أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحرية موقف من الحياة














المزيد.....

الحرية موقف من الحياة


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 20:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أول الحقائق التي ركزت عليها الرسالات السماوية هي وحدة الرسالة التي تستهدف الرجوع إلى وحدة الإمة الأولى والتي نقضها الله كونها لا تطابق الحرية الممنوحة وجوديا للإنسان والتي أعلنت عن التحول عنها بمجرد أن بعث الله رسل وأنبياء, هذه العودة للوحدة تبنى هذه المرة على الحرية والتي هي في فهم الرسالة إنحياز للهدى الرباني الذي ينقل الإنسان من حالة اللا موقف إلى الإيجابية المطلقة التي ينتهي عندها الصراط المستقيم, إنها ببساطة أن تنحاز لما يريد لك الله من كمال وتفاضل لكن بموجب خيار حر.
هذا الإنحياز يفترض إنتقالا جماعيا وعقلانيا من حالة اللا موقف إلى حالة الوحدة في الأمة والتي بمجرد التسليم بها يتغير وصف الأمه من الأختلاف الطبيعي الفطري في الإنسان إلى مفهوم الوحدة الرسالي, فكل خروج عن هذه الوحدة وتحت أي تبرير هو كفر ونقض للحرية وخروج عن الإنحياز الحقيقي للغائية من الحرية.
المسلم الذي يدعي صفة له بجانب كونه مسلم هو يعلن خروجه عن الحرية ويتغير من كونه فرد في أمة واحدة إلى فرد خارج عنها بتبني الجزئية بدل الكلية ليدافع عن الجزء مضحيا بالجامع الكبير وهو الوحدة أي الانتماء للإسلام الواحد, فمن يدع أنه مسلم سني أو مسلم شيعي فأنه قد أعلن إيمانه الصريح بالطاغوت وكفره بالله الذي أراد له أن يكون مسلما حنيفا فقط, هذا القول ليس تكفيرا لأحد ولا دعوة به بل هو تحقيق لنص يعلن ذلك صراحة بلسان الله{إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْياً بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ}آل عمران19.
الإختلاف هنا حقيقي برغم اشتراكهما بمسمى الإسلام, والإسلام مفهوم موحد وليس وصف جامع عكس الإنسانية نجدها تجمع أكثر مما توحد بدلالتها{وَلَوْ شَاء رَبُّكَ لَجَعَلَ النَّاسَ أُمَّةً وَاحِدَةً وَلاَ يَزَالُونَ مُخْتَلِفِينَ}هود118, فمن ينتسب للإسلام لا بد أن يكون في إطاره فقط هذا الإطار هو أصلا لا يعط صفة خارجة عنه ولا يمنح هوية مميزه للبعض دون الأخر فإختيارنا لهوية مميزة وإن كانت تتفق مع جوهر حقاني أو لا تتفق فهي بالنهاية تقويض لمعنى الإسلام الواحد.
هذا التفرد والتميز ليس صفة خاصة بالإسلام كرسالة بل هو منهج معتمد إنسانيا مع كل الرسالات والتي وصفهم الله تعالى بأنهم كفروا بما أتى به رسلهم{وَقَالَتِ الْيَهُودُ وَالنَّصَارَى نَحْنُ أَبْنَاء اللّهِ وَأَحِبَّاؤُهُ قُلْ فَلِمَ يُعَذِّبُكُم بِذُنُوبِكُم بَلْ أَنتُم بَشَرٌ مِّمَّنْ خَلَقَ يَغْفِرُ لِمَن يَشَاءُ وَيُعَذِّبُ مَن يَشَاءُ وَلِلّهِ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَإِلَيْهِ الْمَصِيرُ}المائدة18,فبمجرد الخروج عن وحدة الإنتساب للرسالة هو استحقاق للجزاء الذي يكون صفة تعلن خروج الإنسان عن حريته التي تؤمن له النجاة ليجد نفسه في محل العذاب والخسران.
لو أراد الله التفرد والتميز وحث عليها لكان أفرد للرسل والأنبياء هذه الميزة بل أن العكس هو الذي حصل وجعل الله الرسل بعضهم تبع بعض وشيع بعض دون أن يخرجهم من صفة الإسلام إلى صفة ثانية مطلقا فهم مسلمون جميعا وعباد الله جميعا وأنهم أولياء بعض جميعا لا يختلفوا ولا يتخالفوا بمعطيات الرسالة الأولى ولا يتناقضوا عليها بل هم أمرهم واحد وصفاتهم واحده والنصوص غنية جدا في هذا المجال.
هنا لا بد أن نستكشف جليا عن أساسيات هذا الأختلاف والموارد التي انضجته وساعدت على أنتشاره ورسخت الإيمان به وعملت على تجسيده بوعي أو بغايه مما أثر في تمزيق صورة الحرية وفتح المجال للطاغوت أن يعبد من خلال الكفر بالله بمعنى تجنب الوقوع في مرديات الزلل والانحراف, البحث ليس مجاله التأريخ البشري فهو مجرد عارضة للفعل ولم يشارك في صنعه بل سجل فقط, فلا بد إذن من دليل يقودنا للبحث عن هذا الإنحراف الذي كسر دعامة الوحدة الهيكلية للرسالة.



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أستعمار الذاكرة
- صياغة مفهوم الحرية
- صياغة مفهوم الحرية ح2
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح3
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح1
- ليلة الإنقلاب على الرب _ قصة قصيرة ح2
- بين الإدارة والحكم كيف يدار المجتمع
- زمنية الحلم ح2
- زمنية الحلم ح1
- العقل والحلم ج1
- العقل والحلم ج2
- صناعة المستقبل
- صناع الرب _ قصة قصيرة ج1
- صناع الرب _ قصة قصيرة ج2
- المطلوب استراتيجيا من حكومة التغيير
- المدنيون ومهمات المرحلة المقبلة في العراق
- حوارية الطير المسافر وقارئة الفنجان _ قصة قصيرة
- اللعبة الأولى والنتيجة الكبيرة , المالكي والعبادي مناهج وموا ...
- رواية قمر مفقود ح3
- رواية قمر مفقود ح4


المزيد.....




- عمال أجانب من مختلف دول العالم شاركوا في إعادة بناء كاتدرائي ...
- مستوطنون يقتحمون المسجد الأقصى بحماية شرطة الاحتلال الإسرائي ...
- أجراس كاتدرائية نوتردام بباريس ستقرع من جديد بحضور نحو 60 زع ...
- الأوقاف الفلسطينية: الاحتلال الإسرائيلي اقتحم المسجد الأقصى ...
- الاحتلال اقتحم الأقصى 20 مرة ومنع رفع الأذان في -الإبراهيمي- ...
- استطلاع رأي إسرائيلي: 32% من الشباب اليهود في الخارج متعاطفو ...
- في أولى رحلاته الدولية.. ترامب في باريس السبت للمشاركة في حف ...
- ترامب يعلن حضوره حفل افتتاح كاتدرائية نوتردام -الرائعة والتا ...
- فرح اولادك مع طيور الجنة.. استقبل تردد قناة طيور الجنة بيبي ...
- استطلاع: ثلث شباب اليهود بالخارج يتعاطفون مع حماس


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - الحرية موقف من الحياة