محمود جلال خليل
الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 13:14
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نفس الاسماء والوجوه من القيادات وامراء الجماعات اعضاء التنظيم الدولي التي دعت الشباب المسلم للجهاد في افغانستان ضد الاتحاد السوفيتي في نهاية السبعينات من القرن الماضي , هي نفسها التي دعت الشباب المسلم للاعتصام في رابعة في مثل هذا اليوم من العام الماضي دفاعا عما وصفوه بالشرعية , حقيقة , لقد كان صمود المعتصمين في رابعة طيلة 46 يوما تحت شمس الصيف الحارقة رائعا , كما كان جهاد الشباب المسلم في جبال افغانستان وصحرائها مذهلا أدهش العالم كله , رغم انه - كما تبين لهم فيما بعد - لم يكن في سبيل الله ضد الالحاد الكافر كما افهمهم قادتهم , وانما حربا بالوكالة عن الجيش الامريكي الذي انفرد منذ تلك اللحظة بحكم العالم فانهالت الصواريخ والقذائف من الطائرات الامريكية وقاذفات القنابل على الاخوة المجاهدين اشارة الى ان مهمتهم في افغانستان قد انتهت وعليهم العودة الى بلادهم , وكانت هذه رغبة الفصائل الافغانية ايضا التي مال أغلبها الى الولايات المتحدة فوقع القتال بين الفصائل المتحالفة وانسحب المجاهدون العرب عائدون الى ديارهم ليجدوا ابواب المعتقلات مفتحة امامهم , فتعددت المواجهات مع الاجهزة الامنية وانتشرت التفجيرات والاغتيالات في كل بلد على ارض مصر فكثرت الاعتقالات حتى كانت بعشرات الآلاف , ثم كانت المراجعات ومن بعدها الاستتابات , فظهرت الانشقاقات بين اعضاء الجماعات واعتزل الكثير منهم العمل السياسي والدعوة ايضا بعد ان تبين لهم انهم لم يكونوا سوى ادوات في أيد الانظمة الفاسدة والمتربحين بالدين المتاجرين به , كما سيتبين فيما بعد للشباب المخلص الذي اعتصم في رابعة انه كان ضحية لنفس الاجندات والاملاءات الخارجية التي روجها بينهم قياداته وشيوخه وأمراء جماعاته والذين كانوا اول من لاذ بالفرار من ميدان رابعة قبل لحظات من بدء الهجوم بعد ان علموا بتحرك قوات الامن لفض الاعتصام وتركوهم يلاقوا نفس المصير الذي لاقوه من قبل , بعد ان رغبوهم في الشهادة كما اعتادوا معهم , ووقعت المواجهة المؤلمة بين جندي يؤدي واجبه وشاب يدافع عما يعتقد انه حق وسقط الاثنان من ابناء العائلة الواحدة ضحايا المؤامرات الداخلية والخارجية التي تحاك على ارض الوطن في لعبة السياسة القذرة
#محمود_جلال_خليل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟