علاء اللامي
الحوار المتمدن-العدد: 4540 - 2014 / 8 / 11 - 12:33
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
خطاب منتصف الليل الذي ألقاه المالكي رغم دراماتيكيته وأجواء التحشيد الأمني الكثيف و المسرحي الذي سبقه ورافقه لا تخفي عدة دلالات منها:
- المالكي تصرف حتى الآن وفق دستور العملية السياسية الطائفية وهو دستور ملغوم واكتفى بتقديم شكوى للمحكمة الاتحادية ضد رئيس الجمهورية فؤاد معصوم بتهمة خرق الدستور وهي تهمة حقيقية من الناحية الشكلية ودعوة مجلس النواب الى مساءلة الرئيس حول هذا الخرق.
-بعض حلفاء المالكي في التحالف الوطني "الشيعي" وتحديدا الصدر والحكيم والجعفري وتابعهم الجلبي نجحوا في منع معصوم من تكليف المالكي ولكنهم فشلوا في تقديم بديل له، ولن يكون سهلا عليهم القيام بأكثر من هذا في الوقت الحاضر دون أن تأتيهم نجدة سياسية وقوية من تحالفي النجيفي وبارزاني قد تثمر عن كتلة كبيرة تكسر أكثرية دولة القانون الهشةو إذا اعتمد الثلاثي الشيعي هذا الخيار فهم سيخسرون مستقبلا حاضنتهم الشيعية .
- يمكن لنا أن نتوقع أن المحكمة الاتحادية ستحكم لصالح المالكي بيسر وسهولة، ولكن ذلك لن يشكل انتصارا نهائيا له وحتى إذا أجبِر معصوم على الاستقالة واستبدل بغيره وكلف البديلُ المالكيَّ فإن خسارة المالكي للثقة في التصويت داخل مجلس النواب ستكون ممكنةوقد يأتي هذا السيناريو ببصيص أمل فيجبر المالكي وائتلافه على التراجع والنكوص فإن تحرك سيكون للآخرين شأن آخر معه.
-هناك سيناريوهات أخرى محتملة، وبعضها خطير، قد ينتج عنه اقتتال شيعي شيعي أو تفكك الكيان العراقي أكثر مما هو مفكك حاليا، كما يمكن أن نتوقع نكسات عسكرية جديدة للقوات الحكومية في مواجهة داعش والبعث وانتقال القتال الى قلب بغداد كما يمكن ان نتوقع تدخلا مباشرا للدول الإقليمية وخاصة إيران وتركيا.
-كل هذه الثمار المرة هي نتيجة طبيعية ومتوقعة لكارثة العملية السياسية الطائفية التي شارك في إطلاقها وترسيخها الجميع ، نعم الجميع، والتي دخلت مرحلة التحلل والتفجر منذ بضعة أعوام ولكن الجميع، نعم الجميع، مع وضد المالكي، أغمضوا عيونهم وأغلقوا آذانهم وعقولهم إزائها ، وبقيت جيوبهم مفتوحة، ولا مندوحة من تكرار ما كررناه حتى السأم وهو أن الحل الوحيد للأزمة السياسية والمجتمعية والأمنية في البلاد هو في حل العملية السياسية الطائفية وإطلاق عملية سياسية وطنية : حلُّها في حلِّها ! فالوضع خطير والعراق يغرق والنخبة الحاكمة " والمعارضة" أصغر وأعجز وأفشل من أن تنقذه .. ولكن : لا حل إلا في حلها!
#علاء_اللامي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟