أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - مقدمة في علم الانشقاق














المزيد.....

مقدمة في علم الانشقاق


جهاد نصره

الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 11:26
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


من الابتكارات السورية التقليدية، ظاهرة فولكلورية تمرسنا بها بعد أن أدمناها وأركلناها (من أركيلة) وهي ظاهرة الانشقاق السياسي.
لقد عرفت الأحزاب السورية منذ العام / 1963 / ( 37 ) عملية انشقاق معلن ما عدا الانشقاقات الجنينية أي التي لم تخرج إلى العلن لأسباب مختلفة .! صحيح أن كل خلق الله ينشقون بين الفينة والأخرى غير أن الطبعة الانشقاقية مالتنا غير شكل.! وكدليل على عمق أصالة هذه الظاهرة في الأراضي السورية، يكفي النظر بعين متفحصة لكي يكتشف المرء أو المرأة أن كل بضاعتنا من الأحزاب المعارضة والموالية والتي بين بين أي التي لم تحسم أمرها بعد وفقاً لمقولة في العجلة الندامة وفي التأني الالتحاق بالجبهة والسلامة.! لا تزيد في حقيقة الأمر عن أربع أحزاب وعين الحاسد تبلى بالعمى.! وهذه الأحزاب الأربعة كما هو معروف ومن غير تجني العدا، شمولية بامتياز.. وهي كما يعرف الجميع بعثية، وناصرية، وشيوعية، وإسلامية، تناسلت، أو باضت، أو فرَّخت مواليد وتوائم عديدة منها الأبرص، ومنها الكسيح الذي أصابه شلل الأطفال منذ الصغر، ومنها المصاب بداء فقر الدم أو العقل أوالاسهال المزمن.! وهي مستمرة في الاباضة والتفريخ من باب الوفاء للصناعة المحلية أقصد صناعة الانشقاقات على الطريقة البلدية التي تجلب الكثير الكثير من المتفرجين، والشامتين، والمفرنقعين.
منذ ثلاث أربع سنوات، وبفعل تسونامي التطوير والتحديث الذي ضرب البلد ضرباً مبرِّحاًً، انشقت ظاهرة الانشقاق الوطنية إلى شقين فأصبح عندنا نوعين فاخرين من الانشقاقات الأول انشقاق عمودي والثاني أفقي ! وبعد أن بدأت جدران الخوف تتشقق و تتآكل و راح الكثيرون يفكِّرون في الخروج من دائرة الأحزاب الأربعة العتيقة، وتفرعاتها، ومواليدها، بغية تأسيس تعبيرات جديدة بنكهة و( خلقة ) مجلية أي غير مملِّة، ومنذ أن بدأت هذه الحالة المستجدة حدث أن فُعِّلت الظاهرة الانشقاقية التي نتحدث عنها تفعيلاً فعولاً أحياناً ومفتعلاً ً في غالب الأحيان! فبينما كانت الانشقاقات فيما قبل مرحلة التطوير والتحديث تحدث وفق مبدأ الأواني المستطرقة، أصبحت في المرحلة الجديدة تأخذ الشكل العامودي أو الأفقي .! يعني كلما اجتمع ثلاثة أنفار للبدء بالعمل، ينشقون أفقياً واحد بواحد والثالث يبقى مستنفراً في حالة طواريء.. ولكن، إذا لم يحدث لا قدر الله هذا الانشقاق الأفقي فإن السلطة تقوم بواجبها الرعوي وتسارع إلى شقِّهم ( فسخهم ) عامودياً أي نفر ونصف على ميلة ونفر ونصف على الميلة الأخرى ومن ثم تبقيهم تحت الرعاية المشدَّدة حرصاً على الصحة العامة.
وبهذا الشكل، أصبح فن الانشقاق قدر سوري لا مفر منه ولا مهرب ولا ُيستثنى من ذلك جيراننا الأكراد بل يمكن القول: إنهم سبقونا في مضمار هذا الفن البلدياتي.! لكن، تحدث أحياناً معجزة فبلادنا شهدت عبر التاريخ ولا تزال تشهد الكثير من المعجزات المدويات وهذه المعجزة تتجلى في بقاء الحمل سليماً معافى حتى موعد الولادة، الأمر الذي يعني للسلطة السهرانة فلتاناً أمنياً وتقصيراً لوجستياً وهكذا ما إن تعلم بهذه الولادة الطبيعية المتوقعة أن الولادة حتى تسارع إلى ارتكاب خطيئة الإجهاض القيصري بالشق العامودي بعيداً عن السرة ( الصرة ) بتاعة أطباء العمليات القيصرية وبالعربي الفصيح يعني عملية ( فسخ) من الأسفل إلى الأعلى لا أكثر ولا أقل.!
نحن في حزب - الكلكة - نعترف من دون خجل أو بطيخ أقرع، بأننا مارسنا العادة الانشقاقية كغيرنا عدة مرات وعلى الوجهين ألعامودي والأفقي..! وحدها - أم علي- لم يعجبها الشق ألعامودي وشتمتنا وشتمت صاحب الحزب بحجة أنه لا يحافظ على عرض الحزب.! وقد ضحك الجد حتى وقع على قفاه وهو يقول: العمى وهل بقي لحزبنا أو غيره من الأحزاب عرض وأنا ليس عندي خبر.!؟
لكن بالرغم من كل ما تقدم نسأل: بربكم هل سمعتم من قبل بمن ينشق تلقائياً وقبل أي لقاء، أو اجتماع، أو حتى سيران في البرية..!؟ يعني مثلاً - نحن - وفهمكم كفاية- قبل تأسيس حزب – الكلكة - بحوالي قرن ونصف، اتفقنا على الاجتماع على البيد ر يوم الأربعاء تحديداً بسبب ضغط إخوتنا الحماصنة وذلك من أجل تأسيس الحزب الكلكاوي العتيد غير أن الذي حصل هو أننا انشققنا أفقياً يوم الاثنين ومن ثم قمنا بانشقاق عامودي يوم الثلاثاء وفي يوم الاجتماع حضرت السلطة ( الفاسخة ) فلم تجد أحداً تفسخه.! ربما ظَّنت أننا ضحكنا عليها وأسسنا الحزب في بيت – أم علي- ومن غير أيها اجتماع.. و الله أعلم من الجماعة ومن غيرها أيضاً.!؟
10/8/2005



#جهاد_نصره (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإخوان المسلمون وتوافقات الحد الأدنى.!؟
- في سورية الآن: فنتوزة* الفانتازيا.!؟
- الدور التكاثري لاتحاد شبيبة الثورة
- وما أكثر الإرهابيين الجبناء.!؟
- أخيراً..جاء المخلِّص.!؟
- فرقة السعادين القومية
- الفتاة الممسوخة أم العقل الممسوخ.!؟
- التجمع الليبرالي الديمقراطي خطوة أخرى نحو الأمام
- على خطا سيد القمني.!؟
- حول الغباء الأمريكي مرة أخرى.!؟
- المفتي السوري الجديد ..والصين الجديدة.؟
- العصفورية الأمريكية.!؟
- هيئة جهلاء المسلمين وبراعم بغداد
- مجنون يتكلم ولا عاقل أخرس .!؟
- سيد القمني وأوباش الجهاد الإسلامي.!؟
- هزيمة أمريكا في سورية.!؟
- المعارضون واللحى وأشياء أخرى
- سيماءهم في عقولهم..!؟
- المعارضة الجوالة.. والسيد العراقي..!؟
- أحرار أم أشرار..!؟


المزيد.....




- آخر ضحايا فيضانات فالنسيا.. عاملٌ يلقى حتفه في انهيار سقف مد ...
- الإمارات تعلن توقيف 3 مشتبه بهم بقتل حاخام إسرائيلي مولدافي ...
- فضيحة التسريبات.. هل تطيح بنتنياهو؟
- آثار الدمار في بتاح تكفا إثر هجمات صاروخية لـ-حزب الله-
- حكومة مولدوفا تؤكد أنها ستناقش مع -غازبروم- مسألة إمداد بردن ...
- مصر.. انهيار جبل صخري والبحث جار عن مفقودين
- رئيس الوزراء الأردني يزور رجال الأمن المصابين في إطلاق النار ...
- وسيلة جديدة لمكافحة الدرونات.. روسيا تقوم بتحديث منظومة مدفع ...
- -أونروا-: إمدادات الغذاء التي تدخل غزة لا تلبي 6% من حاجة ال ...
- رومانيا: رئيس الوزراء المؤيد لأوروبا يتصدر الدورة الأولى من ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - جهاد نصره - مقدمة في علم الانشقاق