أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - المقاومة الفلسطينية بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المصري














المزيد.....


المقاومة الفلسطينية بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المصري


ناجح شاهين

الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 12:04
المحور: القضية الفلسطينية
    



ناجح شاهين
أحياناً تشيع كلمة معينة إلى حد ينسى الناس معناها الأصلي. ذلك أن تكرار استخدام المفردة يوحي نفسياً بأنها معروفة، وقريبة المنال. لذلك لا ضير من أن نذكر هنا بمعنى مصطلح الإرهاب بأبسط ما يمكن من مفردات. الإرهاب هو عنف أو أذى يتم إلحاقه بالمدنيين من أجل دفعهم إلى تبني موقف سياسي يخدم أهداف الجهة التي مارست الإرهاب بحقهم. بهذا المعنى تم قصف المدنيين الألمان في الحرب العالمية الثانية بغرض تحفيز حراك شعبي ضد هتلر وحكومته. كذلك دمرت الولايات المتحدة قرى بأكملها في فيتنام بغرض كسر الالتفاف الشعبي حول حكومة هانوي الثورية. وبالطبع تلجأ حركات المقاومة كثيراً لهذا اللون من الحرب بأمل أن تخترق النقطة الأضعف في بناء المستعمر وتدفعه إلى الانصياع لمطالبها التحررية.
في حالتنا الراهنة لم تمارس المقاومة الفلسطينية الإرهاب إلا على نطاق محدود جداً. والدليل على ذلك هو أن عدد القتلى المدنيين في جانب الاحتلال على امتداد أكثر من شهر من المواجهة لم يتجاوز الثلاثة. أما الاحتلال فقد مارس الإرهاب على نطاق واسع بقتله المدنيين دون تمييز. بل يمكن القول إنه قتل المدنيين "مع التمييز" عندما وجه ضرباته إلى المدارس المكتظة بالنساء والأطفال. فهو إذن قصد إلى إلحاق الأذى الذي يصل حد القتل بالمدنيين على وجه الحصر.
غني عن القول إن "إسرائيل" لا ترغب في العادة في أن تقدم نفسها في صورة الدولة المجرمة الإرهابية التي تستهدف الأبرياء. ولذلك فإن علينا أن نفكر في السبب الذي دفعها، وما زال يدفعها إلى فعل ذلك. ذلك السبب في رأينا ليس خفياً ولا غامضاً: إنه عجز قوات الاحتلال عن إلحاق الهزيمة بفصائل المقاومة المقاتلة من قبيل "القسام" و "السرايا" و "أبوعلي مصطفى". وهذا يعني أن على قادة الاحتلال البحث عن طريقة أخرى. لو كان بالإمكان هزيمة المقاومة في الميدان، لكان ذلك بالنسبة لهم خيراً وبركة. فهم يتخلصون من هذا العدو المقاوم المزعج، ويستثمرون المزاج الشعبي المهزوم في قطف صنوف من الثمار السياسية السائغة.
جاء صمود المقاومة ونجاحاتها ليقلب الطاولة على المحتل وأصدقائه، مما يستدعي أن تأخذ المقاومة الحق في قطف الثمار. لكن ذلك بالطبع لا يجوز بالنسبة للمحتل وأصدقائه في العالم والمنطقة. ولذلك لا بد من سحب البساط من تحت أقدام المقاومين مهما كلف الأمر. ومن أجل ذلك لجأ الاحتلال إلى ممارسة الإرهاب (ضد المدنيين بالطبع) بغرض دفع الناس في غزة إلى التخلي عن المقاومة والانقلاب عليها.
من نافلة القول إن ذلك لم ينجح حتى اللحظة. ولكن المشروع ظل مستمراً في سياق المفاوضات من أجل تحقيق تهدئة وفق شروط لا تعود بالوضع إلى ما كان عليه قبل العدوان. تريد المقاومة وأهل غزة، وذلك من حقهم سياسياً وأخلاقياً على السواء، جنى ثمار انتصارهم وصمودهم. أما إسرائيل وأصدقاؤها فيريدون تهدئة ترتد سلبياً على المقاومة في مقابل بعض الفتات لتحسين حياة الناس.
في هذا الإطار تتم ممارسة نوع آخر من الإرهاب غير الإرهاب العسكري. ذلك هو تجويع السكان وحرمانهم من الخدمات الحياتية الضرورية من قبيل خدمات الصحة والمياه والكهرباء، وما يلزم من سلع ضرورية. هنا يأتي الدور البالغ الأهمية الذي يؤديه نظام السيسي الذي يمارس الإرهاب بحق مدنيي غزة بغرض إجبارهم على الضغط على المقاومة عن طريق خنقهم بالإغلاق. ليس لدى السيسي على الأرجح أية أهداف أخرى من الإصرار على إغلاق المعابر. إنها رسالة واضحة إلى أهل غزة: إما أن تجبروا حماس والجهاد وفصائل المقاومة على العودة لبيت الطاعة، والانصياع للخطة الإسرائيلية المقبولة على ما يبدو في المستوى العربي عموما، وإما أن نحيل حياتكم إلى جحيم يصبح الموت خيراً منها.
لسوء الحظ لا يمكن أن يكون في العالم إرهاب أشد من هذا. فهو يستخدم القوة العسكرية، والحصار على السواء بغاية واحدة هي ابتزاز موقف سياسي من المقاومة عن طريق "تثوير" جمهورها بالذات وقلبه عليها. ولذلك تبدو المقاومة في موقف لا تحسد عليه. وليس هناك فيما نحسب من طريقة لمواجهة هذا الموقف إلا بالرد على المحتل بطريقته وسلاحه، بمعنى أن تبدع المقاومة في أدائها إلى حد دفع سكان فلسطين من المستوطنين إلى الضغط على حكومتهم من أجل أن تخلصهم من جحيم الظروف التي يخلقها العمل المقاوم. بطولة المقاومة وذكاؤها هو المخرج الوحيد لانزلاقها من كماشة الإرهاب "الإسرائيلي" وإرهاب النظام المصري المدعوم كونياً وعربياً على نطاق واسع.



#ناجح_شاهين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- داعش في بيتي
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو إلى عادل سمارة
- غزة ومجتمع الفرجة وانتظار جودو
- انتصرت المقاومة
- هاشم أبو ماريا
- المقاومة الفلسطينية في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا
- غزة وشلال الدم واحتفالات التوجيهي
- غزة تتعمد بالدم في زمن مجاهدي داعش ومقاتلي التنمية
- المنظمات غير الحكومية في ديجور الفساد والبيروقراطية وعدم الف ...
- يحبونني موافقاً، يكرهونني معارضاً: من سمات الشخصية العربية ف ...
- إسرائيل رئيساً للجنة الدولية لتصفية الاستعمار صدق أو لا تصدق
- سيكولوجية المثليين والاقتصاد السياسي
- حول السلعة الميتة والإنسان الحي
- المخازي الأساس في الانتخابات السورية
- عزمي بشارة والانتخابات السورية والمصرية أو في حكمة الديمقراط ...
- فنون قتل الذكاء والإبداع في النشاطات الترفيهية المدرسية
- -متى ستقتلني؟- تسأل الفتاة خطيبها
- السيسي: إعادة إنتاج النظام
- استبدال الحمار/البغل بالسيارة
- اللغة الإنجليزية ومرجعيات العولمة


المزيد.....




- -حرب- التعريفات الجمركية بين الصين وأمريكا.. كيف ستستجيب بكي ...
- نتنياهو يتوجه إلى الولايات المتحدة ليكون أول رئيس وزراء يلتق ...
- إجلاء أطفال فلسطينيين جرحى إلى مصر مع إعادة فتح معبر رفح
- تعيين اللواء إيال زمير رئيسا جديدا لأركان الجيش الإسرائيلي
- كاميرا تلتقط لحظة انفجار طائرة في فيلادلفيا في كارثة جوية جد ...
- بوتين يهنئ البطريرك كيريل بذكرى تنصيبه الكنسي
- قتلى وجرحى في قصف إسرائيلي استهدف مركبتين في مدينة جنين (فيد ...
- الحرس الثوري الإيراني يكشف عن صاروخ كروز البحري بمدى يتجاوز ...
- طالبة صينية أول ضحية لقانون ترامب بترحيل الطلاب المؤيدين لفل ...
- ترامب يأمر بتوجيه -ضربة دقيقة- لاستهداف أحد زعماء -داعش-


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ناجح شاهين - المقاومة الفلسطينية بين الإرهاب الإسرائيلي والإرهاب المصري