|
المصطفي المزياني حرب الحياة الشريفة :
كوماني لقمان أيمن
الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 22:39
المحور:
حقوق الانسان
ماذا عساي أن أقول وأنا عاجز عن فك وثاق يدي . مات ومأواه القلب فقط، ذات ليلة سابقة، لم أستطع إلا أن أحتقر دنيا نفسي، ودنيا انفس أخري عديدة بسيطة في كوكبنا ومجرتنا، لا شيء في هذه الليلة المقمرة إلا أقدام تسير نحو مكان ما، وعين تبصر نجمة طائرة ساقطة لأرض ما في ذاك السهل البعيد، من الشمس إلي القمر، مسافات طويلة وصل إليها العلماء والفلكيون، إلي قصور رعشاء وصروح قوية عبر إليها العابرون، وصل إليها التوار تباعا تباعاوقتلوا من فيها من الصعاليك، فالفرنسيون قتلوا لويس السادس عشر، والانجليز أعدموا تشارلز الأول والبلغار أعدموا أيضا تشياوسيسكوا، والروسيون سحلوا القيصر، ودكت عروش زائفة وتحققت الحتمية التاريخية بصفة جزئية وأصبحوا في الجحيم، جحيم التاريخ. مصطفي المزياني، عريس اخر، ملاك بقي وحده، وقاتل وحده، ونال ما أراد لوحده، في صراط يمشي فيه وحيدا مرتديا كفنا أحمر،فمعشر الثوار لا رغبة لهم بكفن أبيض، لهم رغبة جامحة في كفن أحمر بعمقه النضالي، وغده المشتعل أملا أحمروجمرا أبعد في مسافات الكون الطويلة، مصيرنا مصير واحد، نحن الشباب،من قتل حلمهم، وأجهض الوائدون لطاقتنا حماسنا، من لهم الجرأة علي الدماء، وقتل من هو مقتول، يعبرون بنا من الموت الأصغر إلي الموت الأكبر، موت الوداع وتقبيل الأحلام التي لم تتحقق، عناصر هائجة، فيالق سوابق، وأخري لواحق، في هذا الوجود صواعق. المصطفي المزياني، صاعقة ماتت، استشهدت في ثري وغي الجامعة التي دمرها أتباع الرأسمال، كما دمروا الوطن وأخرجوا مفهومه من كل مضمون، وأخرجوا فينا وطن الفكرة، أصبح عندهم الوطن ولاءا لمن ليسوا من أهل الوطن، إن صدقت الرواية بانهم جائوا من المشرق حملوا إلينا نحن أهل البلاد نورا حولوا به شمال إفريقيا إلي مستنقع دم اخر، ومجازر في حق سكان الأصليين التي ما زالت تستمر وأبناء الشعب ضحية القطب الواحد التي تتركز فيه الثروة والهيبة والتسلط. إنسانيتنا مختطفة، الموت الزئام في كل ركن، ماتت القيم، أصبحت الطرق وعرة نحو أبسط حق في الحياة، نقط حدية توضع لكل ذي ذات طموحة، فلسفة شيطانية إجرامية، فمن المسؤول ؟ المعرفة قوة وشجاعة وحرية وفضيلة، وهؤلاء مجبولون علي قتلها وحرمان أبناء الشعب من تلقيها خالصة خالية من كل شائبة، والطريق الصحيح الصريح لحلمهم هذا هو استعباد الجامعة وتقزيمها وقتل روح الفكر والعلم في برامج تابعة مخططة سلفا لنهش العقل وقتل صدي روحه، وإماتة بصيرة السديم النافذة إلي الحقيقة، من هم اعداء الحقيقة ؟ نحن لسنا أعدائها فنحن أنصارها وخدمتها واجب يجب الاعتقاد به أكثر من الاعتقاد بشيء اخر . أي حقيقة نبحت نحن عنها ؟ إنها الحقيقة التي استشهد من أجلها المصطفي المزياني : -;---;-- الولوج للجامعة دون قيد او شرط -;---;-- التعليم بالمجان وفي ظروف لائقة وذات جودة عالية بمعايير دولية انسانية -;---;-- الأحياء الجامعية والسكن اللائق -;---;-- البحت العلمي والأكاديمي في متناول الجميع -;---;-- رفع العسكرة عن الجامعة وفك الحصار عن التعليم هذه هي الحقيقة المنشودة التي نريدها أن تسود في كل الحقول ويجب حبكها تنقيتها تعريتها ملائمتها مع العقل المستقيل لكي نستوعبها ونقتل ثقافة الاستثناء وإزالة الحواجب والشوائب الاسرة للإنسان لنخدم وطننا علي مقاس التغيير المنشودبالوفاء لدماء الشهداء التي أهرقت علي مصاقل الظلم والطغيان وحرموا نفسا بشرية من الحياة والاستمتاع بها لأقصي حد والعمل للوطن ومن الوطن ولأجل الوطن في طريق نختارها غير نمط انتاج المخزن السائد .
إشارة لا بد منها : بعد استشهاد مصطفي المزياني، ظهرت إلي العلن أصوات عميلة وخفافيش علي هامش التاريخ تشجب و تحتج علي التضامن الواسع والاستنكار الكبير لهذه الجريمة الشنعاء وتقول : لماذا لم تتر هذه الضجة علي المقتول الغامضة تفاصيل مقتله، الطالب الذي يدرس بمكناس وقتل بفاس وهو الطالب عبد الواحد الحسناوي ؟ ومنهم من قال إن هذا ثأر من الله لمقتل الحسناوي وهذه العبارة قالها مسؤول كبير في برلمان البورجوازية ومنتمي لحزب العدالة والتنمية، فأخد المزياني بالحسناوي ضمن مقاربة عجيبة قتلت كل تحليل علمي، والحسناوي ببسيط العبارة قتله من جاء به ودفع له تذكرة ركوب الحافلة من مدينة إلي مدينة، وقتله من طمس خبره وأشاح بالحقيقة إلي غياهب الأسرار البعيدة المدي المتواجدة في رفوف التقارير الطبية وأوراق البوليس السرية، وربما مقتل الحسناوي علامة تمهد لهجوم شامل علي الجامعة والمواقع الحية لقتل روح النضال بتحالف واضح للعلن بين الدولة وحزب العدالة والتنمية وهدا يتجلى في جل الخطابات الصادرة من وزراء الحزب المكلفين بالحقل التعليمي، فالمزيانييا أخي ليس ضحية تناحر طلابي، بين فصيل وفصيل، لم يمت نتاج التناحر الطلابي الفصائلي الذي ندينه ونرفضه دوما ونعتبر العنف داخل أسوار الجامعة مدانا كيفما كانت تفاصيله وأسبابه، إنه ضحية نظام غاشم، ضحية سياسات إقصائية، سياسات تحرم من الانسان حق التعلم، إنه شهيد الشعب المغربي، فماذا نستطيع أن نقدم لروحه الراقدة في العالم الاخر بسلام.
كوماني لقمان.
#كوماني_لقمان_أيمن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المصطفي المزياني حرب الحياة الشريفة :
المزيد.....
-
إعلام عراقي: صدور مذكرة اعتقال بحق الجولاني
-
عودة اللاجئين إلى حمص.. أمل جديد بين أنقاض الحرب
-
حملة دهم واعتقالات إسرائيلية جديدة في الضفة الغربية طالت 25
...
-
الخارجية الأميركية تلغي مكافأة بـ10 ملايين دولار لاعتقال الج
...
-
اعتقال خلية متطرفة تكفيرية في قضاء سربل ذهاب غرب ايران
-
تفاصيل اعتقال اثنين من النخبة الإيرانية في الخارج
-
قصة عازفة هارب سورية، رفضت مغادرة بلادها خلال الحرب رغم -الا
...
-
قوات الاحتلال تقتحم قرية برقة بنابلس وتداهم المنازل وتنفذ حم
...
-
ألمانيا: قتيلان على الأقل وعشرات الجرحى في عملية دهس بسوق عي
...
-
الأردن يأسف لقرار السويد وقف تمويل الأونروا ويدعو لإعادة الن
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|