ئازاد توفي
الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 22:05
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
PKK وإستغلال مآسي سنجار و وضع الأقليم الكوردي
في حين كانت قوات البيشمركة التابعة لأقليم كردستان العراق في حالة إنذهال من الخسارة التي منيت بها أعقاب الهجوم الوحشي من قبل التنظيم الإرهابي (داعش)
ومحاولة القيام بأي عمل لغرض التقليل من حجم المصيبة لا العسكرية فقط وإنما الأنسانية أيضا لسكان المنطقة من الكرد الإيزيديين, والذين نزحوا الى جبل سنجار
هربا من بطش الإرهاب بأسم دين الإسلامي, حدث ما لم يكن متوقعا وإنما ذهب البعض بحدوث نفس الذي حدث للمكون المسيحي, وللأسف سجل أخطر كارثة بحق الأنسانية في العالم من تهجير, قتل, نزوح جماعي, تشريد, إغتصاب,و وصل بالأمر الى سبي النساء وبيعهن في أسواق النخاسة في الموصل.
في هذه المأساة طبلت و وجهت بعض مؤسسات الإعلام الكردية المتحزبة أصابع الإتهام الى حزب الديمقراطي الكوردستاني لهذه الخسارة الأليمة تاركين الكارثة وتداعياتها على سكان المنطقة الى درجة التشفي من الحزب لبعض الأزمات السياسة التي مرت بينهم, ومحصلة الإنتكاسة ستسجل بأسم البيشمركة دون الأخذ بنظر الأعتبار لمن تعود القوات التي كانت مرابطة في المنطقة.
حاول الاتحاد الوطني الكوردستاني من توجيه اللوم الى نظيرته الديمقراطي عن سبب الأخفاق وأيام وأخفق الأتحاد أيضا في المحافظة على جلولاء وبعض المناطق المتاخمة لها وخسرتها عسكريا.
والمشكلة لم تبق البيشمركة في الأماكن والتي سبق وأستردها الكورد من الحكومة العراقية وأزمتها مع التنظيم الإرهابي والمكون السني, حيث إنسحبت قطعات الجيش العراقي منها وتركت فراغا مما أدى الى إملائها عسكريا من قبل البيشمركة لغرض إستتباب الأمن فيها وعدم تمكن التنظيم من الإستيلاء عليها, و وصل الحال بقوات البيشمركة الى الإنسحاب من كافة المناطق المحاذية للأقليم الى قبل 2003 ولم يبق شبر من الأرض إلا وإحتلها التنظيم وبدون قتال بعد أحداث سنجار الى حدود الأقليم والتي كانت مرسومة من قبل قرار أممي عام 1991 كملاذ آمن لشمال الكوردي ودون قتال يذكر, وعلى ما يبدو كان إنسحابا أجبرت القيادة الكردية على الخضوع لهذا الأمر و الرجوع الى خطوط العرض 36 (الحدود قبل )2003 .
الخسائر فادحة جدا ولا يستطيع المواطن الكوردي أن يترجم أقوال رئيس الأقليم في أيام عيد الفطر بأنه سيزف بشرى للشعب الكوردي وخلال أيام النبأ السعيد أثناء زيارته لقطعات البيشمركة العسكرية على الحدود مع داعش.
ومن وجهة نظري على الأفل أو أي متتبع للأحداث الجارية فان الإنسحاب كان أمرا إضطراريا وضغطا على الأقليم من قبل الدول العظمى ومنها أمريكا بعدم تأييد خطوات الإنفصال والذهاب الى الأستفتاء, وهناك ضغط الحكومة العراقية وايران أيضا وتأزم الوضع بين المركز والأقليم وعدم تقبل الدول الأقليمية والمتحالفة مع امريكا بإنفصال الكورد وتأسيس دولة, وغيرها من الخفي التي ساعدت على عدم تقبل الغرب لهذا الأمر, وظهور بوادر الإمتعاض خصوصا بعد وصول ناقلة النفط الكوردي قبالة سواحل تكساس الأمريكية.
البيشمركة لم تخسر الحرب, وإنما أجبرت على الإنسحاب الى خطوط العرض 36 (قبل 2003) لعرقلة مسيرة الأقليم والقيادة الكوردية , ومع ذلك الكارثة وقعت مرة أخرى مع الشعب الكوردي في سنجار هذه المرة والضحايا بالآلاف والتهجير بمتات الألوف والسبايا والإغتصاب بالآلاف والموت على الجبال بالمئات, لو يتصور المرء الجهنم لا يكون بهذه القسوة لو ودع شخص فيه مقارنة مع ما يحدث مع الكورد.
أخطأ الغرب وأمريكا على تمرير السيناريو الفظيع على الشعب الكوردي التواق الى الحرية والإستقلال, والنيل من تحقيق حلمهم الأزلي, وبدأت القوى العظمى تدرك حجم الكارثة التي وقعت بالشعب في سنجار, وأدركت حجم أخطاء التنظيم الأرهابي بل وصل الأمر الى الخوف والجزع الى قلوب قادة الغرب وخشية الوصول الى بلدانهم.
ولم يكن للقيادة الكوردية الخبرة الكافية للإنسحاب وتخاذل بعض القادة العسكريين أيضا ساعدت من وقوع الأبرياء في أيدي الإرهاب إضافة الى أمور اخرى.
نجاح المالكي وماكنته الإعلامية من تسويق الأزمة مع الأقليم وإعطاء تلميح للغرب بان الأقليم يساعد التنظيم ضد حكومة بغداد وإيواء الإرهابيين في فنادق أربيل ايضا ساعد لزيادة الضغط على الأقليم من قبل الغرب ودول المؤثرة في العراق الحالي.
و دخول الأقليم كوردستان في أزمة النازحين الكورد من جهة, ونازحين المناطق السنية من جهة, ومقاتلة التنظيم من جهة, والأزمات الداخلية من جهة, وكل هذا ظهرت مشكلة أخرى في الحرب ضد الأرهاب الا وهي حزب العمال الكوردستاني PKK وبالأخص في منطقة ربيعة وسنجار, ودخلت على خط الأزمة.
في ربيعة المحاذية لمعبر يعربية الدولي حيث منذ فترة والمعبر في يد قوات ما تسمى ب (ي.ب.ك) إحدى تشكيلات حزب العمال الكوردستاني في سوريا, نجحت هذه القوة من السيطرة على الربيعة وقاتلت الى جنب البيشمركة لإسترداد بعض الخطوط بغية قتح ممر للنازحين, ووصلت هذه القوات أيضا الى جبل سنجار وساعدت الفارين من الدخول واللجوء الى المناطق الآمنة للاقليم ودخلت في مواجهات مع التنظيم الإرهابي ونفس الحالة دخلت قوات لحزب العمال الكوردستاني في المواجهة الى جانب البيشمركة في مخمور والكوير ونظرا لأهمية هذه المنطقة لهم بسبب تواجد مخيم لنازحي الكورد الموالين لهم في مخمور, ودخول طلائع من قوات هذا الحزب جنبا الى جنب مع البيشمركة في جلولاء وخانقين والأطراف المحاذية لها.
ولأول مرة في تاريخ القومية الكوردية تتوحد البنادق صوب العدو, ولأول مرة سيسجل التاريخ بأن الكورد واحد لا يتجزأ ولا يقبل القسمة على أثنين, بينما الإستعمار قسمتها الى أربعة اجزاء, تطور مهم ولافت وأربك أعداء الأمة, لكن للأسف نرى في الأعلام المرئي رايات وأعلام للأحزاب بدلا من راية وعلم كوردستان الموحد والمتفق عليه, في منطقة سنجار محاولات من ال ( ي ب ك)
لإستدراج شباب الكورد الأيزيديين والتنظيم في صفوفهم والعزف على وتر تخاذل البيشمركة معهم, توجيه كيل من الإتهامات الى الحزب الديمقراطي والبيشمركة بترك الأيزيديين في أيدي الأرهاب, القيام بالأستفزازات الميدانية ضد البيشمركة,
فرض الرأي على القيادة العسكرية للبيشمركة بتأسيس قوة مشتركة في المنطقة وإشراكهم بشكل رسمي في القوة والمعارك, و وصل في الآونة الأخيرة وحديث الى الأسماع بإنشاء كانتون سنجار على غرار الكانتونات الثلاثة الكوردية في سوريا.
وبدلا من مساعدة الأقليم على النهوض في القيام بواجباتها تجاه النازحين والأزمة المتفاقمة ومساعدة البيشمركة على دحر الإرهاب على حدود الأقليم ودعمها نحو الإستفتاء والإستقلال, على عكس ذلك أصبحت حجر عثرة للأقليم وبدأت بالضد من محاولات الأقليم للقيام بمهامها وبالصورة الصحيحة.
على ال PKK إدراك حجم الخطورة على الأقليم الكوردي, ومساعدتها عسكريا إن أمكن وحسب الحاجة, إيقاف كل الحملات الإعلامية ضد حكومة الأقليم والبيشمركة, عدم تناسي بأنها مدرجة ضمن قوائم الإرهاب الدولية لدى القوى العظمى ويتم معاملتها بنفس الدرجة مع (داعش), عدم التفكير بتاتا من محاولة فاشلة وإعلان كانتون فاشل في سنجار والتفكير مليا بأن سنجار ضمن الحدود العراقية وليست ضمن الحدود السورية, العمل تحت راية العلم الكوردي في الأقليم وعدم إعلاء الأعلام والرايات الحزبية, الحذر وعدم التناسي بأن التنظيم الأرهابي سيحاول المستحيل والهجوم على الكانتونات داخل سوريا والأولى الدفاع عنها في الفترة الحالية بدلا من اللجوء الى عمق الأقليم, الإبتعاد عن التأزيم السياسي مع الأحزاب الكوردية في الأقليم وجر الاقليم الى الإقتتال الداخلي, عدم الإستهانة بقدرات البيشمركة والقيادة الكوردية في الأقليم.
المحافظة على عملية توحيد فوهات البنادق ضرورية جدا للقومية الكوردية وعلينا أن لا ننسى بأن الغرب والقوى العظمى وبالأخص أمريكا كانت سباقة ولا زالت في تصغير حجم القومية وأهمال مطالبها بل وصلت في بعض المرات الى التآمر عليها وعلى حقوق قوميتنا لأجل مصالحها في المنطقة, وأن لا ننسى أيضا بأن التنظيم الإرهابي (داعش) صنيعتها(إعترافات هيلاري كلينتون في كتابها الأخير) و تم توجيهها أساسا ضد مكتسبات الأقليم الكوردي والقومية الكوردية في غرب كوردستان (سوريا) وما حدث من خلل في توجيه الكارثة للقومية في سنجار, وأدركت القوى العظمى فداحة خطئهم حيث يتم حاليا إرسال المساعدات العسكرية والإنسانية الى الأقليم الكوردي ليس من أجل ضحايا سنجار بل من أجل تغطية الأخطاء في المنطقة, وعلى الأحزاب الكوردية إستغلال هذا الأمر والإبنعاد عن الأزمات السياسية وتوحيد الكلمة والهدف لتفويت الفرصة على الغرب أولا وعلى حكومات المنطقة ثانيا, لأنه على ما يبدو من قراءة الوضع الحالي تحاول القوى الغربية أن نكون اليد والقوة التي تضرب (داعش) وبسلاحهم وعلى أرضنا وبأرواحنا.
لنكون يدا واحدة وجسدا واحدا وبنادقنا لها فوهة واحدة ونستغل الفرصة لنيل حقوقنا في هذه المعركة التي فرضها علينا الغرب بالوكالة.
AZAD TOVI (آزاد توفي)
#ئازاد_توفي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟