أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين عناية - زيتوني يشرف على ترجمة التلمود إلى العربية














المزيد.....


زيتوني يشرف على ترجمة التلمود إلى العربية


عزالدين عناية

الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 02:35
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


زيتوني يشرف على ترجمة التلمود إلى العربية
ترميمٌ عميقٌ للذاكرة بعد أن غفلنا طويلاً عن ذلك
عزالدّين عناية
كنا ثلّة من القادمين إلى جامعة الزيتونة في زمن عاصف، في منتصف الثمانينيات من القرن الماضي. منّا الفلسطيني، ومنا الغامبي، ومنا الجزائري، ومنا التونسي. جَمَعنا الشغف بدراسات الأديان فعكفنا على التروّي في آي التوراة والإنجيل والقرآن، ثم مددنا البصر بعيدا على هدى البيروني في تتبع ما للهند والصين في الدين من مقولة. كان الصراع على أشده في تونس بين النظام الآفل وما قبل الآفل من جهة، وبين الإسلام السياسي من جهة أخرى، على الرأسمال الرمزي للزيتونة، أعرق الجامعات الإسلامية في بلاد الإسلام. أدركنا للتوّ أن معركتنا علمية معرفية بالأساس، وأن شيوخنا وأساتذتنا، الذين اُستنفِروا من كل حدب وصوب لتدريس الأديان لا يفقهون الأديان إلا قليلا، حاشى الراحل الأستاذ محسن العابد طيب الله ثراه. حينها انهمكتُ وأنا طالب في ترجمة كتاب "علم الأديان" للفرنسي ميشال مسلان، الذي نشرته لاحقا لدى المركز الثقافي العربي في بيروت، وهو المؤلف العمدة لمقاربة الأديان بمنهج علمي. أما رفيقي وخليلي الأردني الفلسطيني عامر الحافي، والزيتوني حتى النخاع، فقد كان مشغولا حينها بتعريب نصوص ابن ميمون، وكان دائم الحديث عن افتقار المكتبة العربية للمتون والمراجع في دراسة اليهودية، ومنها التلمود، الذي لا نملكه معرَّباً رغم أنه نشأ في أحضان حضارتنا. حمل الحافي ذلك الغبن في دخيلته لما تفرقت بنا السبل، أحدنا غادر باتجاه عمّان والآخر يمم شطر روما.
كان يوما بهيجاً حين أخبرني عامر من عمّان، بعد مرور السنوات، بإتمام ترجمة التلمود من أصوله الآرامية وبمجلداته العشرين، وذلك بالتعاون مع كوكبة من المترجمين. فالأسفار التي كنا نلجأ إلى قراءتها بالفرنسية، هي النسخة الوحيدة المتوفرة في مكتبة العطارين في العاصمة تونس. فما أنجزه الحافي وصحبه ليس أمرا هينا بل هو إنجاز عظيم يذكرنا بإنجازات رواد دراسات الأديان في حضارتنا، أمثال البيروني وابن ربن الطبري والسموءل بن يحيى المغربي وأبي الحسن العامري. نحن نتحدث عن عشرين سفرا من التوراة الشفوية، توزعت على فترة تقارب 700 عام (200 ق.م–500م)، انتقلت من هارون إلى يشوع إلى طائفة المرسَلين إلى ربّاي هليل وربّاي شماي. تتوزع على قسمي المشنا والجمارا، وتحوي مقولات الأحبار بعد ختم النصّ التوراتي.
وبالفعل لقد عزّت الدراسات العربية الجادة في العصر الحديث عن التلمود، وإن تحدّثت عنه فبالرواية لا بالدراية. وأمام فقدان التعامل المباشر مع التلمود، أتت المواقف متأثرة بأحكام القارئ الأوّل. ومن مفارقات الدراسات العربية الحديثة للتلمود أن يكون الاعتماد على نصّ "الكنز المرصود في قواعد التلمود"، الذي عرّبه أحد النصارى الشوام، وجاءت أولى طبعاته سنة 1899. لقد أُلِّف الكتاب المعتمَد في حّمى صراعات اللاّسامية في أوروبا، وهو ما كان انعكاسه جليا على بنيته ومضامينه. كان الاستناد إلى الكنز المرصود مدعاة للضرر بالاستهواد العربي، وقلّة من تفطّنت إلى أن التلمود هو أرحب مما عرضه صاحب الكنز المرصود. فقسمُ المعاملات في التلمود فيه من الشبه ما لا يختلف كثيرا عما هو مدوَّن في كتب الفروع من الأحكام الفقهية لدينا. فمثلا في تفصيله الأعمال المحرّمة يوم السّبت، يوغل فيها بدقّة متناهية. وأحد أنواع الأعمال المحرمّة الكتابة، وعندها ينشأ السؤال كم عدد الأحرف التي ينبغي كتابتها كي يقترف المرء إثم الكتابة؟ والجواب حرفان. ولكن هل المعصية نفسها بصرف النّظر عن اليد التي يكتب بها الإنسان؟ الجواب لا. ولاتقاء السّقوط في المعصية يسيّج حظر الكتابة بمنع آخر يحذّر من لمس أيّ أداة من أدوات الكتابة يوم السبت.
فالتّلمود كما تبيّن لنا ليس خزّان شرور -كما يصوَّر خطأً-، بل تجلّيات عقلية سامية. فهنيئا لدارسي الأديان في البلاد العربية بهذا الإنجاز وهنيئا للحافي ابن الزيتونة ولصحبه بهذا السبق المعرفي العظيم. ربما الفائدة الكبرى من هذه الأسفار وهي أن نراجع على ضوئها تراثنا، ولا سيما منه الحديث النبوي، لندرك بالفعل ما تسرب فيه من تراث قديم، توارثته شعوب وأقوام بين أورشليم وبابل، فها هو ترميمٌ عميقٌ لذاكرتنا بعد أن غفلنا طويلاً عن ذلك.
نبذة عن المشرف على الترجمة: عامر الحافي أردني فلسطيني من مواليد عمان 1966، خريج جامعة الزيتونة-تونس. أستاذ علم الأديان في جامعة آل البيت بالمفرق، كما يتولى مهمة نائب مدير المعهد الملكي للدراسات الدينية في عمان.
أستاذ تونسي بجامعة روما
[email protected]
التلمود البابلي
نشر مركز دراسات الشرق الأوسط-عمّان
عدد الصفحات: 7100ص (20 مجلدا)
المشرف على الترجمة: د. عامر الحافي



#عزالدين_عناية (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدراسات العربية في إيطاليا
- عزالدين عناية في حوار مع الصحفية عبير يونس
- الظّواهر الدّينية المعاصرة من منظور علم الاجتماع
- زمن ما بعد المسيحية
- يوميات دبلوماسي بندقي في إسطنبول
- سفينة النجاة للإسلام السياسي من الانتحار الذاتي هي التمسك بح ...
- الفاتيكانيستا
- الأديان الإبراهيمية: قضايا الراهن
- الرقابة والترجمة
- البابا فرانشيسكو ولاهوت التحرّر: عفا الله عما سلف
- عزالدين عناية في حوار بشأن الحوار الإسلامي المسيحي
- شخصية التونسي الدينية من خلال أمثاله
- المسيحية في بلاد العرب وعلامات الزمن الجديد
- مجلة -أديان- في عدد خاص عن البيئة
- حوار مع د. عزالدين عناية بشأن الإسلام السياسي في كل من تونس ...
- التعليم الديني السقيم: نهضة مؤجَّلة حتى يلج الجمل في سمّ الخ ...
- حركة النهضة وابتلاء السلطة
- عمارة لخوص والرّواية الأنثروبولوجية
- -جمل وسط قطعان الكنغر- رواية في أدب الرحلة موجّهة إلى الناشئ ...
- حاضرة الفاتيكان والإعلام الديني


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عزالدين عناية - زيتوني يشرف على ترجمة التلمود إلى العربية