أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مبارك أباعزي - قضية فلسطين بين الإنساني والإديولوجي














المزيد.....


قضية فلسطين بين الإنساني والإديولوجي


مبارك أباعزي

الحوار المتمدن-العدد: 4551 - 2014 / 8 / 22 - 09:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تحتل القضية الفلسطينية موقع الصدارة بين قضايا عالمية أخرى، ما جعلها تسيل الكثير من الحبر منذ سنة 1948 إلى حدود اللحظة الراهنة حيث تجاذبتها آراء وتوجهات مختلفة على مستوى الإنتاج الفكري والسياسي وتداول الأحاديث والخطابات، وقد هيمن، ضمن هذه التوجهات والآراء، خطابان هما؛ الخطاب الديني الذي رأى فيها قضية إسلامية يسارع إلى نصرتها كل مسلمي العالم، والخطاب القومي الذي بنى تصوره على أساس لغوي وعرقي. ولكل ضربِ خطابٍ أسبابه وتبريراته التي يشرعن بها تصوره للقضية.
غير أن ورود مواقف من خارج إديولوجيا القومية العربية والتوجهات الإسلامية المختلفة أبان عن قصور الإديولوجيتين وضيقهما عن استيعاب المنحى الإنساني، فالفلسطينيون أنفسهم ضاقوا بالشعارات العربية الجوفاء والخطب الإسلامية الواهية، حتى أن الراحل محمود درويش عندما جاء إلى المغرب قبل سنوات قال لهم إن على المغرب أن يجد حلا لمشاكله قبل أن يفكر في حل مشاكل الآخرين، وقد تصورت أنه يتحدث بلساني، فطالما اعتقدت أن ترك أطفال أنفكو يموتون بردا وجوعا في الجبال، ونصرة أطفال غزة طمعا في نيل سمعة من نوع ما، يعد من الأمور الأكثر جنونا وحمقا.
ولعل ما يؤكد تهافت التصور القومي والديني هو إقدام دول غربية كثيرة على تجريم الممارسات الإسرائيلية في غزة بشكل يعري خطابات العرب والمسلمين، فقد أعلنت بوليفيا أن إسرائيل دولة إرهابية، وحذت البرازيل وفنزويلا وكوبا والإكوادور حذوها، وسحبت البيرو والتشيلي وسلفادور سفراءها من إسرائيل. وهذه المبادرات التي قامت بها دول لا تتبنى الطرحين العربي والإسلامي، تؤكد مدى نكوصية تفكيرنا حين نحمل الشعار العربي أو الشعار الإسلامي، لأن القضية تحتاج تضامن الناس والمؤسسات حتى وإن تواجدت في أقاصي الصين، وهو ما لا يفهمه المسلمون الذين يعتبرون الغرب كافرا لا خير فيه، أو القوميون الذين يعتبرون اجتماعهم تحت راية القومية المباركة ردا على الغرب نفسه.
لهذا لا نريدهم أن يقولوا لنا "إن العرب يموتون في فلسطين" أو "إن المسلمين يموتون في فلسطين"، فقلوبنا أرقى من أن تستجيب لنداءات سياسية مثل تلك، وأرق عندما يتعلق الأمر بدموع الأمهات اللواتي يبكين أبناءهن الصغار الذين ماتوا تحت القصف، وأكثر رقة حين نشاهد جنديا يحمل بندقية وشابا في يده الحصى، أو حين ننظر إلى الأمر برمته من منظور القوى غير المتوازنة بين الطرفين؛ فإسرائيل دولة قوية مدعومة من دول غربية كثيرة، وفلسطين مدعومة من لدن العرب والمسلمين بالخطب العنترية "التي ما قتلت ذبابة"، وهو ما جعل "قلوبهم مع الفلسطينيين وقنابلهم عليهم" بتعبير أحلام مستغانمي. نريدهم أن يقولوا لنا إن "الإنسان يموت في فلسطين"، بغض النظر عن دينه أو عرقه أو لغته أو غير ذلك.
إن القضية برمتها تحتاج إلى مستوى أكبر من الحياد، لأن أشكال التفكير تظل قاصرة على الدوام في ظل شرنقة الإديولوجي ومحدودية التفكير النسقي، إذ علينا أن نتأمل المرجعيات التاريخية والدينية لإسرائيل التي جعلتها تعتقد بصحة أفعالها ومعقوليتها، تماما كما يعتقد مناصرو الدولة الفلسطينية بصحة موقفهم ومعقوليته؛ من واجب القارئ –الذي يدرك حتما محنة الفلسطيني- أن يطلع على محنة اليهودي طوال التاريخ، والاضطهاد الذي يتعرض له في كل الأماكن والأصقاع، والتهجير المتواصل الذي طاله في كل الأزمان منذ أمر القائد الروماني المسمى بـ"تيطس" بتهجيرهم ودمر بيت المقدس ومعبد اليهود، فنزحت كل جماعة إلى بلد من بلدان العالم، وبعد ذلك بمدة طويلة سمح لهم بزيارة بيت المقدس والوقوف على الجدار الوحيد المتبقي من المعبد والذي يسمى اليوم بـ"حائط المبكى" بعد أن كانت عقوبة القيام بذلك الإعدام.
بهذا الشكل يتم البحث عن الحلول والنتائج السليمة، وبدون تفكير منفتح يضع الإديولوجيات والقوميات والأديان والانتماءات خارج الاعتبارات السياسية، لا يمكن إيجاد حل حقيقي لقضايا الناس والشعوب، بدونه لا تنتظروا إلا مزيدا من القتل والدمار.
https://www.facebook.com/abaazzi
[email protected]



#مبارك_أباعزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المهدي المنجرة.. أبدا اعتذاركم إليه لن يصل
- أسَاليبُهم في صنَاعَة الاخْتِلاف
- النقد الأدبي الأمازيغي
- سيكولوجيا المثقف
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (7)
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (6)
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (5)
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (4)
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم(3)
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (2)
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (1)
- تباين العقلي والميتافزيقي في دعاوى الإعجاز العلمي
- ثقافةُ المنْعِ في الخِطَاب الدِيني
- التكفير والتقتيل.. لعلك تفهم يا أبا النعيم
- العلمنة في التراث الإسلامي


المزيد.....




- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- تفاصيل قانون تمليك اليهود في الضفة
- حرس الثورة الاسلامية: اسماء قادة القسام الشهداء تبث الرعب بق ...
- أبرز المساجد والكنائس التي دمرها العدوان الإسرائيلي على غزة ...
- لأول مرة خارج المسجد الحرام.. السعودية تعرض كسوة الكعبة في م ...
- فرحي أطفالك.. أجدد تردد قناة طيور الجنة على القمر نايل سات ب ...
- ليبيا.. وزارة الداخلية بحكومة حماد تشدد الرقابة على أغاني ال ...
- الجهاد الاسلامي: ننعى قادة القسام الشهداء ونؤكد ثباتنا معا ب ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مبارك أباعزي - قضية فلسطين بين الإنساني والإديولوجي