أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مازن كم الماز - العنصرية المعادية للسوريين , و العنصرية المضادة , و موت الأوهام














المزيد.....

العنصرية المعادية للسوريين , و العنصرية المضادة , و موت الأوهام


مازن كم الماز

الحوار المتمدن-العدد: 4542 - 2014 / 8 / 13 - 01:35
المحور: الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة
    


أصبح السوريون اليوم , خاصة في أماكن لجوئهم , الهدف الأسهل لعنصرية البلاد التي استضافتهم , و أيضا لألاعيب الساسة و توهيمات المثقفين , بمن فيهم السوريين أنفسهم .. كحال الفلسطينيين على مدى عشرات السنين , توفر آلامهم و دماءهم مادة خصبة للخيال , للتحريض , و للتلاعب بمشاعر الناس , سواء معهم أو ضدهم .. لقد أنتج المخيال المعادي للسوريين , الرسمي و السائد , السياسي و الثقافي , في بلدان اللجوء , كما هائلا من الأوهام و الأساطير عنهم , و صنفهم في نماذج تقوم على التعميم و التبسيط تنسب إليهم أنماط سلوك متخلفة أو إجرامية متأصلة الخ .. و النتيجة المنطقية لهذا التنميط هو تبرير المجزرة التي يتعرض لها بسطاءهم على يد النظام .. و في مواجهة هذه العنصرية ظهرت عنصرية مضادة , أنتجت هي الأخرى أوهامها و أساطيرها عن السوريين , كحالة فوق إنسانية الخ , خاصة عند مقارنتهم "بالشعوب" التي استضافتهم , تستخدم نفس التنميطات و الأفكار المسبقة المهينة لهم بعد أن توجهها ضد "الآخر" .. بعد فترة انقطاع تخللها نقد قاس , عادت مفردات ثقافة البعث للتداول و بنفس الحماسة الممانعجية , لكن من قبل "منظري" الثورة هذه المرة , و عاد السوري من جديد إلى مكانته التي حددتها له ثقافة البعث التي دبت فيها الحياة من جديد : مجرد لا شيء أمام الحضور الطاغي للوطن أو الطائفة أو الأمة أو القضية الخ .. كان فعل الثورة الذي قام به السوريون أجرأ خطوة ممكنة نحو تحطيم أوهام الثقافة السلطوية السائدة , و خاصة تهميشها للأفراد و تشييئهم ( تحويلهم إلى أشياء ) كتبرير لواقع استعبادهم .. لقد فرضت الحرب الدائرة اليوم في سوريا , و نتائجها الكارثية , خاصة نزوح ملايين السوريين عن ديارهم , و شهوة السلطة عند النخب , فرضت منطقها المعاكس .. تقوم ثقافة الحرب , خاصة الحروب الأهلية , على تنميط الخصم بهدف نزع إنسانيته .. و تخلق ثقافة الحرب الأهلية أوهامها و أساطيرها عن "الأنا" و "الآخر" , و رغم منطقية وجود رد فعل على أي فعل , فالمشكلة في الأوهام الجديدة , كما القديمة , ليس فقط في كونها مجرد أوهام أو تزييف للواقع .. ليس للأوهام و الأساطير من هذا النوع , أو أي نوع , أية سمة تحررية , مهما حاولت : الأوهام أيا كانت ليست في النهاية إلا سلاحا لخداع الجماهير , أو وسيلة دفاعية تقوم على خداع النفس .. عندما يرددها "الطيبون" لن تكون تلك الأوهام أكثر من خداع للنفس بحثا عن عزاء ما , و عندما يرددها المهووسون بالسلطة , فإنهم يريدون خداع الآخرين .. على الصعيد النفسي المرضي , من المعروف أن جنون العظمة يترافق دوما مع جنون الاضطهاد .. ليس هذا فقط , بل إن الآلية أو الميكانيزم الأهم لهذه العملية النفسية العقلية المعقدة هي إلغاء أنا الفرد : لا تقوم فكرة "تفوق" مجموعة ما على سواها على احتقار الآخر فقط , بل أساسا على احتقار أنا الفرد و إلغائها , الأنا الخاصة بكل أفراد الجماعة , و تحويل كل فرد من أفرادها إلى رقم , مجرد صورة مكررة عن نموذج محدد سلفا , أي باختصار إلى شيء , أو في الواقع , إلى لا شيء .. كل فرد من هذه المجموعة إذا أخذ بمفرده ليس إلا صفرا كبيرا , لا شيء , كحال أو كحكم كل من يوجد خارجها .. و يستمد كل فرد "أهميته" فقط من استسلامه الكامل للجماعة , للصورة النمطية التي تلقنه إياها عن "هويتها" و عن "الآخر" , و استسلامه الكامل لهرميتها , و كلما اقترب سلوكه و تفكيره من مستوى سلوك و تفكير الروبوت أو الببغاء كلما زاد تقمصه لفكرة تفوق جماعته على من سواها .. دون أن يفقد فرديته و يصبح مجرد رقم من أعداد لا حصر لها عن نموذج واحد يفترض تكراره بكل غباء , لن يمكنه أو يحق له أن يتقمص ذلك الشعور باحتقار و امتهان الآخرين .. باختصار , لم يتغير شيء : الوهم أو الوعي الزائف لن ينتج إلا تحررا زائفا , و ما زال تحطيم الأوهام شرط لا بد منه ليحرر الإنسان نفسه



#مازن_كم_الماز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رسالة إلى الرفاق الأناركيين الكرد
- زوال أوهامي عن روسيا , لإيما غولدمان
- عن المجموعة الأناركية كرايم ثينك crimethinc
- الدين , و الثورة .. بين التاريخ و الحاضر
- الأناركية النقابية عن الإضراب العام
- ماكس شتيرنر : الأناركي الذي يحب كل إيديولوجي أن يكرهه للأنار ...
- الشيوعي المجالسي الألماني باول ماتيك يستعرض كتاب الثورة المغ ...
- مبادئ النقابية الثورية * - من دستور الممية الأناركية النقابي ...
- أهداف الأممية الأناركية النقابية جمعية العمال العالمية
- عن مجالس العمال مقابلة مع الشيوعي المجالسي ( 1 ) الألماني با ...
- مأزق الثورة السورية , و الثورات العربية
- استراتيجية قوى المقاومة و تكتيكاتها
- كلمتين و بس
- عن هزيمة قوات المالكي أمام داعش
- حسن جزرة : المجرم و الثورة
- هزيمة الثورة , متعة الثورة
- عمر عزيز و نهاية المثقف
- كم أتمنى لو أني كنت مخطئا و أنكم على حق
- السياسات النخبوية في مواجهة السياسة من أسفل
- بين العبث و الثورة , تأملات ثورية بعد قراءة دانييل خارمز


المزيد.....




- فوضى في كوريا الجنوبية بعد فرض الأحكام العرفية.. ومراسل CNN ...
- فرض الأحكام العرفية في كوريا الجنوبية.. من هو يون سوك يول صا ...
- لقطات مثيرة لاطلاق صاروخ -أونيكس- من ساحل البحر الأبيض المتو ...
- المينا الهندي: الطائر الرومنسي الشرير، يهدد الجزائر ولبنان و ...
- الشرطة تشتبك مع المحتجين عقب الإعلان عن فرض الأحكام العرفية ...
- أمريكا تدعم بحثا يكشف عن ترحيل روسيا للأطفال الأوكرانيين قسر ...
- -هي الدنيا سايبة-؟.. مسلسل تلفزيوني يتناول قصة نيرة أشرف الت ...
- رئيس كوريا الجنوبية يفرض الأحكام العرفية: -سأقضي على القوى ا ...
- يوتيوبر عربي ينهي حياته -شنقا- في الأردن 
- نائب أمين عام الجامعة العربية يلتقي بمسؤولين رفيعي المستوى ف ...


المزيد.....

- العلاقة البنيوية بين الرأسمالية والهجرة الدولية / هاشم نعمة
- من -المؤامرة اليهودية- إلى -المؤامرة الصهيونية / مرزوق الحلالي
- الحملة العنصرية ضد الأفارقة جنوب الصحراويين في تونس:خلفياتها ... / علي الجلولي
- السكان والسياسات الطبقية نظرية الهيمنة لغرامشي.. اقتراب من ق ... / رشيد غويلب
- المخاطر الجدية لقطعان اليمين المتطرف والنازية الجديدة في أور ... / كاظم حبيب
- الهجرة والثقافة والهوية: حالة مصر / أيمن زهري
- المرأة المسلمة في بلاد اللجوء؛ بين ثقافتي الشرق والغرب؟ / هوازن خداج
- حتما ستشرق الشمس / عيد الماجد
- تقدير أعداد المصريين في الخارج في تعداد 2017 / الجمعية المصرية لدراسات الهجرة
- كارل ماركس: حول الهجرة / ديفد إل. ويلسون


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الهجرة , العنصرية , حقوق اللاجئين ,و الجاليات المهاجرة - مازن كم الماز - العنصرية المعادية للسوريين , و العنصرية المضادة , و موت الأوهام