أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الشيخ أحمد ربيعة - بلوى العراقيين بقيادات حزب الدعوة














المزيد.....

بلوى العراقيين بقيادات حزب الدعوة


أحمد الشيخ أحمد ربيعة

الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 21:33
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



الخطاب ( التاريخي) الذي ألقاه ما يسمى ( الاب القائد ) أحمد حسن البكر في 1979 بإعلانه التنحي عن رئاسة الجمهورية لصالح المقبور صدام حسين، لا يضاهيه لدى رسامي الكاريكاتير سوى الخطاب ( التاريخي ) للقائد نوري المالكي. ظهر الحاج نوري في خطابه الاخير محاطاً بأخوته الدعاة وقادة حزبه وائتلافه، بوجوههم المتجهمة ووقفتهم المتيبسة وكأن الطير تأكل من رواسهم، ليهذي بأمور لا يصدقها فراش مكتبه.

لحظتان بائستان في التاريخ العراقي. الاولى نقلت العراق من ديكتاتورية الحزب القائد الى ديكتاتورية المشيخة والعائلة الصدامية والثانية تسعى لنقل السلطة من المالكي الساعي لفرض ديكتاتوريته الى ديكتاتورية حزب الدعوة وبنطاق اوسع كما، في خطوة يراد لها، تأسيس ديكتاتورية التحالف الشيعي( توسيع مجال شعار ما ننطيها ). لحظتان لم تخرج الشعب والوطن المغدور من عبث وشرهة ولؤم الاحزاب الشمولية التي عومت العراق في بحور مضطربة لا تلوح فيها ضفاف أمنة.
ما ان لملم المالكي اوراقه حتى خرج علينا بعض قادة حزبه ليعلنوا سلامة الاوضاع الداخلية للدعوة والجوانب التاريخية لفترة رئاسة الوزراء في عهد المالكي، وتبدو تصريحات الدكتور وليد الحلي في لقائه في الفضائية العراقية وإشادته بالمالكي، شيئاً من المسخرة التي لا تحتاج الى تعليق، متناسياً توعده للمالكي ونهجه في الاعلام بعد إعلان نتائج الانتخابات الاخيرة. ليت الرجل أدان طرق واساليب العمل في فترة المالكي ونتائجها وعزمهم على تصحيح ما جرى، ربما بسلوكه هذا وسع من فسحة الامل الضيقة للمحروقة أرواحهم على واقع ومستقبل العراق.

ظهر المالكي محاطاً بوجوه ارتبط معظمها ان لم يكن جلها بالفساد والخراب. هذه الصورة تعكس حقيقة التغير وفحواه. هؤلاء الذين انتقلوا من الجحور الى مواقع النمور والابراج العالية وقادوا الدولة بأسلوب المنظمة السرية كي تبقى تبيض لهم ذهبا مخمساً، لم يكونوا على استعداد لخسارة موقعهم ونفوذهم ( الرباني ) وارصدتهم التي تصطف الى يمينها العشرات من الاصفار، باسم المذهب والطائفة والمظلومية التاريخية. لن يسمحوا بأن يتحول ربان سفينهم الى جرذ ينخر فيها. ففي الوقت الذي اخرجوا المالكي من الباب فانهم ادخلوه من الشباك ( هذا في الحد المعلن )، مما يعنى ضياع الفرصة لتقييم ما حدث ورسم معالم سياسية جديدة، وطنية، صادقة تنتشل البلد مما فيه وتفتح الباب امام تحول حزب الدعوة من الشمولية الى المَدنية وهي خطوة تمس كل احزاب الاسلام السياسي والاحزاب الشمولية بكل الوانها، عداها لا ينتظر العراق ارضاً وشعبا سوى الموت البطيء، لكن المعادلة تبدو غير سهلة، خاصة في ظل ضعف او انعدام السياسات الوطنية وضعف وجود ارضية متماسكة في القوى المتنفذة لأحداث إنعاطفة في الوضع السياسي القائم. فتقديم الرجل للمساءلة والحساب وهو صاحب الملفات المخفية لوقت الحاجة كما يدعي، ربما سيمزق كيس الزبالة المتعفنة وسيفضح المستور، ولنا ان نتصور عفونة الروائح المنبثقة منها. اسئلة عديدة عن دور المالكي لم تتضح بعد، لا تقتصر على سمات الرجل فقط وانما هناك عوامل متعددة تلعب دورا في هذا الامر، بما فيها عناصر دولة القانون التي يرتبط وجودها بالمالكي وهل ستنقل ولائها. بتقديري سيكون المالكي امام خيارين احلاهما مر، ام ان يقبل بدور هامشي ويجلس ( على باب الله ) بانتظار القادم وما ستحمله الايام، أو يستمر بهذيانه وهلوسة المحيطين به وتصوراته المتضخمة عن نفسة وبالتالي سيجري تصفيته سياسياً وربما جسدياً لاحقاً.

بعيدا عن ما يطرحه البعض عن دورس الموعظة في دورس التبادل السلمي للسلطة من قبل المالكي او دور مرجعية السيستاني الحاسم في هذا الامر، رغم ان رسالة السيستاني لحزب الدعوة سبقت تنحي المالكي بفترة غير قصيرة، لكنها لم تكن حاسمة في موقف المالكي في اقل تقدير، الا ان المتتبع يلاحظ ان اعلان انسحاب المالكي ترافق بعد ساعات مع رفع الغطاء عنه من قبل خامنئي وترحيبه بترشيح العبادي. لقد فهمت ايران الرسالة الامريكية ولو بشكل متأخر نسبيا، خاصة حين تجول كلاب الدولة الاسلامية ( داعش )المسعورة عند عتبة دارها. يمكن للمالكي ان يلتقي بمرشد الثورة بدون ربطة عنق وتحت العلم الايراني وينحني لتقبيل يديه ولكن الأمريكيين لن يتركوه ينبح حرصا على مصالح دولة الفقه. ما جرى هو خطوة في صالح عموم نظام المحاصصة من اجل ترميمه. ترميم مواقع حزب الدعوة، ترميم التحالف الوطني، ترميم سلة النظام كله ولذلك سارعت الاطراف الاخرى بالترحيب به واخذت تهيء نفسها للجولة القادمة، لكن من يعرف او يستطيع ان يتجاهل عدد البيض الفاسد في هذه السلة.
شن ( مختار العصر ) حربه على الكل وبالذات حلفائه من السنة والاكراد تحت ( نارهم تأكل حطبهم ). شعار لا يبتعد عن بعض وجوه سياسة صدام حسين وشعاراته عندما اعلن الحرب على ايران وطبق هذه السياسة الطائفية على الشيعة، وتسربت الحياة كما يتسرب الماء بين اصابع العراقيين فلا ماضٍ كان ولا حاضر ولا مستقبل، ويبقى السؤال المفتوح الى متى يبقى الوضع هكذا، اي اله سيمد العراقيين بالمزيد من الصبر كي يضلوا متفرجين خارج الملعب. لا يحتاج ذو عقل ان يدرك الى اين قادت سياسة المالكي وقد كُتب وسيكتب الكثير في هذا الشأن ولكن ما يحتاجه وضعنا القائم روحاً وطنية صادقة وشجاعة واصراراً من اجل اعادة الهوية الوطنية المتهتكة وفتح مسارب للخروج من نظام المحاصصة، فهل سيطرق رئيس الوزراء المكلف ومن يقف الى جانبه هذا الباب؟.



#أحمد_الشيخ_أحمد_ربيعة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التفسير( الفقي ) لهزيمة قوات الجيش العراقي في الموصل
- قراءة في رواية تيوليب مانيا لوفاء البوعيسي
- بلوى الله بشهدائنا وشهدائهم
- الشيوعيون والانتخابات البرلمانية بين النتائج والاستنتاج..
- المالكي وحيدا
- رامبو وحكومة الاغلبية السياسية
- معارضة ( السواريٌة)*
- معارضة ( السواريّة)*
- قانون إبادة الشيعة !
- قراءة في ( نعثل ) رواية لوفاء البوعيسي
- نظرة أولية في مشروعي الاحوال الشخصية الجعفري والقضاء الشرعي ...
- نظرة أولية في مشروعي الاحوال الشخصية الجعفري والقضاء الشرعي ...
- التيار الديمقراطي العراقي وضرورة البحث عن المنطق الفاعل في ا ...
- ناظم رمزي .. هل نتعرف عليه بعد موته..؟
- نسمات أب والقادم من الايام
- القائمة العابرة للمحاصصة. وهم ام حقيقة ؟
- ثائر لم يلامس احلامه
- من ينقذ العراق
- الزعيم الذي قتل اخاه*
- آية الله الحائري/ الحائر بين السماء والأرض


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد الشيخ أحمد ربيعة - بلوى العراقيين بقيادات حزب الدعوة