أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام المنفي - سقراط . الرجل الذي جرؤ على السؤال














المزيد.....


سقراط . الرجل الذي جرؤ على السؤال


حسام المنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4549 - 2014 / 8 / 20 - 01:40
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في مقال أمس حاولنا على قدر المستطاع أن نلقي نظرة عابرة على محنة الفيلسوف اليوناني "أنكساجوراس" الذي تعرض للقمع والإضطهاد بل والنفي خارج أثينا لا لشيء إلا أنه حاول أن يفكر ، ويتسائل ، وينتقد بعض مظاهر الجهل والخرافة التي كانت منتشرة في أثينا في ذلك الوقت . وفي هذا المقال سنحاول أن نسلط الضوء على نكبة أو محنة أخرى وقعت أيضا في بلاد اليونان بعد ثلاثين عاما تقريبا من محنة "أنكساجوراس" ، وهذه المحنة كان بطلها الفيلسوف "سقراط" الذي تجرع السم وسط أصدقائه وتلاميذه و دفع حياته ثمنا رخيصا لما يؤمن به ويعتقد .
وربما كان سقراط يكثر من النقد لألهة أثينا في ذلك الوقت . فقد كان الأثينيون يعتقدون أن الألهة تتصف بصفات بشرية بما تحتوي هذه الصفات من نقائص ورذائل أيضا ؟ فهم يتصرفون كما تتصرف الكائنات البشرية في قوة وعناد ، فهم يغضبون ، ويفرحون ، ويخونون ، ويمارسون غريزة الجنس ، ويقيمون الولائم ويتشاجرون من أجل محسوبيهم من البشر فوق جبل أولمبس الذي يرتفع فوق أجواز الفضاء . وربما كان "سقراط" كثيرا ما ينتقد ، ويسخر ويتهكم على تلك الأفكار والمعتقدات الساذجة التي كانت محل تبجيل وتقديس وما هي إلا محض دجل وخرافة وأوهام .
وفي عام (399 ق . م ) سيق "سقراط" إلى محكمة أثينا ، وقد وجهة له المحكمة تهمة "الكفر والإلحاد وأنه أثم في عدم عبادته للألهة التي تعبدها الدولة ، وفي احلاله ألهة جديدة محل هؤلاء ، وهو فضلا عن ذلك أثم في إفساده الشباب بتعليمهم وفق مبادئه" ومن منطلق هذه التهمة حكمت المحكمة على "سقراط" بالإعدام ، وبالفعل قد نفذ الحكم بعد منطوقه في نفس العام رغم أنه دافع عن نفسه كثيرا محاولا أن يرد عن نفسه تلك التهم ولكن عبثا كانت محاولاته وبالفعل قد نفذ الحكم في نفس العام وقد تجرع السم وسط أصدقائه وتلامذته .
ولكن ما الإثم الذي اقترفه "سقراط" إذن ؟ هل أخطأ عندما كان يفكر ، ويتسائل ، وينتقد ، ويتشكك ، هل الفكر جريمة في شريعة سدنة الأديان الذين يتخذون من الدين تجارة ويضعونه وفقا لقواعد الربح والخسار ؟
ولكن السؤال الأهم . هل كان سقراط مخطأ عندما "انتقد وتشكك" في القيم والمعتقدات التي كانت سائدة في ذلك الوقت في مجتمعه ، أم أنه كان على صواب؟ ويمكن أن نطرح السؤال بصيغة مختلفة . ماذا ستفعل "أنت" يا من ستقرأ هذه السطور وماذا سيكون موقفك لو الأقدار ساقتك إلى موقف مشابه لموقف سقراط . ستنطفض ، وتعترض وتجأر بالحقيقة وتقف أمام مروجي الخرافة والدجل من رجال دين ورجال سياسة وغيرهم ممن يتسلطون على عقول البسطاء كما فعل هذا البطل ومهما كانت عواقب وتبعات موقفك هذا ، أم ستختار أن تكون ذليلا خانعا منهزما أمام سلطة المجتمع ؟ أنا شخصيا اخترت أن أكون "سقراط" جديدا فهل منكم أحدا يرغب أن يكون سقراط .



#حسام_المنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنكساجوراس . والحجر الأسود
- العلم والدين بين الفكر القديم والفكر الحديث
- نظرية المعرفة من منظور فلسفة ابن سينا
- الغزالي واهدار قيمة العقل
- العقل في فلسفة ابن رشد


المزيد.....




- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حسام المنفي - سقراط . الرجل الذي جرؤ على السؤال