أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - الله هو شرشبيل؟؟














المزيد.....


الله هو شرشبيل؟؟


زين اليوسف
مُدوِّنة عربية

(Zeina Al-omar)


الحوار المتمدن-العدد: 4550 - 2014 / 8 / 21 - 10:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


عندما كنت طفلة كانت والدتي تحذرني دوماً من غضب الرب..و كثيراً ما كنت أسمع عند كل خطأ أرتكبه تلك العبارات تنهال فوق أذنيَّ..عباراتٌ كانت تجعلني أتخيل الله في صورة كيانٍ ضخمٍ جداً شرير جداً يتربص بي دائماً..و لكني بعقل الطفلة لم أتمكن من تصور شكلٍ مادي لهذا الكيان المنتظر دوماً لزلاتي لكي يحرق جلدي الرقيق بالنار.

و حتى عندما التحقت بالمدرسة كان الله لي بالمرصاد دوماً ليس كربٍ يُعبد و لكن مرةً أخرى ككيانٍ غامض لا أستطيع أن أدركه و لا أدرك فيما يفكر إلا أمر واحد فقط كنت شبه متأكدةٍ منه و هو أنه ينتظرني لكي يعاقبني على كل شيء و أي شيء..من تهربي من وقت الصلاة في المدرسة إلى المال الذي كنت أختلسه من محفظة والدي و حتى على أكثر رغباتي سرية و التي لم أخبر بها أي شخص.

و هكذا كنا نكبر عاماً بعد عام و لكن و لا واحدة من معلماتي كانت تتجرأ لتحدثنا عن رحمة الرب بذات الاستفاضة التي يمارسنها عند حديثهن عن العذاب في جميع صوره و مراحله..القبر الدنيا الآخرة الجحيم الحساب و كل ما يخطر ببالك..فمراحل عذاب عديدة كانت تجعلني تساءل كيف أعبد إلهاً بتلك الوحشية!!.

و هكذا سنجد أن الله ارتبط رغماً عنا بالقسوة و القبح و الغضب الذي لن يتم التنفيس عنه إلا عن طريق تعذيبنا جسدياً أو روحياً..و هكذا أيضاً سنجد أن الله ارتبط بكلمة العقوبة أكثر مما ارتبط بكلمة الرحمة..تلك الرحمة التي وصف نفسه مراراً و تكراراً في القرآن الكريم و لكن يبدو أن الدعاة إلى طريقه لم يجدوا أن تلك الكلمة ستجعله رباً يُتبع كما لو تم تجسيده بذلك الشكل الوحشي..فنحن كما يبدو شعوبٌ تخضع للخوف أكثر من الحب.

لا أعلم ما الغرض الحقيقي لتصوير الله سبحانه و تعالى في ثقافتنا الجمعية بتلك الصورة المتوحشة!!..هل تجد الأغلبية أن الله هش ضعيف كأي حاكمٍ عربي لن يؤمن به شعبه قائداً له إلا بحكايا تفوق حكايا زوار الفجر رعباً؟؟..لماذا لا نعلم أطفالنا منذ المهد أننا ننزلق جبراً من روح الله و لا يوجد من يمقت روحه مُجملاً فكيف بكيل العذاب لها ليل نهار فقط لعدة أخطاء بشرية صادرةٍ عن الهوى!!..

أما آن الأوان لقليلٍ من الحب و الرحمة ليجتاحا كتباً تُغرس كلماتها المقيتة في عقول أجيالٍ بأكملها..أجيال أصبحت مقاطع مصورة لأفرادٍ كُثرٌ منها تظهر لنا كيف أنهم يستلذون بقطع الأعناق و التمثيل بالجثث مُلصقين جُلَّ ما يفعلون بذلك الإله الذي كان يترصدنا أطفالاً و أصبح الآن يترصد لقطع أعناقنا كبارا.

نحن نتعامل مع الله بأسلوبٍ عربي بامتياز..فإما الحب أو الرعب..و رعبنا يحيط به و بنا أكثر مما يفعل حبنا المزعوم له..و لتسأل أي طفلٍ كما أي بالغ لمِ تعبد الله لتجد أن نسبةً لا بأس لها سيكون دافعها لذلك هو لتجنب عذابه لا لنيل حبه..و لكن هذا الأمر لا يمنعهم من الحديث باستفاضةٍ عن حبٍ و رحمةٍ لا يؤمنون "تماماً" بوجودها لديه.

و بعد هذا كله ما زال الله ذلك الكيان الغريب الذي لا يدركه بصري و لكن الآخرين نجحوا في تصويره كُلاّ حسب طريقته..لو كنت ما زلت تلك الطفلة التي يتم تهديدها دوماً بالله عند كل خطأ بشري ترتكبه لكنت قلت أن الله هو شرشبيل..و لكن الآن لو سألتني من هو الله لأخبرتك أنه حبيب أحبه و أختلف معه كثيراً..نتفق نتشاجر أفهمه لا أستوعب أفكاره أحياناً لا يدركني و لا أدركه و لكني أعتقد أننا ككل عاشقين سنتمكن من الوصول إلى منطقةٍ وسطى لنتمكن من التعايش مع فكرة وجودنا في حياة بعضنا البعض كما مع فكرة اختلافنا عن بعضنا البعض.



#زين_اليوسف (هاشتاغ)       Zeina_Al-omar#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- وصلة رقصٍ شرقي
- قليلٌ من السخرية
- القاعدة و محمد
- فيلم -غير- جنسي
- لنفرض
- عاهرة
- إعلانٌ جنسي
- ليلة زفاف الغشاء
- الله يُصيبه الصمم
- الجنسية: أسود!!
- صحفي برتبة قواد
- تحرش حكومي
- عملية ترقيع
- مُهدد من -نصف- إنسان!!
- نحن و اليهود
- هوية جنسية
- لا أفتدي الرسول بهما
- توحد
- ما زال
- القاعدة و الزير سالم


المزيد.....




- السويد ترحل رجل دين ايراني دون تقديم توضيحات
- 10 أشخاص من الطائفة العلوية ضحايا مجزرة ارهابية وسط سوريا
- الجنة الدولية للصليب الاحمر تتسلم الاسير الاسرائيلي كيث سيغا ...
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الثاني
- الجنة الدولية للصليب الاحمر في خانيونس تتسلم الاسير الاسرائي ...
- إطلاق نار على قوات إسرائيلية في سوريا وجبهة المقاومة الإسلام ...
- تردد قناة طيور الجنة الجديد بجودة HD على جميع الأقمار الصناع ...
- بدء احتفالات الذكرى الـ46 لانتصار الثورة الاسلامية في ايران ...
- 40 ألفا يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
- 40 ألفاً يؤدون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - زين اليوسف - الله هو شرشبيل؟؟