أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد ابداح - فقه الأسماء في الفكر والثقافة العربية














المزيد.....

فقه الأسماء في الفكر والثقافة العربية


محمد ابداح

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 21:44
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


فقه الأسماء في الفكر والثقافة العربية

قد نلاحظ بأن غالبية القبائل البدائية،العربية وغيرها، تمتلك أسماء نباتات أو حيوانات أو جمادات أو حتى أجرام فلكية، وقد تنبه لهذا الأمر كافة علماء التاريخ والإجتماع، وأجروا لذلك دراسات وابحاثاً ، خلصت جميعها إلى أن كافة القبائل البدائية( )، قد اتخذت من الكائنات المحسوسة إله روحياً لها، تعتقد إنها تتبعه ، وبإنه يحميها ويدافع عنها، أو هو على الأقل لايؤذيها ، كما في حالة الجبال البركانية عند بعض القبائل، لذلك تقدس القبيلة ذلك الأله وتتقرب إليه وقد تتعبد له، وتقدم له القرابين الثمينة، وقد شملت تلك الدراسات التاريخية والإجتماعية الهامة ، العديد من القبائل البدائية والتي تعيش في أكثر المناطق النائية والقاسية في كافة أنحاء العالم، ومنها القبائل الهندية الأسيوية التي عبدت الشمس والبقر والعجول، وكذلك قبائل الهنود الحمر في أمريكا الشمالية، وكذلك شعوب المايا والإندير في أمريكا الجنوبية، وكذلك القبائل التترية والمغولية في سهول منغوليا وكازخستان وقبائل الأسكيمو في صحراء سيبيريا المتجمدة، فضلا عن القبائل العربية والتي عاشت في اليمن والعراق والهلال الخصيب وصحاري الجزيرة العربية النائية.
وقد ظهرت بناءاً على تلك الدراسات والأبحاث الهامة، نظريات في علم الإجتماع كشفت عن حقائق الإعتقاد الروحي لتلك القبائل البدائية، بوجود علاقة تربطهم ، بمظاهر الطبيعة المحيطة الحية منها أو الجامدة، ومنها علاقته بحيوان أو نبات مقدس بنظره، فلا يجوز إيذاءه، وقد يتوسع نظرة الإنسان البدائي في الطبيعة لتشمل تقديس الجبال والبحار والشمس والنجوم والكواكب، وهم يؤمنون أنهم بتقديسهم لتلك الأشياء، فإنهم بذلك يتقربون منها خوفاً وطمعاً.
وهذا ما يفسر ورود أسماء بعض القبائل ومنها العربية، مستمدة من أسماء الحيوانات أو النباتات أو الجمادات واتخاذ من هذه الأسماء دليلاً على مراحل التي مربها الفكر العربي الجاهلي، فاًسماء كبني صخر، وبني كلب وكليب، ونمر، والسرحان، وبكر، وبني أسد، وبني جحش، وبني ضبّة، وبني جعل، وبني جعدة، وبني الأرقم، وبني يربوع، وقريش، وعنزة، وبن حنش، وفهد، وعقاب، وثعلبة وغيرها من تلك الأسماء، ماهي إلا إنعكاساً لمدى تأثر الفكر القبلي بالظواهر المحيطة به وتفاعله الإيجابي أو السلبي معها.
كما ويلاحظ بأنه قد جرت العادة عند بعض القبائل العربية، إسقاط الأسماء المؤنثة على قبائلهم وأبناءهم، كمدركة وطابخة وكندة، وخندف وظاعنة وقيلة وجديلة ومُرّة وعطيّة، وغيرها، وذلك دليلاً على عدم وجود ما يسمى بالنسب عند العرب بمفهومه المعاصر، لأن مؤسسة الزواج أصلاً لم تكن شائعة بالمعنى الحالي للزوجية ، وهو أمر كان شائعاً بين جميع الشعوب البدائية ،فقد كان الرجل يجامع المرأة ثم يتركها ليجامع أخرى، وهكذا تكون المرأة فعلت الأمر ذاته، فلم يكن ليعرف أبا المولود عموماً، فيُنسب لإمه، وبهذا الوضع الإجتماعي السائد ظهرت الأسماء المؤنثة عند العرب وعند العبرانيين وعند بقية الساميين.
ويُساق دليلاً آخر من جملة ما أشرنا إليه سابقاً، وهو وجود بعض الكلمات المؤنثة في أنساب القبائل كالبطن والرحم والفخذ والصلب والظهر وغيرها، بل أن الأمر تعدى ذلك ليشمل تاء التأنيث النواحي الجغرافية أيضاً، فيقال قرية ومدينة وبلدة، وحارة، ويعد البطن أقدم أوضاع المجتمع السامي القديم، القائم على الاعتقاد بوجود صلة الدم.

وخلاصة القول أنه وعلى الرغم من أن الإسلام قد ألغى العادات الجاهلية المتسببة باختلاط الأنساب كالزنا والمتعة وغيرها، إلا أن المفهوم المتوارث لصلة الدم والقرابة عند العرب القدماء، بقي قويا جداً في كافة أرجاء الوطن العربي ، وكان له معناً يختلف عما هو قائم عند العرب اليوم، فلطالما كان مفهوم لفظ العربي يشير إلى الجنسية العربية، سواء بين العرب أنفسهم أم في مواجهة الغير من الشعوب الأخرى، فهو مفهوم أشمل مما هو عليه الآن، أي بمعنى آخر كان يفيد لفظ العربي شعبا واحد وموحدا، أما ألآن، فما يرد على لسان مفكري ومنظري الأمة العربية من علماء اللغة والأدب والسياسيين ، في قولهم هذا القطري أو السعودي أو الأردني أو غيره، فهي نظره قطعت أوصال الوطن العربي باسم الحزبية والقومية وغيرها، معان متأخرة وليست متقدمة مفرقة وليست جامعة، وحتماً هي مقصودة لذاتها وأهدافها.

المحامي / محمد ابداح







#محمد_ابداح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إذا مت ظمآنا فلا نزل المطر
- الدم والهدم !
- ينقصُ الرطبُ إذا يبسْ !
- أزمة الخطاب السياسي العربي
- حظائر داعش
- قصيدة أتعبني الوقت
- الملابس الْمُستعارة لا تُدْفئ
- أعلم ولا أدري !
- العقل العربي
- الخلافة الراشدة
- فقه النزاعات الطائفية العربية
- الحدود العربية جغرافية أم فكرية !
- أنتِ فايروس !
- أخبروني حين أحببتكِ
- أرجوحة القمر
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الرابع
- فك النحس وعدم التوفيق
- الإعلان العالمي لحقوق الإنسان والحقوق المبتورة/ الجزء الثالث
- دعيني
- قرية بيت دجن الفلسطينية


المزيد.....




- الديمقراطيون لا يمتلكون الأجوبة للعمال
- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - محمد ابداح - فقه الأسماء في الفكر والثقافة العربية