أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - نعم للتضامن لا للوم والعتاب !!














المزيد.....

نعم للتضامن لا للوم والعتاب !!


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 13:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


نعم للتضامن لا للوم والعتاب !!
لا يختلف اثنان على أن رائحة الدم وأجواء الإرهاب والتقتيل ، هي أفعال مرفوضة جملة وتفصيلا ، وتحرض على التضامن مع كل المظلومين والمضطهدة ، دون أدنى تحفظ أو استثناء أو تمييز تفاضلي ، أيا كان الجلاد وأيا كانت الضحية ، وأيا كانت جنسياتهم ودياناتهم .. ولا يشكك عاقل في أن القضية الفلسطينية قضية إنسانية لا يتنكر لها أي إنسان سوي ، وأن ما ارتكبته إسرائيل ولازالت ، من عنف همجي ، وتقتيل بشع ، وعقاب جماعي في حق أطفال ونساء غزة ، لجريمة نكراء ، وفعل لاإنساني بشع ، يدفع بكل ذي قلب رحيم ، وشعور رقيق ، وحس مرهف ، من العرب والمسلمين إلى التفاعل معهم ، والتألم لحالهم ، والتحسر على مصيرهم ، يشعر بالأسى والحزن نحوهم ، ويحرض على التعاطف الوجداني الإنساني والاجتماعي معهم بكل الطرق ومختلف الوسائل المساندة لقضيتهم ، من وقفات احتجاج ، وشعارات الشجب وبيانات الندب ، وخطب التحميس ، وقصائد التشجيع ، والمقالات السياسية ، التصريحات الإعلامية، والمقابلات الصحفية ، والتغريدات "تويترية" ، والتعليقات "الفيسبوكية" ،
فكم هو جميل ومشرف ما تصدح حناجر المحتجين ، معبرة عن تضامنها بالكلمة الطيبة والتي هي وإن كانت ضرورية لما التي تحمله في ثناياها من مفعول السحر والترياق الشافي لكل مجروح أو متألم أو مقهور، وتمتلكه من قدرات فضح العدوان الصهيوني على الأراضي الفلسطينية وما يشهده مواطنوها بكل شرائحهم ، نساء وأطفالا وعجزة ، من أفظع الجرائم والمصائب والكوارث والمحن التي يشيب لهولها الولدان، إلا أنها غير كافية ، وتبقى في مجملها مهرجانات لا تتخطى عتبات الندب والشجب والاحتجاج المحتشم ، لما ينقصها من الفعل المادي الجريء الملموسة والمحسوسة الذي يُمكّن من صد العدوان ، ووقف الحروب ، ولا يخرج الكثير منها –مع الأسف-عن دائرة الذاتية والنزوية والارتزاقية ، ولا يبعد عن أساليب المزايدات السياسية المجانية ، ومناورات المتاجرة بالقضايا الإنسانية ، ومحاولات الركوب على القوميات المتجاوزة المغلفة بالألوية الدينية ، التي لا تُفعّل سلما ولا تؤسس سلاما ، التي ولا تخدم القضية الفلسطينية على أرض واقع ، بقدر ما تخدم إيديولوجيات معينة ، لا تشتم منها تضامنا ، وإنما تفوح بروائح الاستفزاز والتخوين ورمي الغير -أفرادا وبلدانا وحكومات- بالعمالة والفتنة والصهينة ، كما هو بادٍ للقاصي قبل الداني ، في ما يكتبه ، بالمناسبة ، بعض ايتام العروبية البائدة ، من مقالات مستفزة لمشاعر شرائح واسعة من الأمة الإسلامية والعديد من دولها العظيمة ، ولافتقارها للتعقل والرصانة ، فيما تكيله لها من لوم وشتيمة وتحقير وصهينة وتخوين ، وتحميلها –بدون دليل أو برهان- تداعيات وأسباب ما وصلت إليه أوضاع الشعب الفلسطيني ، وتردي أحواله وانحدارها وتخلفها ، ومما يزيد الكرب والبلاء حدة ، أن كثيرا من ذلك اللوم والعتاب غير العقلاني ، ينتحل صفة الإسلام ، وهو انتحال يرفع معدلات استغلال هذه الأوضاع الكئيبة في التنفير من القضية.. وكل ذلك في محاولات يائسة ممن يعرف ومن لا يعرف ، اصطناع المبررات والأعذار البائسة التي يعلقون عليها عجزهم وقصورهم وضعفهم وإتكاليتهم ، وجهلهم ، وتخلُّفهم ، وتبعيتهم في التعامل مع القضية الفلسطينية الإنسانية ، والذي ينفر منها حتى المؤمنين بها الصادقين في دفاعهم عنها.
ـ فالقضية الفلسطينية ليست في حاجة إلى التغني بأمجاد الماضي والتحسر عليها ، كما أنها ليست في حجة للوم وشتم وتحقير وتصغير البعض وتخوينه – الأماويغ والمصرين على سبيل المثال لا الحصر- أو الإعجاب والانبهار بالبعض الآخر –الإخوان وتركيا وقطر- بل هي في حاجة ماسة الى المواقف العملية ، التي تخرج عن كل الأشكال والسياقات القديمة .
فالقدس تضيع ، وأنتم تسيرون على نفس النمط والوتيرة والنهج القيدم المبالغ في الصراخ والهتاف والجعجعات المألوفة .
أنها بكل صراحة لا تريد منكم نواحا ولا عويل ولا لطما للخدود وشق للجيوب ، ولكنها تحاج في حاجة لتضامن ودعم بنكهة مادية .
إنها بحاجة ، لتبرعاتكم المادية ، ومن اجل إقامة مشاريع إسكان في غزة ، تحمي الأرض من خطر المصادرة ، ومن اجل بناء مدارس تحمي ذاكرة الطلبة ووعيهم من خطر التشويه والاحتلال ، لأن احتلال الوعي أخطر من احتلال الأرض .. فكفوا بالله عليك عن لوم غيركم –الذي ربما هو خير منكم للقضية - وارحموا القضية الفلسطينية ، وارحمونا ، فقد سئمنا اللوم في حياتنا ، وسئمنا تنصلكم من ثقافتنا وانسلاخكم من جلدنا واكتساءكم بما لا يمت لكم بأصلٍ ولا بعِرق ولا بثقافة ولا عُرف ولا خُلق .. ونعم للذهن النقدي النشيط ،ولا للوم الذي يصبح عادة لها متخصصون ‏..
وأختم كلامي هذا بالبيت الشهير للشاعر أبي نواس:
دع عنـك لومـي فـإن الـلـوم إغــراءُ
وداونـــي بـالـتـي كــانــت هــــي الــــداءُ
حميد طولست [email protected]



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ظاهرة التلصص على الآخرين !!
- لكل جهنمه ! (5)
- مراسيم تشييع جثمان -بونوارة-
- قد جاء دورك يا -بونوارة- فمت قرير العين بما ينتظرك عند ربك!!
- بدعة التسابيح وموضة التسبيح
- ألا في مثل هذا فليتنافس المتنافسون .
- لماذا تأهلت لنهائيات كأس العالم الدول التي ترأسها النساء فقط ...
- هل بعث الله لمصر من يصلح لها أمر دينها ودنياها
- سلامة الإنسان في سلامة بيئته .
- وبضدها تتميز الأشياء !!
- الصبر والدعاء لا يكفيان لمجابهة المصائب يا نساء !
- على هامش إحتفالية توزيع الجوائز بمنتزه -جنان السبيل- التاريخ ...
- هل هي مؤا مرة على المرأة ، أم على الإسلام ؟
- المنتدى المغربي للمبادرات البيئية بفاس ينظم حفلا بيئيا بجنان ...
- هل هي عنصرية صرفة أم هي مجرد ذوق عام ، أو ثقافة اجتماعيّة تق ...
- برتوكولات المواكب الحكومية
- تهنئة مصر بانتصارها
- إعدادية بنكيران ماض ٍعريق وحاضر كئيب !
- الجدودية ثرية بالمعاني.
- المراة عندهم ، والمرأة عندنا !!


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - نعم للتضامن لا للوم والعتاب !!