اسماعيل خليل الحسن
الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 11:27
المحور:
الصحافة والاعلام
لقد كتب كثيرون في تفنيد الخطاب الإعلامي لوزير الإعلام السوري مهدي دخل الله, ولم أكن أرغب الولوج في ذات الموضوع لأنّ الأصدقاء ماجد رشيد العويد و أحمد مولود الطيار و ياسين الحاج صالح لم يتركوا لشفرتي محزّا , لكنّ مشاهدتي لحسنين هيكل على الشاشة الفضائية , جعلني أتساءل : لماذا لم ينجب الإعلام البعثي إعلاميا من وزن هذا الرجل؟
إنّه الفارق بين صحافة التقارير , و صحافة الرأي , فالتقارير الصحفية هي من الماضي السحيق حيث كان الخبر هو ديدن الصحيفة , وكان الجورنالجية مجرد شمّامين و متسقطين للأخبار , متطفلين على الصالونان السياسية , لقد انتهى هذا المفهوم من زمن ليس بالقليل ليحلّ مفهوم صحافة الرأي و التحليل , فقد كان المهتمون بالشأن السياسي ينتظرون ما سوف يقوله هيكل في الأهرام ضمن زاويته المعنونة بصراحة , لمعرفة الرأي الحقيقي لجمال عبد الناصر , ذلك رغم مآخذنا الكثيرة على الصحافة المصريّة , حيث كان هامش ليبرالي موجودا ولكن ليس كافيا .
أما الصحافة السوريّة ـ إن جاز تسميتها بالصحافة ـ فهي صحافة تقارير بمعنى آخر أي أن يكتب الصحفيّون تقاريرا أمنية يبعضهم البعض , ليقصي أحدهم الآخر , و أن يتقرّب أحدهم من ذوي الحظوة بالتضحية بزميله , فهل كنت متحاملا ؟ أتمنى أن أكون كذلك, و لكن يشهد لي أنّ صحافيّا واحدا من الوزن الثقيل , لم تعرفه ساحتنا الإعلامية .
لو عاد حسنين هيكل أدراجه إلى ذلك العصر, لأعاد النظر بهيكليّة صحافته, لأنني أتخيله اليوم يقف إلى جانب حرية الصحافة بلا حدود, فالرأي يقتضي بالضرورة رأيا آخرا, لكنّ هيكل كان أكبر من أن يطلق التهم جزافا و في كلّ الاتجاهات , بدون دليل مادّي حتى لو كان وثيقة ضعيفة , أو من مصدر غير موثوق .
إن استسهال التهم بالتخوين و ما شابه علّة الذهنية التي درج عليها , الشموليون أولي العصبة , لكنّها ذهنية مضى زمنها و أفلت ولكن مازال بين ظهرانينا من يعبد الآفلين .
#اسماعيل_خليل_الحسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟