أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الإرهاب الصهيوني : يوحد المشهد الفلسطيني














المزيد.....


الإرهاب الصهيوني : يوحد المشهد الفلسطيني


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1282 - 2005 / 8 / 10 - 11:04
المحور: القضية الفلسطينية
    


لا ينفك الغزاة الصهاينة يؤكدون في كل يوم على وحد الحال الفلسطينية الممتدة من رفح وحتى الناقورة ومن النهر إلى البحر ، رغم كل تلك السنوات التي مرت منذ أن تم تجسيد ذلك الكيان الغاصب في الأرض الفلسطينية بتواطؤ الدول الرأسمالية الغربية والذي قادته في تلك الحقبة الدولة البريطانية خدمة للمشروع الاستعماري المشترك الذي كان ولا يزال يستهدف الأمة العربية .

وخلافا لما كان مخططا له من عملية اقتلاع شامل للشعب الفلسطيني كانت تستهدف الحصول على الأرض خالية من أهلها ، صمد بعض من أهل فلسطين في ديارهم التي استولى عليها الغزاة الأوربيين الجدد ، رغم كل المجازر التي ارتكبتها الحركة الصهيونية العنصرية وتجسديها المادي الدولة العبرية على مدى سنوات الاحتلال لفلسطين التاريخية ، ليبقوا شاهدا حيا على الجريمة التي ارتكبت بحق الشعب الفلسطيني ، وشاهدا دائما على وجود وثبات واستمرار الحق الفلسطيني في كل فلسطين .

إن الإرهاب الصهيوني في نسخته الأخيرة في شفا عمرو الذي استهدف المواطنين الفلسطينيين ، لمجرد أنهم فلسطينيون ليس معزولا عن جريمة العصر الكبرى التي استهدفت اقتلاع الشعب الفلسطيني من أرضة وزرع ذلك الجسم الغريب في الوطن العربي الفلسطيني ، ومن ثم فإن ما جرى لا يعدو إلا أن يكون صورة مصغرة عن عقود من الآلام والمجازر والتعدي والمصادرة والعزل والمحاصرة والعنصرية ، الذي تجيد إنتاجه المؤسسة السياسية والعسكرية الصهيونية ، باعتبارها طورا من أطوار النازية الجديدة ، ونتاجا طبيعيا لمدخلات الفكر التوراتي الصهيوني العنصري .

ولا يكاد يختلف المشهد كثيرا بين ما جرى في شفا عمرو وما يجري في أماكن أخرى من الضفة والقطاع ليتوحد بذلك الجرح الفلسطيني راسما خريطة الوطن الفلسطيني على امتداد مساحته التاريخية ليلغي بذلك ما يسمى بالخط الأخضر ، وكل الحدود المصطنعة بين أبناء الوطن الواحد ، لتعلو فلسطين ووحدة شعبها ، لتعيد التذكير والتأكيد على أن الوجود الصهيوني ما هو إلا حالة طارئة في الواقع الفلسطيني والعربي مهما امتدت به السنوات ، وأن الثابت الوحيد هو شعب فلسطين على امتداد الجغرافيا الفلسطينية والتاريخ الفلسطيني .

ومن ثم إذا كانت الغزوة الصهيونية قد نجحت في اقتلاع جزء من الشعب الفلسطيني من دياره عام 1948 ، فإنها عجزت عن أن تقتلع من بقي منهم مزروعا في مدنهم وقراهم ، ليؤكد هذا الوجود الثابت والدائم ديمومة الحق ، باعتبارهم الحقيقة التي تنفي هذا الزمن الصهيوني المزيف ، وليعيدوا مع إخوانهم في بقية الوطن وفي الشتات تأكيد وحدة الوطن الفلسطيني الأرض والشعب التي لا مكان فيها لهذا العدو الغاصب إن لم يكن اليوم فغدا وأبدا.

ومع ذلك لا يمكن للّحظة المجافية بشروطها القسرية ، أن تضيع حقا طالما أن هناك من يتمسك به ويؤكده حضورا ماديا ، مهما حاول البعض التكيف مع تلك الشروط سواء كان ذلك بالمعنى الإيجابي أو السلبي ، ذلك أن الصراع مع الغزوة الصهيونية سيبقى مفتوحا ما بقي تجسيدها المادي يحتل الأرض الفلسطينية ويصادر حقوق أهلها في وطنهم التاريخي .

وإذا كان العدو الصهيوني قد نجح ارتباطا بميزان القوة الذي يمتلك ناصيته راهنا في فرض وجوده في الأرض الفلسطينية ، إلا أن استمرار الوجود الفلسطيني في المدن والقرى التي احتلها الصهاينة عام 1948 وبما يملك هذا الوجود من إمكانية النمو، ليشكل على الدوام مع جناح الوطن الآخر القوة التي من شأنها أن تفرغ ميزان قوة العدو على المدى الاستراتيجي من مفاعيل قوته لصالح الحق الفلسطيني .

ولا شك أن مجزرة شفا عمرو قد أعادت إلى الواجهة هذا الجزء من الشعب الفلسطيني المقيم في أرضة باعتباره صاحب الأرض الأصلي رغم كل المحاولات الصهيونية التي استهدفت وجوده على مدى عمر الاحتلال ، ومهما كدس العدو الصهيوني من عوامل القوة المادية ذلك أن عوامل القوة متغيرة بتغير الزمان ، إلا أن القوة الدائمة والثابتة هي في وجود الشعب الفلسطيني في أرضه ، الذي سيبقى الشاهد الدائم على حتمية نهاية هذا المشروع الاستيطاني الصهيوني الغربي في فلسطين .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ما أروعكم ياأطفال وطني
- خطاب الجماعات الإسلامية : بين الواقع والمتخيل
- الانكفاء من غزة : والفرح المؤجل ..
- القوى الديمقراطية : ودور يبحث عمن يقوم به
- حماس : والكلمة الأعلى
- قضايا الحل النهائي : والسير معصوبي الأعين
- حذار: من النفخ في شرارة الفتنة
- حق العودة : وتصويب المفاهيم
- فتح ـ حماس : وفخ ثنائية الاستقطاب
- شجرة الفساد : من التقليم إلى الاجتثثاث
- الكيان الصهيوني ـ موريتانيا : مَنّ يستخدم مَنّ ؟
- ديمقراطية بوش : بئس المثل
- يانواب التشريعي : الزمن دوَّار
- سوريا : وسد الذرائع
- النظام الرسمي العربي : طريق التهافت
- المقدس بوش : ومربط الفرس
- حزب فرنسا : يلبس عباءة الحريري
- عباس : حدود المناورة
- الانتخابات : وقبائل اليسار
- اللاجئون : بين عباس وشالوم ومفهوم الوطن .


المزيد.....




- قد لا تصدق.. فيديو يوثق طفل بعمر 3 سنوات ينقذ جدته المصابة
- مستشار ألمانيا المقبل يواجه طريقًا وعرًا لتعديل سياسة -كبح ا ...
- اندلاع النيران في محرك طائرة تابعة للخطوط الجوية الأمريكية ع ...
- الموحدون الدروز في سوريا وتحديات العلاقة مع السلطة الجديدة
- أمريكا وإسرائيل تتطلعان إلى أفريقيا لإعادة توطين غزاويين
- موريتانيا.. حبس ناشط سياسي بتهمة -إهانة- رئيس الجمهورية
- مترو موسكو يحدّث أسطول قطاراته (فيديو)
- تايلاند تحتفل باليوم الوطني للفيل (فيديو)
- اختتام مناورات -الحزام الأمني البحري 2025- بين روسيا والصين ...
- القارة القطبية الجنوبية تفقد 16 مليون كيلومتر مربع من الجليد ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - الإرهاب الصهيوني : يوحد المشهد الفلسطيني