أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مبارك أباعزي - نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (2)














المزيد.....


نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (2)


مبارك أباعزي

الحوار المتمدن-العدد: 4545 - 2014 / 8 / 16 - 08:50
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



كثيرة هي العقول النقدية التي تبحث في البدهيات وترفض التسليم بما أورثه الماضي للحاضر. تحاور الماضي القديم بعقول القرن العشرين والواحد والعشرين، وتهدم الميتافريقا واللوغوس المتراوثين منذ أجيال. وفي كل خطوة تنويرية تخطوها، ثمة خطوط مجتمعية حمراء تُتجاوز، وفي المقابل، ثمة أجساد تُنتزع أرواحها أو توضع في الهامش الإنساني للحياة. كان هذا هو شأن كل العقول التي حاولت نقد الفكر الديني.
2- نصر حامد أبو زيد: الرجل الذي طلقوه من زوجته:
أما نصر حامد أبو زيد فحظه كان سيئا أيضا، فكما خرج علي عبد الرازق من مصر، سافر أبو زيد على عجل إلى هولندا بسبب حملة التكفير التي شُنت عليه بعد كتابة ونشر "نقد الخطاب الديني"، ذلك الكتاب الذي زعزع أسس التفكير العتيق في الدين وحرك مياه التفكير الراكدة في القدم والتلادة الجامدة. وقد دفع الباحث المجتهد ثمن بحثه واجتهاده، فكُفِّر وطلق من زوجته طبقا للمذهب الحنفي الذي يحرم زواج المسلمة من الكافر، خصوصا بعد أن رفض نطق الشهادتين لأنه اعتبر ذلك بحثا في قلوب الناس وضمائرهم. ونتيجةً لذلك كله ظل المفكر في المنفى مدرسا في إحدى الجامعات، إلى أن عاد إلى بلده مدثرا ببياض تابوت.
إن ما حدث لنصر حامد أبو زيد لا يمكن إلا أن يؤكد شيئا واحدا؛ هو أن المجتمعات المعاصرة ليست على ما يرام في ما يتعلق بفهمها للدين الإسلامي؛ ففيما يعتبر البعض الدين أمرا شخصيا، ويمارس طقوسه الدينية بشكل طبيعي، يعتبر البعض الآخر الدين رابطا، ليس بين العبد وربه فحسب، بل بين الإنسان والإنسان، فيتحول شكل ممارسة الطقوس من الفردية إلى الجماعية، ويتحول معه الشأن الديني إلى وصاية للبعض على البعض الآخر.
هذا التفاوت بين الناس في فهم الدين يمثله، على الأقل، فريقان اثنان؛ الفريق الأول يركن إلى التفسيرات والتأويلات المعتادة التي جاءت في النصوص الصريحة، أو الموجودة في كتب التفسير، أو المفصلة في الحديث النبوي الشريف، ويقفل باب الاجتهاد في ما جَدَّ من أحوال الناس باكتفائه بالعودة إلى الماضي الذهبي المجيد الذي يعدونه النموذج المثال للإسلام التاريخي. والفريق الثاني لا يفتأ يعيد قراءة النص الديني، قرآنا وسنة، على ضوء المناهج الحديثة كالتفكيكية والسميائيات والهرمينوطيقا، على أساس أن نصية الخطاب الديني تتيح دراسته بواسطة هذه المناهج لأنها ما جاءت إلا لدراسة كل ما يسمى نصا، فأنتج هذا الفريق خطابا تأويليا مغايرا لما كان موجودا منذ نهاية القرن التاسع الهجري التي تعتبر الفترة التي خمد فيها الاجتهاد في المسائل الدينية إلى الوقت الحالي.
وفي ما يخص نصر حامد أبو زيد فهو ينتمي إلى زمرة المشتغلين بنقد الفكر الديني بالوسائل المنهجية الحديثة خصوصا منها اللسانيات البنيوية، مع أن الواضح في كتابه أنه منشغل باستنطاق الثوابت ومساءلتها، وكشف أوجه المفارقة في أنماط التفكير الديني. الأمر الذي حدا بالجامعة أو بعض أساتذتها النافذين إلى رفض اجتهاداته جملة وتفصيلا، وقد صاغ عبد الصبور شاهين كثيرا من الاتهامات الموجهة للكتاب وصاحبه، أدمجت في الطبعة الثانية من كتاب "نقد الخطاب الديني"، منها:
"- العداوة الشديدة لنصوص القرآن والسنة، والدعوة إلى رفضها وتجاهل ما أتت به.
- الهجوم على الصحابة ونعتهم بصفات لا تليق بهم، مثل اتهام عثمان بن عفان بأنه وحّد قراءات القرآن –التي كانت متعددة- في قراءة قريش وحدها، وذلك استمرارا لمؤامرة "السقيفة" لتكريس سيطرة قريش على الإسلام والمسلمين.
- الهجوم على القرآن وإنكار مصدره الإلهي، والحديث عن أسطورة وجوده الأزلي القديم في اللوح المحفوظ.
- إنكار مبدأ أن الله سبحانه وتعالى هو الخالق لكل شيء، وأنه هو العلة الأولى، وإنكار الغيب والهجوم عليه مع أن الإيمان بالغيب من شروط الإيمان.
- الدفاع عن الماركسية والعلمانية، الفكر الغارب، ونفي صفة الإلحاد عنهما.
- الدفاع عن سلمان رشدي وروايته "آيات شيطانية" مع ما تتضمنه من عفونة فكرية ونتن أدبي" .
وهذه الاتهامات تلقفها الإسلاميون وقيلت في المساجد، فكانت محنة نصر حامد أبو زيد، صاحب كتاب "نقد الخطاب الديني".



#مبارك_أباعزي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (1)
- تباين العقلي والميتافزيقي في دعاوى الإعجاز العلمي
- ثقافةُ المنْعِ في الخِطَاب الدِيني
- التكفير والتقتيل.. لعلك تفهم يا أبا النعيم
- العلمنة في التراث الإسلامي


المزيد.....




- وجهتكم الأولى للترفيه والتعليم للأطفال.. استقبلوا قناة طيور ...
- بابا الفاتيكان: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق
- ” فرح واغاني طول اليوم ” تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 اس ...
- قائد الثورة الإسلامية: توهم العدو بانتهاء المقاومة خطأ كامل ...
- نائب امين عام حركة الجهاد الاسلامي محمد الهندي: هناك تفاؤل ب ...
- اتصالات أوروبية مع -حكام سوريا الإسلاميين- وقسد تحذر من -هجو ...
- الرئيس التركي ينعى صاحب -روح الروح- (فيديوهات)
- صدمة بمواقع التواصل بعد استشهاد صاحب مقولة -روح الروح-
- بابا الفاتيكان يكشف: تعرضت لمحاولة اغتيال في العراق عام 2021 ...
- كاتدرائية نوتردام في باريس: هل تستعيد زخم السياح بعد انتهاء ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - مبارك أباعزي - نقادُ الدينِ ومِحَنُهُم (2)