أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد عبدول - إسلام مسرطن














المزيد.....

إسلام مسرطن


احمد عبدول

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 22:22
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هنالك جملة من المقولات الجاهزة التي يحرص الإعلام المرئي والمسموع والمكتوب على ترديدها والتذكير بها والتأكيد على مصاديقها ودلالاتها , ولا شك ان معظمنا يتعامل مع تلك المقولات المكررة والجمل الجاهزة على إنها حقائق لايرقى إليها الشك بحال من الأحوال شأننا في ذلك مع الكثير من الأمور التي أصبحنا نرددها دون أدنى توقف او مراجعة او تمحيص,ولعل ابرز واهم واخطر تلك المقولات والجمل التي بتنا نطالعها من خلال أجهزة الإعلام المختلفة هي المقولة الآتية (الإرهاب لا دين له ). ان هكذا مقولة تتطلب منا مزيدا من البحث والتمعن والتحري ,لأنها مقولة خطرة وحساسة لابد ان نتوقف عند حدودها ونتفحص أبعادها وان لا نغادرها على عجل على ما تنطوي عليه من أهمية بالغة تدفعنا نحو طرح مزيد من الأسئلة والاستفهامات التي من شانها ان تبين لنا مدى صحة المقولة أعلاه من عدمه صحتها . ان نظرة متأنية لمقولة (الإرهاب لا دين له ) تجعلنا إزاء مقولة , ليست بالناهضة والدقيقة , اذ ان ما نسميه إرهابا يعده أصحابه ومعتنقوه سنن متبعة وسير معروفة واجتهادات معلومة جاءت على أيدي صحابة وتابعين وقادة ورموز كان لهم اثر واضح ودور بارز في قيام (دولة الإسلام السياسي ) التي انتشرت في بقاع المعمورة حتى وصلت تخوم الصين
ان ما نسميه إرهابا وهو كذلك لم ولن ياتي من فراغ فكري أو سياسي أو تاريخي (وقائعي ) وإنما جاء على خلفية عدة عوامل كان أهمها ان النص الديني ذاته فهو نص فضفاض قابل لأكثر من قراءة أي انه حمال ذا أوجه كما وصفه الإمام علي بن أبي طالب وهو يعظ (عبدا لله بن عباس ) في واقعة صفين ان لا يجادل القوم ولا يحاجهم بالقران لأنه حمال ذا أوجه فتقول ويقولون على حد تعبير الامام آنذاك . وهذه حقيقة لا مجال لإنكارها حيث يمكنك ان تقرأ القران من زاوية قوله (ومن يبتغ غير الإسلام دينا فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين )كما انك تستطيع ان تقرا القران من زاوية (لا أكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي ). ومن المعروف ان القراءة الشاملة والتي تأخذ على عاتقها عند قراءتها للنص القراني عدة مستويات من الفهم , لا تتوفر الا لطائفة من العلماء الراسخين في العلم من اصحاب العقول المتبحرة والمتنورة . ان الإرهاب الذي ترفع لوائه الجماعات التكفيرية اليوم هو إرهاب يمتلك تاريخ ومقومات وفقهاء ومنظرين. اذ لا يمكن بحال من الأحوال ان نتصور تبلور اي فكر او ممارسة ان لم يكن لها أساس تقوم عليه وذك هو شأن جميع الأفكار وشتى التوجهات السليمة منها او الخبيثة .لقد عرضت اكثر من (250)امراة في مطار تلعفر قبل ايام من المسيحيات والايزيديات ليتم بيعهن كهبات وجواري على معتوهي داعش وجرذانهم , بعد ان قتل ازواجهن وذبح حماتهن وفرق بينهن وعيالاتهن ,كما ساق الداعشيون اكثر من (50) طالبة من طالبات المرحلة المتوسطة في خانتقين الى مناطق مهولة لذات الغرض ,ولا شك ان هكذا ممارسات اجرامية ليست بالغريبة عى من قلب اسفار التاريخ الاسلامي السياسي , الذي حفل ببيع النساء وانتهاك الاعراض تحت ظلال السيوف وصيحات (الله اكبر )
ان للإرهاب دينا يدينون به ونصوصا يتعبدون بإحكامها ومناهج ينهلون من علومها وحدود لا يحيدون عن إقامتها وفتوحات يبتغون من ورائها ,إلا ان دينهم يعد دينا مسرطنا ومنهجا خبيثا , قد جاء به الحكام وروج له الوعاظ ممن درج الشيطان في حجورهم وباض وعشعش في صدورهم .
ان للإرهابيين دينا يدينون به , ولن يكون الحل عبر تسطيح الأمور وتهوين المحذور من خلال النظر الى الإرهاب على انه فكر خارجي حط بين أظهرنا فجأة ونزل بين مضاربنا على حين غرة ,بل ان الحل إنما يكون بتبصير العامة ومكاشفتهم , بان كل ما يجري على أيدي أولئك البغاة الجفاة إنما هو جزء لا يتجزأ من تاريخ إسلامي سياسي حافل بانتهاك الحقوق وسمل الأعين وجدع الأنوف وقطع الرؤوس والأيدي والأرجل من خلاف أما الخطوة الاخرى فهي التبرؤ من ذلك التاريخ وفضحه على رؤوس الأشهاد والعمل على رفع سمومه من النفوس والعقول والمناهج والمؤسسات التربوية والتعليمية التي تعتمده كما في مؤسسة الازهر والمؤسست الدينية في المملكة العربية السعودية .
ان جل ما يجري داخل الموصل اليوم على أيدي عصابات داعش كان قد جرى على ايدي أسلافهم أمثال (خالد بن الوليد ) الذي قتل الصحابي (مالك بن نويره )ثم نزا على زوجته فدخل بها عنوة ومعاوية بن أبي سفيان الذي كان يخاطب أهل الكوفة بقوله (ما جئتكم لتصلوا أو تصوموا لكن جئتكم لاتأمر عليكم ) ومسلم بن عقبة الذي استباح المدينة عشرا فلم تلد في ذلك العام امرأة الا من سفاح و(بسر بن ارطاه )الذي كان همه تعقب شيعة علي وأهل بيته داخل العراق تحت كل حجر ومدر, و(الحجاج )الذي كان يتلذذ بقطع الأعناق وقطف الرؤوس والدوانيقي الذي كان مهووسا بجمع رؤوس بني هاشم من الحسنيين والحسينيين في خزانات معدة لهكذا إغراض مريضة,ومن وراء اولئك يقف فقهاء السوء ودعاة الكراهية امثال ابن تيمية الذي تفوح من تصانيفه البغضاء والمودودي الذي طالب بالخلافة الاسلامية الرجعية وسيد قطب منظر الفكر السلفي الجهادي وشكري مصطفى قائد جماعة التكفير والهجرة والحويني الذي اجاز قتل المخالف وانتهاك حرماته , وابن باز والقرضاوي والعريفي الى اخر تلك الاسماء الداعشية . ان ما يجري داخل مدينة الموصل اليوم ما هو الاصورة مصغرة لما جرى إبان ما يسمى بالفتوحات الإسلامية وما أشبه اليوم بالأمس حيث يعيد التاريخ نفسه وتفسر الحوادث بعضها بعضا .



#احمد_عبدول (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة المزعومة
- أكذوبة الحروب الدينية
- شبهة الشبهات
- ليلة سقوط الموصل
- مع السيد السيستاني بفتواه الاخيرة
- سؤال يبحث عن اجابة
- ماذا لو بعث الموتى
- مجسات حزبية
- مستويات الوعي السياسي لدى الناخب العراقي
- المشكلة أكبر من ذلك
- دولاب الانتخاب
- هل يتوحد العراقيون أمام جلاديهم ؟
- عندما يصبح الإعلام أداة للتسقيط السياسي (البغدادية انموذجا )
- صور الله
- إلى أين سينتهي المطاف بالعلوي ؟
- القانون المثير للجدل
- قبور ومعاجز
- عجبي لهؤلاء المتشيخون
- البهلول العليل
- هل أنا حقا علماني ؟


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - احمد عبدول - إسلام مسرطن