|
الشباب و التغيير بالمغرب
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 1282 - 2005 / 8 / 10 - 08:00
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
مر المغرب بمراحل حاسمة في تاريخها منذ بدايات خمسينات القرن الماضي و حتى الآن.. و تراوحت مواقفه و موقعه و وضعه صعودا و هبوطا بدرجة قربه أو بعده عن شبابه... هؤلاء الشباب الذين هم وقود نهضته و قاعدة انطلاقتها... فكانت مشاركتهم و إشراكهم سببا جوهريا من أسباب رفعته و انتصاراته و خروجه من عنق الزجاجة كما كان البعد عنهم و التنكر لدورهم سبب جوهري في انتكاساته و هزائمه و و تفويت المواعد التاريخية الحاسمة…
و كانت أولى مراحل المغرب الحاسمة بعد مخاض طويل و انبعاث للوطنية المغربية.. بدايات منتصف خمسينات القرن الماضي مع تطور المقاومة و انطلاقة جيش التحرير مع حلم تأسيس الدولة المغربية الحديثة كقطب فاعل في محيطها و تضع للحرية السياسية المغربية قواعدها و ميراثها.. و ما نتج عنه من أحلام و طموحات طبيعة الانطلاقة في كافة ميادين الحياة المغربية فكرا و أدبا و علما و إبداعا و سياسة و اقتصاد و حضارة…
و كانت فترة المقاومة و جيش التحرير و فترة ستينات القرن الماضي مازالت آثارها فاعلة في تاريخنا المعاصر و أحداثه… و لاسيما اخفاءات هذه المرحلة... خصوصا اخفاءات العدل الاجتماعي الذي ظل مطلبا شعبيا و مايزال... و عندما احتكرت السلطة شخصيات و نخب بعض الأحزاب دون سواها و تعمق الفصل عن الجماهير و وهج حركتها المتمثل في شبابها.. الذي بات يبحث عن أهدافه بعيدا عن الأحزاب المفبركة القائمة ليشكل طلائع فكر المرحلة الجديد في تنظيمات رأت النورفي نهاية ستينات القرن الماضي و بحركات طالبة للتغير من خارج الأطر الحزبية القائمة و العاملة على الساحة… و في و غفلة الأحزاب عن المطالب الحوية للشعب لاسيما العدل الاجتماعي..و الذي في غيابه تدور أوسع فئات ساكنة المغرب بين أنياب الفقر و الجهل و المرض... و ظ لالعدل الاجتماعي غائبا رغم كثرة البرامج و المخططات و كثرة الحديث عن المشاريع الكبرى و بناء السدود و استصلاح الأراضي...ظلت أوسع الجماهير تنتظر التغيير لتحقيق و لو جزء يسير مما كان يحلم به جيل المقاومة و جيش التحرير لكن انتظارهم استمر و لازال.
و طال هذا الانتظار مع تناسل الاخفاقات و تعمق الوضع عندما غابت قيم الحرية السياسية و مبادئها عن فكر القائمين عن الأمولر بالبلاد... فكان أن تراكمت الأخطاء و استفحل الفساد دون رقيب أو حسيب وتكاثرت و تناسلت الانتهاكات الجسيمة و التجاوزات وصلت إلى حد الجريمة و التي انتهت إلى الكشف المدوي في تشعينات القرن الماضي...
في تلك المراحل العصيبة كان الدور الطليعي لشباب المغرب و كانت انتفاضته التي لم تنقطع منذ بداية ستينات القرن الماضي هي الرد على السياسات المعتمدة و خطاياها.. و كانت أول مطالبهم الحرية السياسية و كافة الحريات الأساسية للإنسان المغربي و الحفاظ على حقوقه الإنسانية و احترامها...
و لكن القائمون على الأمور ر تجاهلوا كل مطالب شباب المغرب و التفوا عليها.. و أغرقوا المغرب و شبابها في حالة من التيه... لقد تم إغراق المغرب و شعبه بكل شرائحه في مشكلاته و ديونه... و جعل مقدراتها السياسية و الاقتصادية و الإعلامية و الثقافية حكرا بيد أقلية محاطة من بطفيليين .. إلى جانب هؤلاء الذين روجوا لهبوط الفكر و أهدروا دور العقل.. كانت كل هذه أسباب فشل شباب المغرب في تحقيق أهدافه كنتاج حركته المستمرة من أجل التغيير و من ثم تراجع دور شباب المغرب و حركته من اجل التغيير منذ نهاية سبعينات القرن الماضي و حتى الآن…
باعتبار أن كل عقد بالمغرب يمثل جيلا، إن فشل جيل الاستفلال وجيل الستيناب و السبعينات في تحقيق التغيير المطلوب و الوصول إلى تصحيح المسار ... و علاج الأخطاء... هو ما أدى إلى ما نحن فيه الآن من ترهل و من انهيار و تراجع في كل مجالات الحياة.. و هذا ما يساهم في خلق اليأس وسط أوسع فئات الشباب المغربي .
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
المخزن و البادية بالمغرب
-
واشباباه
-
لماذاهذه الاشكالية؟
-
الدعم المغربي للقضية الفلسطينية
-
بعض مشكلات الشباب المغربي
-
شركة التبغ تصر على الاستمرار في استبلاد المغاربة
-
العاطلون في نفق مظلم
-
عدة ممتهني مهنة المتاعب
-
مقررات حـزب الطـليعـة الديمـقراطي الاشـتراكـي
-
محاربة الفقر ... لكن أي محاربة؟؟؟؟
-
ضحايا - النجاة- يناضلون من أجل النجاة من الضياع
-
أين نخبنا؟؟؟
-
الصحافة الالكترونية كائنة إما غير كائنة بالمغرب
-
سكان حلالة يفسدون المخطط الاستعماري
-
جريمة اغتيال الفضاء والتلاعب بتدبير المجال بمدينة القنيطرة
-
جامعة ابن طفيل ومحيطها علاقة أم انفصام؟
-
خلفيات الميزانية
-
حدث للذكرى
-
الشباب والممارسة الديمقراطية بالعالم القروي
-
مأساة مطرودي و مطرودات شركة لامونيكاسك المغرب محنة القرن
المزيد.....
-
قبّل السيسي رأسه في حفل المولد النبوي.. من هو الدكتور أحمد ع
...
-
مجندات إسرائيليات على حدود مصر بقيادة جنرال أمريكي
-
الكابينيت يضع -إعادة سكان الشمال- ضمن الأهداف الرسمية وهوكشت
...
-
-النظام البدائي للرسائل المشفرة يُبقي السنوار على قيد الحياة
...
-
الحكومة البرازيلية تطلب المساعدة الدولية لمكافحة الحرائق في
...
-
أسباب نزف اللثة
-
دب روسي يعانق مؤثرة سعودية شهيرة في إحدى غابات موسكو (فيديو)
...
-
-سقطت بالتقادم والجاني اعترف-.. جريمة قتل الوسيط الدولي برنا
...
-
جهاز الخدمة السرية الأمريكي يقول إن المشتبه به في محاولة اغت
...
-
أميركا تعتقل روسيًا بتهمة تهريب تقنيات مسيّرات
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|