أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية(144): يخرب بيت الحب!














المزيد.....

ثقافة نفسية(144): يخرب بيت الحب!


قاسم حسين صالح
(Qassim Hussein Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 09:51
المحور: الصحة والسلامة الجسدية والنفسية
    




يعجبني صنف من الاعلاميين يمتلكون ثقافة سيكولوجية ويعرفون كيف يوظفونها باسلوب شيق لتصل رسالتهم الى المتلقي كما لو كانت ماءا باردا في يوم تموزي.
من هؤلاء الكاتب المصري الساخر احمد رجب في كتابه ذي العنوان الشعبي الساخر ايضا (يخرب بيت الحب).فمن جميل ما جاء فيه قوله: ( لا يوجد عاشق عاقل، كل العشاق مجانيين والحب يشترك في اعراضه مع كافة الامراض العقلية والنفسية ابتداء من الهلاوس الى الهستريا الى الوسواس القسري. ويضيف ان النصائح لا تجدي مع العشاق متفقا مع القول العربي المأثور "ليس بالحب مشوره".وهذا يصدق على حالات امريء القيس وزمانه..لا زمن النت والفيسبوك.وكنا كتبنا عن ان للعشق قوانينه:ان العقل الانفعالي وليس المنطقي هو الذي يتحكم به،وأنه يموت عند الزواج.
ويرى رجب ان المراة تصل الى قلب الرجل على نحو اسهل واسرع من قدرة الرجل على الوصول الى قلب المرأة، مفسّرا ذلك بأن (الرجل مظلوم لأنه ولد بلا مقاومة ولا مناعة امام اغراء الانوثة والجمال). وهو يفرّق بين الرجل والمرأة اذا وقع اي منهما في الحب. فالرجل يسمع اكاذيب من يحب ويحاول ان يقنع نفسه بصحتها لأن الحب لديه يتغلب على الشك، اما المرأة فتستمع الى اكاذيب من تحب ولكنها تظل في ذاكرتها وتستدعيها في اليوم الذي تختار فيه موعد المعركة!
واحمد رجب يرفض مقولة (الحب من غير امل اسمى معاني الغرام) التي اشاعها فريد الاطرش، ويرى ان المعنى الاكثر دقة هو ( ان الحب من غير امل اسوأ معاني الغرام)، مضيفا ان الحب من طرف واحد يكون مبررا فقط في فلم سينمائي ولا يليق بأنسان يحترم كبرياءه،وان الحب يحتاج الى شخصين فيما الحب من طرف واحد امر غير طبيعي الا اذا اراد العاشق ان يكون فاعل خير!.
ومن مفارقاته انه يرى ان ( الزواج حل لمشكلة مؤقته اسمها الحب)، وان الصواب يجانب من يرى في الزواج انقاذا للمحب من الانتحار، اذ يرى رجب في الانتحار (ميزه عظيمة) لأنه سينقذ المحب من الزواج..وهو رأي نخالفه لأن الحب هو توأم الحياة والجمال.
ويرصد (رجب 82 سنة) جانبا عبر التاريخ قائلا: ان الرجل مهما تبلغ قوته يكون في حاجة الى حب امرأة، وان للجبابره احوالا مختلفة في حضرة النساء، ولهذا لم يحب نابليون (امرأة مثلما احب جوزفين التي كانت تخونه كما تتنفس وكان يصدّق اكاذيبها لأنه يريد ان يصدقها)، فيما كان الزعيم النازي هتلر.. وديعا مع ايفا بيرون. ويبدو ان (رجب) لم يشاهد كيف كان حال (السلطان)..وهو الجبّار المحارب القاسي المخيف الرهيب..امام زوجته (هيام) في حريم السلطان!.
وينتهي الكاتب الى القول بأن للحب دورة حياة فاذا اكتمل مات اذ ( لا يعّمر الحب طويلا الا في الكتب)،وهو رأي ينطبق علينا نحن العرب اذ لا يتجاوز عمر الحب بعد الزواج ثلاث سنوات،لكنه يتحول آخر العمر ،في حالات، الى صحبة أصدق وانبل من الحب.
الجميل في هذا الكتاب سخريته الواقعية!،لكنه يصدر احكاما تعميمية معتبرا الحب نوعا واحدا فيما هو انواع بينها الحب الرومانسي الذي تتحدد مشكلته بأنه خيالي..مثالي ..أشبه بحلم، وأن الذي يقع فيه يريد أن يكون هذا الحلم حقيقة واقعه،فيما هما عالمان متباعدان..أعني: عالم الخيال الذي كل ما فيه جميل وطريقه سهل وناعم،وعالم الواقع الذي فيه القبيح والجميل وطريقه صعب وخشن .وبعكس ما اعتقد رجب الذي ساير الأعتقاد الشائع بأن الشابات أكثر رومانسية من الشباب،فيما العكس هو الصحيح اذ ترى الفتاة في الحب الرومانسي أنه ( لا يفتح بيت ولا يوكل خبز ) و (حب جنون من غير مأذون ، يفتح الله ) على حد تعبير نبيلة عبيد.
الكتاب ممتع وهو بوصف (رويترز)يتقصى الكاتب احوال المحبين وتقلباتهم بعد ترويض الحب وتحوله الى كائن أليف في مؤسسة الزواج فتصبح قبلة الزوج أمنية للزوجة في سياق يفتقد فيه الطرفان التقاط اشارات التواصل العاطفي،وفيه من السخرية ما تدفع القاريء الى الضحك من نفسه وعلى نفسه..وهو بهذه النتيجة يبدأ اولى خطوات العلاج في انبل واسمى علاقة انسانية.
مشكلة العدد



#قاسم_حسين_صالح (هاشتاغ)       Qassim_Hussein_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- 8/8 / 88
- غدا رئيس وزراء جديد للعراق..فمن هو؟
- غطرسة السلطة وسطوتها
- حفل توزيع جوائز تقسيم العراق!-فنتازيا لحقيقة مؤجلة
- سرايا عابدين..ضخامة في الانتاج وتضخيم في المكائد
- رئاسة جمهورية العراق..ب(المزاد)!
- سيذهب المالكي..فهل سنتعلم من الأخطاء؟
- اقبح ما سيكتبه التاريخ عن (داعش) والسلطة
- العيّارون..سلطة العدل خارج القانون(1-4) -بغداد بين زمنين!
- سيكولوجيا كاس العالم
- هيبة الحاكم حين تتضعضع..نصيحة لمن يعنيه الأمر مع التتقدير
- كتابات ساخرة:نكتة لها حكاية موجعة
- الارهاب والشخصية الداعشية - تحليل سيكوبولتك
- العراقيون..في يوم الحساب! فنتازيا
- مهدي الحافظ..محرجا
- كتابات ساخرة:العاض والمعضوض في كأس العالم..والعراق!
- الدعاية والاشاعة..تحليل سيكولوجي لما حدث ويحدث
- بعد خراب العراق..المرجعية تحرق ورقة المالكي
- الخيارات صعبة..ومبادرة للحل
- العراقيون ..وكأس العالم


المزيد.....




- شاهد لحظة قصف مقاتلات إسرائيلية ضاحية بيروت.. وحزب الله يضرب ...
- خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
- وساطة مهدّدة ومعركة ملتهبة..هوكستين يُلوّح بالانسحاب ومصير ا ...
- جامعة قازان الروسية تفتتح فرعا لها في الإمارات العربية
- زالوجني يقضي على حلم زيلينسكي
- كيف ستكون سياسة ترامب شرق الأوسطية في ولايته الثانية؟
- مراسلتنا: تواصل الاشتباكات في جنوب لبنان
- ابتكار عدسة فريدة لأكثر أنواع الصرع انتشارا
- مقتل مرتزق فنلندي سادس في صفوف قوات كييف (صورة)
- جنرال أمريكي: -الصينيون هنا. الحرب العالمية الثالثة بدأت-!


المزيد.....

- الجِنْس خَارج الزَّواج (2/2) / عبد الرحمان النوضة
- الجِنْس خَارج الزَّواج (1/2) / عبد الرحمان النوضة
- دفتر النشاط الخاص بمتلازمة داون / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (مقدمة) مقدمة الكتاب / محمد عبد الكريم يوسف
- الحكمة اليهودية لنجاح الأعمال (3) ، الطريق المتواضع و إخراج ... / محمد عبد الكريم يوسف
- ثمانون عاما بلا دواءٍ أو علاج / توفيق أبو شومر
- كأس من عصير الأيام ، الجزء الثالث / محمد عبد الكريم يوسف
- كأس من عصير الأيام الجزء الثاني / محمد عبد الكريم يوسف
- ثلاث مقاربات حول الرأسمالية والصحة النفسية / سعيد العليمى
- الشجرة الارجوانيّة / بتول الفارس


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الصحة والسلامة الجسدية والنفسية - قاسم حسين صالح - ثقافة نفسية(144): يخرب بيت الحب!