أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان ديبو - ماذا يحدث في كوردستان؟














المزيد.....

ماذا يحدث في كوردستان؟


جوان ديبو

الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 19:25
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    





في البداية ولكي لا اُتهم من قبل المزاودين والمريدين وماسحي الجوخ والمكولكچية باللهجة السورية، أود التنويه الى أني لا افقه شيئاً في الأمور العسكرية، حتى أني لست واثقاً من نفسي حيال مهمة فك وتركيب قطعة سلاح كبندقية كلاشنيكوف.
إلا أني اعتقد بان هذا لا يقف حائلاً دون خوضي والعشرات مثلي في التقاعس والتقهقر التدريجي الجزئي الملفت والمخزي للپيشمرگة، مبعث فخر واعتزاز الملايين من الكوردستانيين على مر التاريخ، امام فلول الغزاة الدواعش، ابتداءً من الانسحاب المهين والمعيب من شنگال وغيرها من المناطق الكوردستانية، وخذلان وترك عشرات الآلاف من الأخوة الكورد الإيزيديين والمسيحيين وغيرهم لمصيرهم المجهول، ووقوع الكثير منهم فريسة سهلة تحت براثن مجرمي وسفلة القرن الحادي والعشرين، وانتهاءً بالمقاومة المتراخية والناعمة ان صح التعبير التي يبديهاالپيشمرگة على عدة جبهات.
من الواضح ان الپيشمرگة وقيادتها اليوم ليسوا كالأمس. في الماضي لم يكن الفدائي الواحد من البشمركة يملك سوى بندقيته البدائية وكيس يحتوي على بعض الخبز اليابس وتبغ ولفائفه، ولكنه كان قوياً صنديداً نزيهاً بعقيدته وإيمانه بحقيقة كوردستان التي كانت تزوده بالطاقة والإبداع على جبهات الاشتباك مع الخصم، مهما تفوق عليه عدوه في امتلاك الأسلحة الحديثة. وكان يترك والديه وذويه وأسرته من اجل ان يحميهم ويبقيهم في شرف وعزة، محاولاً تأمين حياة أفضل لهم. اما الان وبعد تقاعد ورحيل ذلك الجيل الحديدي، والنعيم والاسترخاء الطويل الذي استمتع به الجيل الراهن، فيبدو انه ليس هناك محرك ودافع قوي يستحفزه للدفاع والاستبسال عن كوردستان، بعد ان بلغ الفساد منه مبلغه، فبات ينعت الهزيمة المشينة والانسحاب الفضائحي تكتيكاً ودهاءً على قاعدة عذر أقبح من الذنب، وتحويل الأقليات الدينية والمذهبية في كوردستان الى قرابين لاستدراج التدخل العسكري الدولي والأمريكي تحديداً. وبات ديدن معظم قادة الپيشمرگة والمسؤولين، جمع المال وامتلاك القصور والڤ-;-لل والاستمتاع بملذات الدنيا والاعتماد على الحلفاء في حالة مواجهة الاخطار، على شاكلة دول الخليج العربي او الفارسي، كما يحصل الان عند الاستنجاد بأمريكا في ضربها للدواعش، الذين لم يمض على اعلان خلافتهم المشؤومة سوى بضعة أسابيع، بصرف النظر عن القيل والقال واللغط الذي يثار حول ظهورهم السحري ووقوف معظم القوى الكونية والخفية ( فانتازيا ) وراءهم، كما يتوهم ويسوق البعض. على عكس الإقليم شبه المستقل منذ 1991 وما يزال البعض منا يردد التجربة الفتية!
لا نكف ليل نهار من ترداد مقولة ان أعداد عصابة داعش لا تتجاوز في أفضل الحالات بضع آلاف من الإنس وليس الجن في سوريا والعراق! وعندما نتساءل اذا كانوا كذلك بالفعل فلماذا صمدوا بل وهزموا الپشمرگة في عدة مواقع في كوردستان؟ ويأتينا الجواب على الشكل التالي: بسبب كميات السلاح الهائلة التي استولوا عليها من القوات العراقية اثناء هروبها المشين من الموصل وغيرها، والتي استهزءنا وتمسخرنا عليها عند فرارها من مواقعها دون إطلاق رصاصة واحدة، وجئنا بعدها وارتكبنا نفس الخطيئة والجريمة.
علما ان قسما كبيرا من ذلك السلاح قد تم تسليمه لفرع الدواعش في سوريا وتحديدا لمواجهة بقايا الجيش الحر الذي ما زال يقاتل العصابة الأسدية وعلى نطاق أوسع لمجابهة المقاتلين الكورد هناك والهجوم على المدن والبلدات الكوردية.
معنى هذا ان السلاح الذي استولوا عليه يضاهي سلاح جيش كامل، او ربما ألوف داعش هي مثل الترميناتور ( المبيد ) لا يموتوا، او اذا أصيبوا ترجع الخلايا تتآلف وتتحد من جديد ويرجع الداعشي يولد مرة اخرى وأقوى من الاول، او ربما قد تم استنساخ الدواعش ليتحول الداعشي الواحد الى مائة، وتم حفظ جيناتهم وخلاياهم الخبيثة النتنة ذات الرائحة الكريهة في الثلاجات لعدم تفسخها.
المواجهات المستمرة بين الپيشمرگة من جهة وعصابات داعش من جهة اخرى لا تشي بالخير، ليس من حيث النتائج ومحصلة المعارك التي لم تحسم بعد، وإنما من حيث الدلالات والانعكاسات. فهذه هي اول مواجهات حقيقية يخوضها الپيشمرگة بعد زهاء 25 سنة ، اذا استثنينا مشاركتهم النسبية في 2003 مع القوات الامريكية في الإطاحة بالنظام البعثي البائد، وبان وطاف على السطح أوجه الخلل والضعف والتفكك في البنى والمنظومة الدفاعية للإقليم، إن تواجدت أصلا بالمعنى الاصطلاحي الحديث ووفق المعايير الدولية الأحدث.
لا احد يقول ان الپيشمرگة لا يقاتلون، كما ان احداً لا يشك بولاءهم ووطنيتهم في الأعم الأغلب، إلا ان الأحداث والمواجهات العسكرية الاخيرة والتي ما زالت مستمرة حتى الآن، قد أسفرت عن إفراز وطرح العشرات بل المئات من الأسئلة الجديدة - القديمة ، وأتمنى ان لا تتقاعس او تلين او تموت الرغبة الجامحة من قبل ملايين السائلين في الإجابة عليها من قبل اصحاب العروش والكروش.
الانتصار الجزئي المحدود او الكلي الشامل في هذه المعركة سواء بنا او بالأصدقاء او بالاثنين معاً، يجب ان لا يثنينا عن الالتفات الى الأخطاء الجسام التي ارتكبت عن قصد وغير قصد في هذه المواجهات، والى سد الثغرات واستخلاص الدروس والعبر المستقاة منها، والى فتح الملفات الشائكة العالقة المزمنة المرمية والمنسية في ادراج مكاتب المسؤولين ( المكرشين ) اصحاب الاستثمارات والملايين.
من المهم ان تقول أمريكا وغيرها ان كوردستان خط احمر، إلا ان الأهم ان يقول شعب وحكومة كوردستان ذلك اولاً، وان يترجموا أقوالهم الى أفعال وحقائق على الارض.
أتمنى ان لا نتحول الى خليج ثانية في الاحتماء بالآخرين والاعتماد عليهم للبقاء احياءً في اول امتحان صعب.



#جوان_ديبو (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل وقع المحظور في المناطق الكوردية من سوريا؟
- الكورد في سوريا واقتناص الفرصة التاريخية
- عندما تتأبد الضحية دورها
- جنيف 2: عُقد ولم يُعقد
- أضواء على زيارة رئيس اقليم كوردستان ( العراق ) الى آمد ( ديا ...
- مواسم الهجرة الى الجنوب


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - جوان ديبو - ماذا يحدث في كوردستان؟