أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كردستان تتلاحم














المزيد.....

كردستان تتلاحم


محمود عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4544 - 2014 / 8 / 15 - 04:42
المحور: القضية الكردية
    


مصائب قوم عند قوم فوائد، تحمل الأنانية بأبشع صورها، والانعدام الأخلاقي بأدنى سوياتها، أسألوا شنكال أو استمعوا إلى صدى آهاتها التي تردده وستردده أودية جبالها الأشم حتى الأزل، المنطقة التي على جروحها المثخنة بدأت تجتمع كردستان، وتتفق على كلمة سواء، لإيصال قطرة ماء لطفل إيزيدي يودع البشرية الميتة ضميراً، ومساعدة عائلته الذي على عمق مآسيهم تبرز نبتة خير لكلية كردستان. فهل القادم المأمول كردستانيا تستأهل ما لحق بالكرد الأصلاء! وهل ظهور جزء من كردستان قادمة ستكتم صدى آهات النساء السبايا من أعماق الضياع، أم أن القوم هو نفسه، مصائبهم ومآسيهم واحدة، والكل في الضياع والبحث عن إنقاذ كرامة لا تزال تهدر، ولن يتجاوز الاتفاق على أكثر من خلاص مؤقت، وبناء مخيمات أو تنظيف أودية من أشباه الموتى، والتلاحم لن تتجاوز حواف صخور شنكالهم، لأن البعض لا يرغبونه لغاية، والبعض يهدمونه لجهالة أو خبث بجهالة.
لا الكلمات والآهات ولا الدموع، تستطيع أن تزيل نقطة من الكرامة التي هدرت، وكم من الكرامات يا كردستان هدرت على مر تاريخك، وتبقى المسيرة مستمرة، والحلم يظل كشاهدة لمقبرة متحركة بعيدة في السراب، يلحقها الكردي حاملا مصائبه وآلامه وكرامة ممزقة حتى العري، وكلما اقترب منها ليلمسها ليجدها وهماً، وتبتعد الشاهدة نحو المستقبل، غارقة في الأبعاد مرفوعة على قبر جديد لكرامة هدرت أو على قبر مفتوح لكرامة ستغتال وستهلك قريبا.
على أشلاء شنكال تجتمع القيادات الكردستانية، فظهرت البسمة من خلف الدموع المدرارة على وجوه الكرد، وتلاقت فوهات أسلحة كردستانية كانت حتى البارحة الخوف قائما من أن توجه لصدر الكردي الأخر، حتى ولو كانت رمزية وفي مجموعات قليلة، لكنها خلقت إيمان بإن المستحيل غير موجود، وإن هناك أمل من الخلاص من الطغيان الإقليمي. صرخات شنكال كانت أقوى وأعمق تأثيرا من نضال عقود من الأقلام والسياسيين المطالبين بالتجمع على كلمة سواء، فكل طفل وامرأة أنقذت من أحضان الأودية بمساندة البيشمركة وال ي ب ك تعتبر أيقونة الوحدة الكردستانية، مثلما هي صفحة عن آلام الوطن المهدور عفتها، وما قامت به القوات الكردية مشتركة، حتى ولو كان التلاقي على سلام وكلام عابر أو خطة آنية تعتبر ثورة في التاريخ العسكري الكردي، تلاقيهم رغم الإملاءات المبطنة من القوى الإقليمية، بينت على مدى إحساس البعض بالشعور الوطني الكردستاني. ولقاء رئيس إقليم كردستان العراق السيد مسعود برزاني بالقيادات الكردستانية الأخرى والصور التي نشرت عنها، ودون الدخول في التفاصيل والتحليلات وأبعاد اللقاء وما وراء الأروقة السياسية والأجندات الإقليمية، تعد صفحة مجيدة في تاريخ كردستان القادمة، وتكوين جديد للوجدان السياسي الكردستاني الممزق على مدى عقود بسبب الصراعات المدمية والخلافات الأبدية.
ما يؤسف عليه، إن هذه الأبعاد الكردستانية لم تسقط على المريدين من تابعي الأحزاب، ولم تلقنهم العمل على ردم هوة الصراعات، حتى ولو كانت الخلافات الفكرية حاضرة، لكن لم تملى أوامر على الأعضاء الحزبيين والأقلام الملتزمة، والأفواه المتحدثة عن الأمجاد الحزبية دون الوطنية، على ترك الهجمات المبتذلة والتي تصل حد الخيانة وأبعد. وربما هذه هي المرة الأولى في تاريخ كردستان، يكون الواقع السياسي والعسكري عكس السائد فيها، حيث القيادة تلتقي والقوى العسكرية تتلاحم، والجماهير الحزبية تقوم بالنفخ في النار وإشعال لهيب الصراع وتوسيع هوة الخلافات وبالطرق السهلة المتوفرة في النت، نظرة سريعة على الإعلام الكردي ومواقع التواصل الاجتماعي تظهر الصورة بكل أطرافها الجميلة والقبيحة، منها تبين لقاء قادة كانوا على خلاف استراتيجي وإيديولوجي، وقوات البيشمركة والعمال الكردستاني أو أل ي ب ك يتلاقون، وفي الطرف الآخر التعليقات وردود أفعال القراء والحزبيين ومريديهم يقذفون السم وينشرون الحقد والكراهية بين الحراك السياسي الكردستاني، فإلى ماذا تؤشر هذه الظاهرة الغريبة الخطيرة، ظاهرة أن القاعدة الجماهيرية الحزبية تود الشقاق والصراع وتوسيع الهوة، في الوقت الذي تقوم بعض القادة بردم الخلافات حتى ولو كان ظاهريا!؟



#محمود_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ينبعث البعث تحت غطاء داعش
- السلطة السورية توقظ معارضة الداخل
- عندما تتقاطع اسلام الشيعة والسنة
- خداع تحت قبة برلمان إقليم كردستان
- ما يجمع بين مجرمي قادة الشيعة والسنة
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الثاني)
- الولايات المتحدة الأمريكية لا تعارض استقلال كردستان
- لماذا لا تنضب منابع الطغاة في شرقنا (الجزء الأول)
- استقلال كردستان ثورة
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الثاني)
- هل ستنتهي مهمات فقاعة داعش (الجزء الأول)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الثاني)
- النقد المتهاون لا يزكي ثقافة الكرد (الجزء الأول)
- مقايضة القوى الكردستانية على غرب كردستان
- لعنة السلطة السورية في غرب كردستان
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الثاني)
- التخوين نهج أم فلسفة؟ (الجزء الأول)
- حليمة رجعت إلى عادتها القديمة
- عودة البارتي إلى خيمة السلطة (الجزء الأول)
- أزلية الصراع الكردي الكردي (الجزء الثاني لمقالنا السابق)


المزيد.....




- ماذا يعني أمر اعتقال نتنياهو وجالانت ومن المخاطبون بالتنفيذ ...
- أول تعليق من أمريكا على إصدار مذكرتي اعتقال بحق نتنياهو وغال ...
- الحكومة العراقية: إصدار المحكمة الجنائية الدولية مذكرات اعتق ...
- العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا رسميا بعد مذكرة المحكمة ال ...
- البيت الابيض يعلن رسميا رفضه قرار الجنائية الدولية باعتقال ن ...
- اعلام غربي: قرار اعتقال نتنياهو وغالانت زلزال عالمي!
- البيت الأبيض للحرة: نرفض بشكل قاطع أوامر اعتقال نتانياهو وغا ...
- جوزيب بوريل يعلق على قرار المحكمة الجنائية الدولية بحق نتنيا ...
- عاجل| الجيش الإسرائيلي يتحدث عن مخاوف جدية من أوامر اعتقال س ...
- حماس عن مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت: سابقة تاريخية مهمة


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - محمود عباس - كردستان تتلاحم