توفيق الحاج
الحوار المتمدن-العدد: 1283 - 2005 / 8 / 11 - 09:26
المحور:
اخر الاخبار, المقالات والبيانات
كعادتها أتحفتنا المذيعة الجميلة "منى الشاذلي " -التي تذكرني بسعاد حسني في عزها- بلقاء مع امبراطور متقاعد حديثا ..خرج من امبراطوريته وبعد ربع قرن خالي الوفاض..بلا أوسمة أونياشين بل بلعنات المقهورين وشماتة الشامتين .
ربع قرن قضاها امبراطور الصحافة الرسمية بوقا للحاكم يزين منه ماقبح ويعظم منه ماحسن ، وكم أدهشني تجلده أمام كاميرات التلفزيون بينما أصوات بعض من طالتهم حسناته..!! تجلده وتكشف على الملأ ماذا فعل بالصحفيين والمؤسسة الصحفية التي حولها من جمهورية الى ملكية منذ عهد رب العائلة الذي عبر وبادر ثم فجر وغادر..!!
38 سيارة..3 حمامات جاكوزي.. مصعد خاص.. ذمة مالية في ذمة الله ..نفوذ قوي جدا وفي كل اتجاه ومن يقاوم تكفي كبسولة من صاجبنا لنسفه وكم من الضحايا تفجرت فيهم هذه الكبسولات دون وجه حق..وكان المنطق السائد كما يقول المثل :اللي أبوه القاضي تشكيه لمين ..!!"
الامبراطور السابق تلاحقه الان بلاغات عديدة للنائب العام بضرورة التحقيق معه ويلاحقه أيضا تاريخ أسود من النفاق للحكومة والاستبداد الاداري مع زملاء المهنة الذين تسلق على ظهورهم الى درجة الطرد والعزل والاهانة .
حاولت مخلصا ان أجد في دفاع هذا الطاغية عن نفسه كلمة مقنعة أو ردا معقولا فلم أجد لان للباطل –سبحان الله - رائحة المعلبات الفاسدة ..!!
وللحق فاني أقفلت التلفزيون بعد انتهاء اللقاء مشفقا عليه وعلى أباطرة صغار من طرازه نراهم ونعايشهم دائما في العمل والشارع والمؤسسات ..يتصرفون كآلهة وكانهم باقون فوق كراسيهم للابد ..يظلمون ..ويسحقون.. يقربون ويبعدون يتنطعون ويسفهون..دون اعتبارلضمير أو انسانية..!!
وهم لو خرجوا قليلا من سجن الستائر المخملية ونفاق البطانة وتأملوا قليلا حال أباطرة سابقين..يتسحبون الان كاللصوص في الطرقات بعد زوال النفوذ والسلطان ..يهجرهم الاقربون.. وينكرهم المنافقون.. ويرثي لحالهم المؤمنون الذين يوقنون ان لادوام الا لله
لقد عرفت امبراطورا في حينه كان يقول للارض "اشتدي ماعليكي قدي " يأمر وينهي ويقطع ويفصل ولإ يأبه بدعوات المظلومين..!!
ولكنه الآن يشكو الوحدة ويبدو كأنه المريض بالجرب بعد أن كان يحج اليه العجم والعرب
ان دوام الحال من المحال ومن هنا يجب على المرء ان تردعه نفسه قبل ان يردعه الزمن الذي لايرحم امبراطورا مهما ظغى وتجبر ...
#توفيق_الحاج (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟