عبد السلام الزغيبي
الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 01:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
قد يتساءل المرء ، لماذ استهدفت المراة الليبية بمحاولة التهميش والاقصاء والتخويف والترهيب، وصولا إلى اغتيال ناشطتين بارزتين في المجتمع الليبي هما : سلوى بوقعيقيص وحنان البركاوي.. في جريمة نكراء لا يقدم عليها إلا نذل وجبان.
النساء اللائي يخرجن في المسيرات والمظاهرات، يمارسن حقا من حقوقهنّ وواجبا مقدسا في الدفاع عن مصيرهن ومصير اولادهن وبناتهن واخواتهن وبالتالي المجتمع الليبي .
ولا يستطيع إلا جاحد وحاقد ان ينكر الدور الكبير الذي قامت به المرأة الليبية فى التظاهر والتحريض والتشجيع في الخروج ضد نظام الاستبداد القذافي.
منذ الايام الاولى لاندلاع ثورة 17 فبراير بل وقبلها بكثير ، كان للمرأة الليبية دورها المباشروغير المباشر عن خلال تشجيع وتحريض الأزواج والابناء والأقرباء والمعارف على الخروج ضد نظام القذافي ، ولولا ذلك العمل الوطني المقدر لما راينا ذاك العدد الهائل من الشباب في الشوارع والميادين والساحات والجبهات يقارع النظام المستبد، فهى من ربتهم على الشجاعة والاقدام وتحمل الصعاب والمخاطر من اجل ليبيا حرة مستقرة.
ولا احد يستطيع ان ينسى مشهد الليبيات جنبا الى جنب مع الرجال في مرحلة تحرير ليبيا، رافعات علم الاستقلال متحديات الموت ورصاص القناصة في ساحة التحرير، إلى جانب مساهمتهن في إيواء وإطعام وتمريض المقاتلين.
لا يمكن أن ننسى الدور العظيم الذي قامت به زوجات، وأمهات، وشقيقات وبنات شهداء ابوسليم، اللائي بقين على عهدهن، بإبراز قضية المعتقلين والمغيبين، والشهداء، و انتهاكات حقوق الإنسان في ليبيا. رفضن الهزيمة ، وقفن بوجه الظلم، دعمن وأيدن وشاركن في إنتفاضة 17 فبراير، منذ يومها الأول مساء 15 فبراير 2011، وصيحتهن المشهودة "نوضي نوضي يا بنغازي". التي زلزلت عرش القذافي، ووقوففتهن شامخات ومساهمات بفعالية في عملية تحرير الوطن، و انتخاب المؤتمر الوطني الليبي.
لعل هذا هو الذي أرعب الظلاميون ، فعمدوا إلى محاولات قمعها وفرض خيارات حركتهم على سيدات ليبيا سواء عن طريق التهديد والوعيد أو الارهاب والعنف الممنهج والقتل، حتى لا تخرج وتحرك الشارع، .. يريد الظلاميون أن يحاصروا نصف المجتمع الليبي وأن يشلوا حركته ليتفرغوا لقطع رؤؤس من يقف بوجههم من النصف الاخر من المجتمع.
الظلاميون يريدون وشعب ليبيا يرفض ويأبى ويقف لهم بالمرصاد.
#عبد_السلام_الزغيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟