خديجة آيت عمي
(Khadija Ait Ammi)
الحوار المتمدن-العدد: 4543 - 2014 / 8 / 14 - 16:38
المحور:
سيرة ذاتية
في هذا الصباح الباكر(الرابعة ) قمت لأضع الثياب في ماكينة الغسيل ولست أدري لماذا خطر بذهني انفصال جدتي عن هذه الحياة و التي ماتت على إحدى أعلى قمم الجبلية في االعالم دون أن تطأ قدمها أرضا غارقة في البعد و الغموض تدعى أرض" الحجاز" أم "الإبتزاز " كما يروق لي تسميتها.
في الوقت الذي أصيب فيه شعبنا بداء " إيبولا " القاتل .
لا أدري لماذا يصر هؤلاء البؤساء على تكرار عمليات العمرة و يحجّون بلآ هوادة "لغسل الذنوب " ولرجم شيطان لم يمت بعد رغم شدّة بأس الصخور التي ألقيت عليه كل هذه السنين ، لا بل لآلآف آلسنين ..
هل ييشعرون بوخز الضمير لهذه آلدّرجة ؟؟
و إن كان ذلك صحيحا أليس أكبر عار أن تر طفلآ مشرّّدا متوسّدا برودة وطنه وموآطنيه معا ؟؟
....
ماتت آشّا (إسمها الأمازيغي الأصيل ) دون أن تنطق بكلمة عربية واحدة و أنا على يقين أنهآ لم تكن على دراية بأداء صلاة المسلمين .
ماتت جدتي في فرح رغم خبر وفاة إبنها الذي تمّ الحكم عليه بالإعدام و الذي نغّص بقية حياتهآ.
ماتت جدتي ولم تر في حياتها شيئآ مقزِّزآ ،إذ رغم الهزيمة ظل أهل تمآزغا يعيشون في كرم رغم الحصار المستمر، لا بل توآرثوآ فكرة إننشاء بنك الطعام Food Bank الذي لم أسمع عنه ببريطانيا إلا بعد أزمة 2008 .
وهو عبآرة عن مستودع ضخم (إغرم ) تودع فيه كل أنواع الطعام ، و الشرط الوحيد هو ألاّ يغلق الباب بالمفاتيح
لييتسنّى لكل محتاج أن يستعمل ما يشاء دون خدش لكرامته و دون أن ييشحذ من أحد.
هذا ما يحدث على أرض تمازغا المقدّسة .
#خديجة_آيت_عمي (هاشتاغ)
Khadija_Ait_Ammi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟