|
أولتراس -للبيع-
مريم عبد المسيح
الحوار المتمدن-العدد: 4547 - 2014 / 8 / 18 - 02:15
المحور:
المجتمع المدني
بقلم/ مريم عبد المسيح أولآ وقبل شن حرب الاتهامات علي والدفاع عن المنتمين إليها بالصور الذهنية الزائفة، جاء مضمون عنواني , ضرورة وليس ترفـًا بأي حال من الأحوال، حتى يكون الرأي المنصف عنوانـًا للحقيقة ولا شيء سواها.
لقد سئمناا طيلة أعواام من تعظيم وتفخيم الإعلام لمجموعة من الشواذ فكريآ وعقائديآ وجسديآ علي أنهم (أبطال) ، (ثـــوارآ أحرار) وتغليف الفوضي والممارسات الإرهابية واللا أخلاقية بشعار حرية التعبير والديمقراطية.
منذ نشأة روابط المشجعين عام 2007 وتعاني كرة القدم المصرية الكثير من المشكلات بسبب تعصب تلك المجموعات التي عملت علي تشويه الروح الرياضية، وكانت المتسبب الرئيسي في كثير من الصدامات بين مشجعي الأندية مع رجال الأمن القائمين علي تأمين المباريات.
الشرارة الأولي
كاانت الشراره الأولي بين الأولتراس والشرطة في 11 يناير عام 2009 في مباراة (الديربي الأسود) بين فريقي الأهلي والزمالك، حين منع رجال الأمن دخول الشماريخ والألعاب النارية للمدرجاات، وفقآ للوائح والقوانين المنصوص عليهاا لتأمين المباريات .
وهو بالطبع ما أثار ثائرة أولتراس أهلاوي وأعتبروا ذلك الأجراء (أهانة لا تغتفر) وأنتهاك للحقوق والحريات.
فقاموا بإطلاق وصف مسيئ علي رجال الأمن المصري هو (ACAB) All Cops Are Bastards) وهي عبارة باللغة الانجليزية تعني أن كل رجال الأمن أوغاد.
ولم يقتصر الأمر علي إطلاق هذا اللقب الفاحش علي رجاال الأمن فحسب!
بل تطورت الأمور في مارس 2009، حين أصطدم الأولتراس بالأمن في القاهرة في شارع صلاح سالم.
وبدأت اشتباكات عنيفة بين الأولتراس والأمن في الشوارع المحيطة بالاستاد أدت إلى تدخل مدير الأمن ووزير الداخلية للسماح للجماهير بالدخول فورًا وبلا شروط، وهو ما حدث أيضـًا مع جماهير الزمالك (وايت نايتس) التي اشتبكت مع قوات الأمن في الشهر نفسه.
وانطلاقا من رغبتهم الدفينة والمتأججة في الانتقام والكراهية والبغضاء التي يحملها شباب الأولتراس في أنفسهم نحو رجال الشرطة، فقد تركوا الهدف الأساسي من وجودهم وهو التشجيع في الملاعب وأصبح الهدف الأسمي لهم هو أفتعال وأختلاق المشاكل للصدام والأشتباك مع رجال الداخلية أينما وجدوا .. وجاءتهم الفرصة علي طبق من ذهب لتصفية الحساباات فيم تسمي بثورة 25 يناير الملونة عام 2011.
حيث كانت جماعات الأولتراس سواء "أولتراس أهلاوي" أو "وايت نايتس الزمالك" خلال ثورة 25 يناير الملونة، شريكآ أساسيآ في التخريب والفوضي وحرب الشوارع التي شهدتها مصر في ذلك الوقت، وكانوا في الصفوف الأولى في مواجهة قوات أمن مصر ، وودورهم مشهود في سحب اهتمام أفراد الأمن وتركيزهم إلى أماكن وشوارع فرعية، وذلك لإنهاكهم وتشتيتهم حتي تسهل مهمة إيقاعهم في الشرك الذي نصبه لهم هؤلاء المخربين، بالتواطؤ مع جماعات الارهاب، ممن حاولوا أن يجعلوا مصر تتحول في النهاية إلي ليبيا أو سوريا، لا قدر الله.
ومنذ ذلك الحين تم أستغلال الخصومة الثأرية بينهم وبين رجال الأمن، من قبل تجار الغضب ونجحوا في استقطاب هذه الجماعات المخربة لتوظيف طاقة الشر التي يحملونها تجاه أي بيادة عسكرية أو بدلة ميري لأغراضهم السياسية الرخيصة واستخدامهم كمطرقة لكسر هيبة الدولة وأسقاط مؤسساتهاا العريقة.
وأصبح الأولتراس جماعات من المأجورين رافعين شعار (أبجني تجدني) وأصبحت المظاهرات و الشغب وأفتعال الأزماات هي السبوبة الوحيدة التي يقتااتون منها.
والجدير بالذكر أنه حين تم أصدار قانون منع التظاهر قوبل من جماعات الأولتراس بالرفض التام وأعربوا عن غضبهم حيال قانون منع التظاهر بالتظاهر والشغب.
هذه الجماعات ليس لها أي أنتماء لوطن ولا ولاء حتي للنادي الذي يزعمون أنهم ينتمون له فلقد تكبدت الأندية الكثير والكثير من الخسائر أثر أفتعالهم الشغب أو مخالفة اللوائح والقوانين أو علي غرار أشتباكات ونذكر منها التلفيات التى تم حصرها فى استاد القاهرة، على خلفية الاشتباكات بين الألتراس وقوات الأمن فى مباراة السوبر، التي قدرت بنحو 350 ألف جنيه .
وفي حين أخر حطمت جماهير "أولتراس أهلاوي" محتويات اتحاد الكرة المصري وسرقوا كل ما به من أوسمة وكؤوس، قبل أن يشعلوا النيران في أركانه ليحترق المبنى العريق وما تبقى في داخله من أوراق ومستندات تاريخية لا تقدر بثمن.
بخلاف كارثة أستاد بورسعيد حين رفعوا لافتة (بلد البالة مجابتش رجاله) التي تعد أهم أسباب وقوع تلك المجزرة التي دبرها الإخوان المتأسلمين، لتأليب الرأي العام ضد المجلس الأعلي للقوات المسلحة.
حقآ وصدقآ وصف (عاهرة علي سرير العملاء)
الغريب أنه وكما كان الأولتراس مساندين لنظام مبارك، وكانت قياداتهم يحصلون على الأموال، وسافروا إلى أنجولا فى 2010 لمؤازرة المنتخب الأول فى كأس الأمم الأفريقية على متن الطائرة الخاصة لجمال مبارك، وكانوا ينادونه بـ«الريس» ومع ذلك هم أول من شاركوا في فوضي يناير وهم أول من نادوا بإسقاط النظام.
فهم أيضآ الذين شاركوا في الثورة علي مبارك...
ثم كانوا ممن شاطروا معارضي الرئيس المعزول محمد مرسي الرغبة في إسقاطه، وشاركوا عصابات «البلاك بلوك» في مظاهرات جمعة ما تسمي بالكرامة والرحيل، التي دعت إليها جبهة الإنقاذ الوطني، لمطالبة المعزول محمد مرسي، بتشكيل حكومة إنقاذ وطني، وإقالة النائب العام وتعديل المواد الخلافية في الدستور.... وقال حينها عدد من أعضاء الحركة إنهم يحملون مفاجأة للرئيس محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين، سوف تهز وجودهم فى سدة الحكم، على حد تعبيرهم.
كما شارك «أولتراس أهلاوي» و (البلاك بلوك ) ضمن فعالياات مليونية (الرحيل) المطالبة بأسقاط المعزول محمد مرسي وتشكيل حكومة أنقاذ وطني رافعين أعلام كبيرة سوداء مكتوبًا عليها القصاص قائلين موعدنا الجمعة أمام «الاتحادية» و«من يُظهر شخصيته ليس منا».
أولتراس ذوي اللحي
ثم انقلبت البوصلة مائة وثمانين درجة، حيث وبعد أسقاط نظام المعزول شارك الاولتراس في مسيره (ارهابيي المعزول) التي خرجت من مسجدي خاتم المرسلين والاستقامة للمطالبة بعودة المعزول محمد مرسي للحكم.!!!!!
وشاركوا مع إرهابيي الإخوان المطالبين بعودة الرئيس المعزول في مسيرات تتقدمها عضوات حركة "حازمات"، رافعين صور الإرهابي حازم أبو إسماعيل مطالبين بالإفراج عنه وتبرئته من تهم التحريض على القتل.
وقد استخدموا الدفوف وترديد الهتافات المعادية لوزارة الداخلية والجيش ومنها " الداخلية بلطجية - يسقط يسقط حكم العسكر مصر دولة مش معسكر - هي لله هي لله لا للمنصب ولا للجاه".!!
كما تضامن وايت نايتس مع حرائر الأخوان حيث رفعوا لافتة كتب عليها "أختي المسجونة ابتسامتك حرية"، دعماً لفتيات جماعة الإخوان المسلمين، وجاء ذلك خلال مواجهة الزمالك وسكر الحوامدية الودية على ستاد حلمي زامورا بميت عقبة.
وأيضآ شارك "الأولتراس" في المسيرة التي خرجت من مسجد خلفاء الرسول بحلوان؛ وقاموا باطلاق الألعاب النارية والشماريخ حاملين لافته كبيره مكتوب عليها" الثوره مستمرة" مرددين هتافات مناهضه للجيش والداخلية.
وانضم عدد من شباب الأولتراس لمسيرة الزيتون الموالية لتنظيم الإخوان بتقاطع شارعى مصعب صالح ومنشية التحرير، حاملين لافتة كبيرة كتب عليها" الثورة مستمرة".
كما قام متظاهرى الإخوان بحلمية الزيتون بترديد هتافات مطالبة بإسقاط النظام، وخارطة الطريق رافعين أعلام رابعة يوم 25 يناير 2014
ثم خرج أولتراس أهلاوي مع أنصار جماعة الاخوان المسلمين فى مسيرة جابت شوارع حلوان الرئيسية واستقرت بميدان الشهداء، مرددين هتافات معادية للأجهزة الأمنية من جيش وشرطة.
الأولتراس وعملاء 6 أبريل
وفى الذكرى الثالثة لثورة 25 يناير، مظاهرة لتنظيم الأخوان الأرهابي وحلفاؤه في جبهة طريق الثورة التي تضم حركة 6 أبريل والأولتراس والأشتراكيين الثوريين وكان الهتاف موحد (25 العصر مافيش داخلية في مصر) ويبدو أن وكما كان الهتاف مواحد كان الهدف واحد وهو إسقاط الداخلية المصرية!!!
وظهر وقتها أحمد عقيل، المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة فى إحدى السيارات وكان يجوب منطقة المهندسين لمعرفة ما وصلت إليه المسيرة، ثم استقل أعضاء «التنظيم» بعض السيارات والمترو واتجهوا إلى ميدان الأوبرا بعد أن نجحت قوات الأمن فى تفريقهم، قبل أن تنطلق من «المهندسين» إلى «التحرير».
إنه ومنذ نشأة تلك الروابط مرورآ بالأحداث الدرامية التي كان آخرها المحاولة القذرة لاغتيال المستشار مرتضي منصور - رئيس نادي الزمالك - بإطلاق 14 رصاصة غادرة عليه، بتدبير مشترك مع جماعة الإخوان الإرهابية.
ومن قبل ذلك العديد من الجرائم بما فيها تعمد الاشتباك مع الشرطة المصرية كما حدث في مباراة أفريقية شهيرة بين الأهلي والصفاقسي التونسي، والهدف دائما أن يبعثوا برسالة للعالم أن مصر تعاني من انفلات أمني !!!
إن الأولتراس بلا جدال اثبتت نفسها كجماعات مخربة مأجورة لكل من يدفع، تعمل جاهدة للايقاع بالوطن في الفوضي وتعمل علي تنفيذ مخططات وآجندات العملاء لأسقاط الدولة ويجب التصدي لتلك الجماعات بمنتهي الحزم والحسم وتطبيق القانون بكل قوة علي كل من يعبث بأمن الوطن ويهدد أمان المواطنين.
وإذا كان الأولتراس قد سبق ووجهوا رسالة لرجال الداخلية المصرية عقب مباراه السوبر كتبوا فيها: (سنبقي كما كنا ونكون و ستبقون عاهره علي سرير أي نظام)
فإنني أبعث إليهم برسالتي أيضآ وأقول لهم: كانوا رجالآ وسيظلون شرفاء... وستبقون أنتم العاهره علي سرير العملاء.
#مريم_عبد_المسيح (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الأمم المتحدة تحذر: شبح المجاعة يهدد 40 مليون شخصًا في غرب أ
...
-
تظاهرات في تل أبيب مطالبة بصفقة للإفراج عن الأسرى
-
الشروق داخل معسكرات النازحين فى السودان.. حكايات الفرار من ا
...
-
استشهد زوجتي وإصابتي أفقدتني عيني
-
مصدر فلسطيني: عودة النازحين قضية رئيسية في المفاوضات وتوجد ع
...
-
دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
-
مندوب فلسطين بالجامعة العربية يدعو لتفعيل الفصل السابع من مي
...
-
عبد الرحمن: استقبال عناصر النظام البائد وتسوية أوضاعهم ممن ل
...
-
دعوات إسرائيلية لمظاهرات تطالب بصفقة تعيد الأسرى
-
في رسالة لذوي الأسرى.. القسام تنشر صورة نجل نتنياهو على شواط
...
المزيد.....
-
أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
المزيد.....
|