية،العامة و الخاصة،المقروءة و المرئية منها، على حدٍ سواء،و ما نسمعه و ما نراه فيها من بذاءاتٍ لم يعد اللسان أداتها الوحيدة؛و كأن بذاءة اللسان لم تعد كافيةً،فابتكروا لغة الأيادي و الأصابع و الإشارة و ما شاكل!!كل هذا تراه و تسمعه شبيبتنا من صفوة الأمة و نخبتها،و التي أنيط بها أن تكون قدوةً ومثالاً...و حسبك أن تشاهد واحداً من برامج"التوك شو"،أو مقالاً من مقالات التنابذ و التراشق على صفحات الصحف،فتخلص أن ثمة علة في أمس الحاجة للالتفات و العلاج.

يقول أحمد شوقي في "يا جارة الوادي":(وتَعَطّلتْ لغةُ الكلامِ فخاطبتْ.....عينيّ في لغةِ الهوى عيناكِ).وقد صدق حقاً،فللسان لغةٌ،و للعيون لغة آخري،أما لغةُ اللسان فلا تغطي إلا طرفاً يسيراً من لغات التخاطب بين البشر،و أما لغة العيون فواحدة من لغات الجسد،والذي يستخدم الإنسان فيها طائفة كبيرة من أعضائه كأدوات في التخاطب و التعبير_واعيا بذلك أو غير واعٍ_من أكبر أطرافه التي ينتصب عليها، إلى أوهن عضلات وجهه؛ يرفس الرضيع بالأولى معبراً عن غبطته أو امتعاضه،و تفصح الثانية أحياناً عن حقيقة محدثك أكثر ممّا يفصح حديثه، ويحق لنا أن نذهب بأن لغة الجسد تلك قديمة،قديمةٌ قدم الإنسان و بداءته،وأكبر الظن ،أن ظروف التحضر قد فرضت على الإنسان فرضاً،تهذيب هذه اللغة وصقلها وانتقاء أدواتها وأعضاءها.

أقول هذبتها كما هذبته ،في دربه الطويل من بربريته إلى عصرنا هذا،بيد أنه_ كعهدنا بكل شيء_ تبقى طائفة من شذاذ الناس،تنخذل عن قافلة التاريخ؛سقط منها هذا التهذيب أو سقطت عنه،فباتت لها أدواتها الأثيرة الخاصة وأعضاءها المفضلة الغريبة للتخاطب،فلا عجب إن أنكرها عليهم من تهذبت وارتقت لغتهم،وعلى أية حال فلكل لغته ولكل "حساسته"!.

و أياً كان أمرهم وأمر الناس،فالحقيقة التي لا أماري فيها كثيراً، أن لغة العيون على قمة الهرم تهذباً ورقياً؛تفصح كثيراً عما يعجز عنه اللسان،بالرغم من أنها تلمِّح و لا تصرح؛فلا كلام فج ولا خطابة زاعقة ،نعم..قد تستنكر العين أحياناً،و قد تسب العين أحياناً وقد تلعن أحياناً، لكنها أبدا لا تفحشُ قولا!و لربما رجلٍ على قدر من الحس والوجدان،تكفيهُ نظرة،فيعلم منها علماً،ويقع على ما فيها من بغضةٍ أو حب،من قبولٍ أو كراهة،و لربما ذهب جراءها على غير عود،أما لغة الجسد ،فلقد كان قاسيا كل القسوة أن تقطب حاجبيك في وجه احدهم،و إهانة أن تنظر إليه من أعلى نظارتك!.

وأما الآن فأنظر..ودع عنك جارة الوادي ولغة العيون؛كان ذلك عهداً وانقضى،وزماناً ومضى،فقد باتت الجلود"سميكة"،والأذواق نابية،وألفت أسماعنا حديث الأيدي "المشوحة"و الأقدام الرافسة،وألفت أبصارنا الأصابع الممددة في وجوهنا،تجرح العيون،تهتز تهديداً و تنفس وعيداً.
حقا لغة القوم بعض منهم ،ونهاية الأمر..الفرق ما بين أناسٍ وأناس،وما بين عصرٍ وعصر،كالفرق ما بين لغة العيون...ولغة البهائم.



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سأمُ البهائم
- دور الأيتام تعذب أطفالها في مصر!
- في المرقص
- الخرس العربي إزاء التطهير الديني بالعراق
- الغواص الضرير(1،2)
- أين أقداس العراق؟
- و ما الحياة؟
- إبن الآلهة(3)
- ابن الآلهة(2)
- الاقتصاد المصري:الرغيف أم الكافيار؟
- العتيقة
- ابن الآلهة(1)
- تنصيب الرئيس المصري ذا الدرقتين!
- سيزيف الهابط
- حقوق الإنسان بين هيجل و ماركس(3)
- حقوق الإنسان بين هيغل و ماركس(2)
- حقوق الإنسان بين هيغل و ماركس(1)
- رأي ديكارت في الفلاسفة و السفاسطة
- البروليتارية العالمية و المسألة القومية(3)
- البروليتارية الأممية و المسألة القومية(2)


المزيد.....




- -أسر غواصة تجسس أمريكية في كمين إيراني-.. هذه حقيقة الفيديو ...
- -سرايا القدس- تقصف مستوطنات في غلاف غزة
- إسرائيل تقوم بـ-تجزئة- غزة.. ومظاهرة جديدة ضد حماس في القطاع ...
- ترامب يلقي -القنبلة-.. رسوم جمركية على دول في مختلف القارات ...
- -أسوشيتد برس-: الولايات المتحدة تنشر المزيد من قاذفات -بي 2- ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي من موقع في جنوب لبنان: -حزب الله- لم ...
- الأوقاف المصرية والأزهر يحذران من اقتحام بن غفير للأقصى: است ...
- محللون: نتنياهو يضع المنطقة على الحافة وترامب يساعده على ذلك ...
- غزة في لحظة فارقة.. هل تتحرك روسيا والصين؟
- تامر المسحال يكشف آخر تفاصيل مفاوضات الهدنة بغزة


المزيد.....

- مكونات الاتصال والتحول الرقمي / الدكتور سلطان عدوان
- السوق المريضة: الصحافة في العصر الرقمي / كرم نعمة
- سلاح غير مرخص: دونالد ترامب قوة إعلامية بلا مسؤولية / كرم نعمة
- مجلة سماء الأمير / أسماء محمد مصطفى
- إنتخابات الكنيست 25 / محمد السهلي
- المسؤولية الاجتماعية لوسائل الإعلام التقليدية في المجتمع. / غادة محمود عبد الحميد
- داخل الكليبتوقراطية العراقية / يونس الخشاب
- تقنيات وطرق حديثة في سرد القصص الصحفية / حسني رفعت حسني
- فنّ السخريّة السياسيّة في الوطن العربي: الوظيفة التصحيحيّة ل ... / عصام بن الشيخ
- ‏ / زياد بوزيان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحافة والاعلام - شوكت جميل - لغة العيون و لغة الأصابع