أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد الخالق - فوكوياما ... وماذا بعد النهاية؟















المزيد.....

فوكوياما ... وماذا بعد النهاية؟


محمد عبد الخالق

الحوار المتمدن-العدد: 1282 - 2005 / 8 / 10 - 08:06
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


لكل اتجاه قادته السياسيين ومفكريه ومنظريه وعلمائه، فكما يحتاج الفكر الجديد لقادة سياسيين وعسكريين لحمله وتقدمه للناس؛ يحتاج أيضاً لعلماء ومفكرين ومنظرين يثبتون بدراساتهم بشكل أو بآخر –حتى لو كان عن طريق غير مباشر- صحة هذا الفكر فى محاولة لتأصيله وإعطائه شرعية الوجود.

وفرانسيس فوكوياما* المفكر الأمريكى؛ صاحب الكتاب الأشهر (نهاية التاريخ) الذى ترجم إلى أكثر من عشرين لغة منهم العربية؛ واحد من مفكرى المحافظين الجدد، ولم يكن كتابه (نهاية التاريخ) الذى صدر منذ حوالى عشرة أعوام والذى أثار ضجة لم تهدأ حتى الآن؛ سوى صياغة بشكل أو بآخر للأفكار الإمبريالية الأمريكية التى تختبئ تحت قبعة الديمقراطية.

ولما كان كتاب نهاية التاريخ أشهر ما ألف فوكوياما تنظيراً فلسفياً للأفكار التى يؤمن بها المحافظون الجدد الذين يحملون مفاتيح حكم أمريكا ومن ورائها العالم؛ كان علينا التمهل عنده فى محاولة لفهمه ولم يكن هناك أفضل من المؤلف نفسه ليشرح كتابه.

وقد أجرت قناة الجزيرة القطرية فى برنامجها (من واشنطن) حواراً على الهواء مباشرة مع المفكر الأمريكى فرانسيس فوكوياما فى حلقة بتاريخ 8-1-2004، تناول فيها موضوع كتابه (نهاية التاريخ)، ومن هذه الحلقة سننقل رأى فوكوياما.

فوكوياما ونهاية التاريخ

فى البداية كان يجب التعرض لمعنى (نهاية التاريخ) من وجهة نظر فوكوياما الذى قال إنه لا يعنى نهاية الأحداث وإنما يقصد بنهاية التاريخ نهاية تطور التاريخ بمفهومه الفلسفى الديالكتيكى كصراع الأيديولوجيات الذى انتهى بسقوط الشيوعية وانتصار الليبرالية الديمقراطية التى تمثل فى وجهة نظره الشكل الوحيد القابل للحياة والاستمرار.

أما معنى الليبرالية الرأسمالية التى يرى فوكوياما أنها الشكل الوحيد القادر على الحياة والاستمرار؛ فيقدمه فوكوياما على أنها مفهوم يتكون من جزأين مرتبطين الأول وهو الليبرالى: ويعنى وجود سلطة محدودة للدولة تسمح للأفراد والمواطنين بممارسة قدر كبير من الحرية الشخصية كقدرتهم على المشاركة فى الحياة السياسية وحرية التعبير وغيرها.

أما الجزء الثانى وهو الديمقراطية: فتعنى فى منظور فوكوياما يعنى القدرة الحقيقية للشعوب على اختيار الحكومات.

وعلى الرغم من محاولة فوكوياما عدم التأكيد على أن النظام الأمريكى هو النموذج المثالى لفكرته عن الليبرالية الديمقراطية؛ فإنه فى الحقيقة يرفض أى نموذج آخر قد يحمل هذا المعنى؛ فعندما تم طرح النموذج الشيوعى الصينى؛ نراه يرد بسرعة أن النجاح الاقتصادى الصينى جاء بسبب تخلص الصين من النظام الاشتراكى وطرح الحرية الاقتصادية بديلاً عنه.

ويرى أن الصين ينقصها طرح هذا البديل سياسياً أيضاً بالتخلص من الحزب الواحد، ويرى أن الأجيال القادمة من الصينيين سيشعرون بالرفاهية الاقتصادية وستكون الخطوة الحتمية آنذاك هى المطالبة بالتعددية الحزبية أى الديمقراطية.

المسئولية الأمريكية بالعراق

وعن رأى فوكوياما فى الموقف الأمريكى الحالى بالعراق يرى فوكوياما وهو من أكبر المتحمسين لفكرة المسئولية الأمريكية تجاه العالم أن الوضع بالعراق يحتاج بقاء أمريكى طويل بالعراق، ويحذر من أنه إذا لم تكن أمريكا مستعدة لتحمل البقاء مدة طويلة بالعراق ؛ فإنه ربما ينتهى الأمر إلى أسوأ ما كان عليه قبل الدخول الأمريكى.

ويدلل فوكوياما على صحة رأيه بأنه لا توجد حالة واحدة انسحبت فيها القوات الأمريكية فى غضون خمس سنوات وتمكنت من تحقيق نتائج إيجابية، ويستشهد بما حدث فى كوبا، ونيكاراجوا، وأماكن أخرى بأمريكا اللاتينية، وبالطبع الصومال 1993 ويرى أنه فى هذه الحالات حدث تدخل سريع وانسحاب سريع وهو ما أدى إلى عدم ترك شىء ذو صبغة دائمة.

ويرى فوكوياما أن الحد الأدنى المفروض للوجود الأمريكى بالعراق يتراوح من خمس إلى 15 سنة، وهذه المدة تتوقف على عدة عوامل مثل معطيات الوضع الأمنى بالعراق، وسياسة الحكومة العراقية، ومدى تقبل العراقيين أنفسهم للوجود الأمريكى.

الراديكالية تهديداً حقيقياً للنظام العالمى الجديد

وفى مقابلة أخرى مع فوكوياما أجراها موقع Washington Observer وتناول رأى فوكوياما فى ما يسمى الخطر الإسلامى، فكان رأى فوكوياما أننا الآن نحيى مرحلة حرجة من تاريخ الإنسان تنتشر فيها الأفكار الليبرالية الديمقراطية بصورة كبيرة، وبالتالى تتعرض للهجوم فى أماكن كثيرة ومن تيارات مختلفة فهناك جبهات صراع أخرى ضد الليبرالية فى روسيا وبعض بلدان أمريكا اللاتينية، والإسلام الراديكالى أحد هذه التيارات.

ويمثل الإسلام الراديكالى تهديد حقيقى يتمثل فى جانبين أساسيين:

الأول: إمكانية وقوع أسلحة دمار شامل فى يد جماعات صغيرة تستطيع من خلالها تحقيق دمار كبير للقوى الكبيرة.

الثانى: وجود جاليات إسلامية ضخمة فى أوروبا وروسيا وأمريكا وهو ما يعطى هذه الجاليات القدرة على عدم التأقلم مع أنماط الحياة الغربية الليبرالية.

وعند المقارنة بين الدول الإسلامية والمجتمع الغربى الليبرالى اتضح أن نسبة المواليد ضئيلة جداً فى المجتمع الغربى بالإضافة إلى كثرة عدد الشواذ جنسياً وهو ما يعنى أن هذا المجتمع مجتمع غير إنسانى فى طريقه للفناء على العكس من المجتمعات الإسلامية.

لكن فوكوياما كان له رأى آخر إذ يرى أن الدول العربية الإسلامية ممكن أن تنتج عدداً كبيراً من الأطفال لكن هذا لا يمثل أى زيادة فى الناتج القومى (GDP) فمجموع الناتج القومى للدول العربية مجتمعة لا يصل لما تنتجه دولة واحدة مثل إسبانيا، بالإضافة إلى عدم تمتعها بحياة سياسية حرة بل على العكس ترضخ كلها تحت نظم حكم استبدادية قمعية.

فمعيار بقاء المجتمعات وتطورها ليس عدد المواليد وإنما ديناميكية الحياة نفسها، ومستوى التطور التكنولوجى، وارتفاع مستوى الإنتاجية.

أما رأى فوكوياما فى الفرق بين الفكر والقيم الأوروبية والأمريكية؛ فيرى فوكوياما أن هناك فرق كبير بين قيم وأفكار المجتمعين فأوروبا تضع قيم العدالة والتضامن الاجتماعى فى مكانة أعلى من الحرية على العكس من الأمريكيين.

فالأمريكيون يؤمنون بأن القوة العسكرية يمكن استخدامها لغايات خيرة ومقبولة، على العكس من الأوروبيين الذين لا يؤمنون باستخدام القوة العسكرية لأغراض نبيلة.

فوكوياما ونهاية الإنسان

وفى عام 2002 أصدر فوكوياما آخر كتبه وكان بعنوان (Our Post human Future) الذى ترجم إلى العربية إلى (نهاية الإنسان) وفيه يعرض فوكوياما لرفضه لفكرة التطور البيوتكنولوجية وعواقب الثورة البيوتكنولوجية (Biotechnology) التى من الممكن أن تعود على الإنسان وما بينها وبين أفكار الفيلسوف الألمانى (نيتشة) عن الإنسان السوبر.

ويرى فوكوياما أن الخطر يكمن فى أن تسمح التكنولوجيا الإحيائية للإنسان أن يقرر مصيره الإحيائى عبر التقدم التكنولوجى، فالأطفال لن ينظر إليهم بعد الآن باعتبارهم هبة من الله وإنما ستتحول لمنتجات معملية تخضع لسيطرة واختيار الوالدين أو متطلبات المجتمع، ويعتقد فوكوياما أن هذا هو الجزء المخيف من هذه التكنولوجية.

-----------------------------------------------

* فرانسيس فوكوياما.
تاريخ الميلاد:27-10-1952 شيكاغو
ابن لأبوين يابانيين مهاجرين.

الدرجات العليمة:

- حاصل على درجة البكالوريوس فى الآداب من جامعة كورنيل.
- حاصل على درجة الدكتوراه فى الفلسفة السياسية من جامعة هارفارد.
- شغل منصب عضو قسم العلوم السياسية بمؤسسة (راند Rand Corporation) أكبر المؤسسات البحثية العالمية لمدة ثلاث دورات الأولى فى الفترة من 1979 وحتى 1980، والثانية من 1983 وحتى 1989، ثم فى القترة من 1995 وحتى 1996.
- اختير عضواً فى مجلس إعداد السياسات فى عهد إدارة الرئيس الأمريكى رونالد ريجان (1981 - 1982)، بصفته عضوًا نظاميا متخصص فى شئون الشرق الأوسط.
- اختير عضوا فى مجلس إعداد السياسات فى عهد إدارة الرئيس الأمريكى جورج بوش الأب عام 1989، بصفته نائب مدير الشئون العسكرية والسياسية الأوروبية.
- حمل عضوية المفوضية الأمريكية التى شاركت فى المباحثات المصرية - الإسرائيلية حول الاستقلال الفلسطينى فى الفترة من عام 1981 وحتى 1982.
- أستاذ السياسة العامة بمعهد السياسة العامة بجامعة جورج ماسون، ومدير برنامج المعهد للتجارة الدولية والسياسات المرتبطة بها.
- عضو الجمعية الأمريكية لتطوير الدراسات السلافية.
- عضو مجلس العلاقات الخارجية الأمريكى.
- متزوج من الأمريكية لاورا هولمجرين، وله منها ثلاثة أبناء.



#محمد_عبد_الخالق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مرسيل خليفة: اذهب عميقاً فى دمى
- الشيخ إمام فى ذكرى رحيله العاشرة


المزيد.....




- هل يعارض ماسك الدستور بسبب حملة ميزانية الحكومة التي يقودها ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وأخرى تستهدف للمرة الأولى-..-حزب ...
- حافلة تسقط من ارتفاع 12 مترا في حادث مروع ومميت في فلاديفو ...
- بوتين يتوعد.. سنضرب داعمي أوكرانيا بالسلاح
- الكشف عن التاكسي الطائر الكهربائي في معرض أبوظبي للطيران
- مسيرات روسية اختبارية تدمر مركبات مدرعة أوكرانية في اتجاه كو ...
- مات غيتز يتخلى عن ترشحه لمنصب وزير العدل في إدارة ترامب المق ...
- أوكامبو: على العرب الضغط على واشنطن لعدم تعطيل عمل الجنائية ...
- حاكم تكساس يوجه وكالات الولاية لسحب الاستثمارات من الصين
- تونس.. عبير موسي تواجه تهما تصل عقوبتها للإعدام


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - محمد عبد الخالق - فوكوياما ... وماذا بعد النهاية؟