أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - تنوير إسلامي مبكر














المزيد.....

تنوير إسلامي مبكر


طيب تيزيني

الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 08:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تتعاظم الاضطرابات في العالم الإسلامي بدرجات تدعو للقلق، خصوصاً مع تعاظم المنازعات بين التيارات الدينية «الإسلامية» إلى درجة النقد العنيف فيما بينها على نحو فاحش، نقداً يقود إلى القتال المسلح والصراع الديني.

وبمزيد من التدقيق في هذه القضية، يصح القول إن معيارين اثنين ظهرا بمثابتهما ناظمين لما يأتي هنا في هذا السياق. أول هذين الناظمين هو القرآن الكريم (النص المقدس) وما يحيط به من قواعد وأحكام، أما الثاني فهو السنة النبوية وما يتصل بها من قول وعمل.


وهنا نطرح هذين المعيارين بوصفهما ضبطاً لعملية التعقيل، أو بعبارة مختزلة يصبح القول وارداً بأن النص إياه يمر مساره عبر المرور بالمعارف والمصالح، أو لنقل بالمصالح والمعارف. والآن نرى إن ذينك الاعتبارين يمر بهما النص لإخضاعه للاستنباط العقلي، وذلك بشيء من الحركية والنصية في آن واحد.

وبذلك نحافظ على حيوية النص وأصليته النصية ليجد نفسه متحركاً نحو ضبط نفسه معرفياً ومصلحياً.

لذلك يمكن أن نقول الكثير عن ظهور مرحلة تنوير في التاريخ الإسلامي العربي تركت أصداء عميقة باعتبار دلالة النصين وما لهما من حضور كثيف ولافت.

إن الرؤية التاريخية التنويرية نجدها عند الخليفة عمر بن الخطاب، جنباً إلى جنب مع التأكيد على العدالة والتربية والتقدم، ومع الكرامة والمساواة. مواقف تؤكد مسائل وإلزامات، دون أن تتحول إلى رؤية أيديولوجية مغلقة، وإن اتصفت بتماسك ذي بعد استراتيجي.

وقد جاءت في تغريدة على موقع التواصل الاجتماعي (تويتر)، لإحدى الفتيات السوريات، إشارات لافتة في أهميتها التاريخية وفي دلالاتها الفكرية، عندما قارنت ما أنجزه الخليفة عمر بن الخطاب على صعيد التنظير وضبط المواقف المستجدة، مع ما يشهده عصرنا من أولئك الذين يزعمون أنهم يدافعون عن الإسلام، وهم يسيئون إليه إساءة علمية ومعرفية وتاريخية فادحة. ففيما يخص رجم النساء الزانيات، سلك الخليفة عمر سلوكاً حضارياً عندما تبين له بعد وقت قصير أن أحد الشهود في المسألة يكذب، فأطلق سراح المرأة، وجلد الشاهد الكاذب. أما «أبوبكر البغدادي» فلديه في كل أسبوع عملية رجم أو جلد.

هذا بينما تتعلق الملاحظة الثانية بمسألة قطع يد السارق. فكلنا نعلم القصة المشهورة، عندما سأل الخليفة عمر بن الخطاب واليه على مصر (عمرو بن العاص): إذا جاءك سارق ماذا تفعل به؟ قال عمرو بن العاص: أقطع يده. فقال عمر: وأنا إن جاءني جائع من مصر قطعت يدك!

فهل يا ترى لم يبق جائع واحد في أرض الخلافة البغدادية، حتى يقيم البغدادي حد السرقة كل يوم!

وفي مناسبة أخرى أعلن الخليفة عمر بن الخطاب، عندما اعترضت عليه امرأة أمام الناس، أصابت امرأة وأخطأ عمر!

تلك مواقف عاشها الخليفة مع الناس مستمعاً لهم ومحاوراً، حيث تصدى فيها لقضايا ذات أهمية خاصة، وأظهر فيها الحكمة والعقل والتواضع، ودونما تعصب أو حط من قيمة الناس. إن هذه الملاحظات الدقيقة والثمنية، معرفياً وعلمياً، يمكن أن تؤسس لرؤية تنويرية منفتحة تدين الظلامية وتشدد على حرية الرأي واحترام الآخر.

وهذا ما يؤسس مستقبلاً لمثل تلك الدراسات التاريخية في الإسلام وغيره. وفي كل الأحوال فالمسائل التي أتينا عليها من تلك الزاوية الخطابية هي باتجاه بحث ما لم يبحث وتدقيق ما لم يدقق فيه.



#طيب_تيزيني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أسئلة في التداول الراهن
- سوريا ومرحلة الصَّوملة !
- القضية الفلسطينية.. و«الربيع العربي»
- حُطام عربي حقاً.. ولكن!
- العرب.. النهضة والإصلاح الثقافي
- خسائر الشعب السوري
- غياب حُسن الجوار!
- أطفال سوريا في بلدان الاغتراب
- ثلاثية التقسيمية والطائفية والثأرية!
- العلمانية والسياسة والدين
- الشعب الفلسطيني والمشروع الإسرائيلي
- أين مجلس الأمن والمحكمة الجنائية؟!
- سوريا الجديدة.. خطوات التأسيس
- تلويث الدين بالسياسة
- ثلاثة أعوام على المخاض السوري
- سوريا ويوم المرأة العالمي
- من سوريا إلى أوكرانيا
- سوريا: جدلية تاريخية ورؤية تعاقبية
- سوريا وسيناريو المحكمة الدولية
- تأسيس الاستبداد السياسي


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - طيب تيزيني - تنوير إسلامي مبكر