|
الهامش والمركز (حركية الموقع جغرافيا وسياسيا) في ضوء مقالة د.كاظم حبيب
دانا جلال
الحوار المتمدن-العدد: 1284 - 2005 / 8 / 12 - 11:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
رغم إشكالية اسم الحزب الذي يعاني منه اغلب الأحزاب الكوردية الفيلية وما يخلفه من ردود فعل منطلقة اغلبها من مطالعة سريعة لعناوين الاحزاب دون التعمق في مفردات نظامها الداخلي ، يمكننا القول ان الحزب الكوردي الفيلي العراقي قد تمكن إلى حد ما من الخروج من تلك الإشكالية بتثبيت انتماء الكورد الفيليين إلى الأمة الكوردية واعتبار ذلك خطا احمرا لا يمكن تجاوزه ، وإشكالية عدم تطابق اسم الحزب مع نظامه الداخلي ليست مقتصرة على الأحزاب الكوردية الفيلية ،بل ان أحزاب أوربية عريقة في نضالها الطبقي وصراعها الأيديولوجي تعاني من تلك الإشكالية ، فاغلب الأحزاب الشيوعية الأوروبية لاتملك من الشيوعية غير اسمها مع نظام داخلي يتطابق إلى حد ما مع الأحزاب الاشتراكية الديموقراطية ، أي إنها تعاني من نفس الاشكالية ولكن بشكلها المقلوب. وبعيدا عن إشكالية الاسم فأن اعتبار نشوء أحزاب سياسية للكورد خارج الإقليم الفيدرالي ومنها احزاب الكورد الفيلية التي تحمل التوجهات القومية الصادقة البعيدة عن النـزعات المذهبية الضيقة الأفق عملية تساهم في تشتيت الخطاب السياسي للشعب الكوردي وحركته التحررية العادلة لا يستند إلى حقائق الواقع . فقد كتب الأستاذ كاظم حبيب في مقالته (لكي لا تتشظى وحدتكم ولكي لا تخسروا قضيتكم .. الكرد الفيلية ) بتاريخ 5/9/2005 وعلى اغلب المواقع العراقية (خامساً: لا أرى في تشكيل حزب كردي فيلي أي منفعة للكرد الفيلية في العراق, بل يمكن الاتفاق مع القوائم الديمقراطية الكردية والعربية, مثل قائمة التحالف الكردستاني والقوائم الديمقراطية العراقية الأخرى) . ان استاذنا الفاضل د.كاظم حبيب أشار ضمنا في كلامه إلى ضرورة وجود حزب أو شكل معين للتنظيم من خلال دعوته إلى ضرورة الاتفاق مع القوائم الديموقراطية الكوردية والعربية لان الاتفاق لا يمكن ان يتم إلا مع حزب أو تنظيم معين. وبعيدا عن التناقض أعلاه نناقش مسالة التشتت الذي يرفضه استاذنا من منطلق ديموقراطي ومن مواقفه الواضحة والثابتة تجاه قضية شعبنا الكوردي العادلة ، فالحزب الكوردي الفيلي العراقي يعتبر ان التشتت بالنسبة للكورد خارج فيدرالية كوردستان واقع حال وهذا ما أكده نتائج الانتخابات العراقية وفق معطيات الأرقام حسب تصريحات بعض مسوؤلي قائمة التحالف الكوردستاني ، لذا يناضل الحزب الكوردي الفيلي العراقي من اجل إنهاء حالة التشتت من منطلقات فكرية ومن فهمه لحركة الهامش والمركز والتبادل الموقعي بينهما بمفهومه السياسي والجغرافي ، إضافة إلى تحديد مساحة توسعه وانتشاره جماهيريا في الهامش القومي الذي يعتبر مركزا بالمفهوم الوطني لان ظروف التجزئة التي يعاني منها الأمة الكوردية بين الدول ( تركيا - إيران - العراق - سوريا ) قد خلق حالة نادرة في علاقة الهامش بالمركز ، فالمركز القومي يعتبر هامشا وطنيا ، والهامش القومي يعتبر مركزا وطنيا ،حيث يمكننا القول ان فيدرالية كوردستان العراق يعتبر مركزا وعمقا استراتيجيا للكورد المتواجدين خارج الإقليم الفيدرالي ، وفي الوقت ذاته يعتبر الكورد وأحزابهم السياسية الموجودة خارج الإقليم وبالذات المتواجدين في ( بغداد ) تواجدا في المركز الوطني الذي يؤثر بشكل مباشر في الهامش . لقد كانت علاقة الكورد خارج الإقليم بالمركز القومي في ظل الثورة والنضال المسلح ضد الأنظمة السياسية القمعية التي صادرت ابسط الحقوق القومية لشعبنا الكوردي علاقة تطابق في الاداء وتكامل في النضال لذا ساهم الكورد خارج الإقليم ضمن الأحزاب الكوردستانية وضمن حركة الانصار الكوردستانية بشكل فعال ومؤثر ، ولكن سقوط النظام القمعي وتثبيت فيدرالية كوردستان العراق كشكل من أشكال حق تقرير المصير وحقه في ممارسة أي صيغة أخرى للعلاقة مع المركز، كل ذلك إضافة إلى المتغيرات الكبيرة في الوسط والجنوب العراقي المتمثلة بتصاعد النـزعات الشوفينية القومية وبمسميات مختلفة إضافة إلى المد الكبير للإسلام السياسي الذي يحاول البعض من أطرافه تغليب العامل المذهبي على حساب الهوية القومية للكورد الفيليين كل ذلك يجعل من الضروري إيجاد آلية جديدة للعمل السياسي لا على صعيد الشعار السياسي المرحلي والاستراتيجي بل وعلى صعيد الشكل التنظيمي الذي يجب ان يواكب التطورات التي حصلت وافاق تطورها. ان الكورد خارج الإقليم وهم يعملون على إيجاد آليات جديدة للعمل السياسي قد تكون نقلة نوعية على صعيد الخطاب السياسي للامة الكوردية يرفضون اتهامهم بالعمل على تشتيت الموقف القومي والديموقراطي العراقي ويدركون ان ظاهرة نشوء الأحزاب والمنظمات بعد سقوط الفاشية حالة طبيعية ونتيجة حتمية لسنوات القمع ،ويدرك الكورد وأحزابهم خارج الإقليم الفيدرالي ان النـزعات المذهبية لبعض الأحزاب الكوردية ومنها الفيلية هي مصطنعة ومؤقتة ناتجة عن القمع المذهبي وإنها ستزول بعد انتهاء مسبباتها ليظهر الوجه القومي الديموقراطي لتلك الأحزاب ، ويبقى الأهم هو عدم الإساءة إلى كوردنا الفيليين فيكفيهم ما تعرضوا له من مصادرة للهوية القومية والوطنية من قبل النظام الفاشي المقبور ، ويكفيهم محاولات بعض اخوة المذهب بإلغاء هويتهم القومية واعتبارهم ضمن القومية الفارسية . ان التركيز على الأسباب التي أدت إلى تشتت صوت الكورد خارج الإقليم وظهور النـزعات المذهبية مع قراءة جديدة لنتائج الانتخابات العراقية واعتبار إعطاء العديد من الكورد في الوسط والجنوب العراقي اصواتهم لقوائم الإسلام السياسي ليس موقفا تجاه هويتهم القومية ، ليس تخليا عن كورديتهم بمقدار ما هو موقف سياسي سبقهم العديد في إقليم كوردستان بإعطاء أصواتهم إلى الإسلام السياسي ولم تتهم حينها بأنها تخلت عن هويتها القومية لصالح نـزعاتها المذهبية .
#دانا_جلال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تشظي أم تجديد ؟ في ضوء مقالة الدكتور كاظم حبيب
-
إلى متى يظل الكوردي الفيلي في موقع الضحية والهامش؟!
-
هل يصطحب الرئيس مام جلال أبو تحسين إلى شرم الشيخ؟
-
دستور ماشافش حاجة
-
رحلة كولمبسية ليسار اكتشف العراق
-
للحزب الكوردي الفيلي العراقي....أنتمي!
-
د. علي ثويني :-لنرفع عقالنا للتكارتة !
-
الصعود إلى القمر - قصة الشهيد عبد الكريم قاسم
-
كتاب بنفس الاسم و أسماء لنفس القزم
-
نداء إلى قيادة التحالف الكوردستاني :-من اجل عراق ديموقراطي و
...
-
أهواركوردستان وجبال فرات الاوسط وجنوب الكدح العراقي
-
ادباء الجبل - غربة الكلمات واحزان جبلية
-
جبال النجف وقراءات هندية - مابين الفضل والزبيدي
-
قراءة من جهة اليسار لحكومة كُتبت من جهة اليمين
-
لرئيس الجمهورية الثانية في العراق: لااحب ولكن
-
نضالات حفيد العورة العاصية الشعث مشعان الجبوري
-
عطا الطالباني - الشيوعية - الانسلاخ الطبقي والانبعاث الانسان
...
-
ألآخر وألتأرجُح بينَ الوعي واللاوعي السياسي
-
دماء الشيعة والشبق الجنسي لكلاب السلفية
-
الخطاب السياسي الكوردي بين القومي والجزئي واشكالية الخارج
المزيد.....
-
تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي
...
-
الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ
...
-
بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق
...
-
مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو
...
-
ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم
...
-
إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات
...
-
هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية
...
-
مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض
...
-
ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار
...
-
العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|