بيان الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية: لنقف سداً منيعا لحماية العراق والفيدرالية الكردستانية ضد عصابات الدولة الإسلامية

التجمع العربي لنصرة القضية الكردية

الحوار المتمدن-العدد: 4539 - 2014 / 8 / 10 - 11:51
المحور: المجتمع المدني
    

تعرض العراق منذ التاسع من حزيران 2014 إلى اجتياح عاصف نفذته عصابات الدولة الإسلامية في العراق والشام حققت فيه احتلال مدينة الموصل بعد أن انسحبت القوات العسكرية العراقية بشكل مذل ودون مقاومة أمام تلك القوى التكفيرية بقرار من قيادة القوات المسلحة العراقية ببغداد، تاركة لها أسلحتها وذخيرتها وعرباتها ودباباتها وكل ما في تلك المعسكرات من معدات أخرى، ولم يحاسب المسؤولين عن ذلك حتى الآن. وتعرض بعد ذلك مسيحيو الموصل إلى هجمة همجية شرسة أجبروا جميعاً على الهجرة إلى محافظتي دهوك وأربيل ناجين بأنفسهم وتاركين كل ما يملكون غنائم للمجرمين القتلة الذين قاموا بتدمير التراث الحضاري للمسيحيين وكل الشعب العراقي بالموصل، كما دمروا الكنائس وبقية دور العبادة لأتباع الديانات والمذاهب الأخرى.
ثم استطاعت هذه القوى العدوانية التوسع على الأرض ووصلت إلى مدن مثل زمار وسنجار التي أدّت إلى انسحاب قوات البيشمركة أمام همجية عصابات داعش، والذي أدى بدوره إلى هروب واسع النطاق وغير منظم لعشرات الألوف من الإيزيديين الكرد من سنجار صوب سلسلة جبال سنجار دون طعام أو ماء، مما أدى إلى موت مجموعة كبيرة من الأطفال والشيوخ والمرضى، إضافة إلى أن التكفيريين القتلة أسروا أكثر من 500 امرأة وقادوهن إلى الحدود العراقية السورية لبيعهن كرقيق في سوق النخاسة الإسلامي الجديد!! ثم قتلوا الكثير من الرجال، إضافة إلى أن حياة الكثير منهم معرضة للموت حالياً.
ومنذ أول أمس سيطرت عصابات داعش على سد الموصل بعد انسحاب قوات البيشمركة مما شكل تهديداً خطيراً للكثير من المدن العراقية وكذلك بغداد. إن عصابات الدولة الإسلامية تهدد منذ يوم أمس إقليم كردستان العراق بنوايا تدميرية خبيثة للفيدرالية والشعب الكردي وبقية القوميات الموجودة بالإقليم، مما حفز الشعب الكردي كله، وشبابه بشكل خاص، للتطوع وحمل السلاح ومقاومة عصابات الدولة اللقيطة. كما إن هدف هذه العصابات تدمير الدولة العراقية ووحدة شعبها وقومياتها المتآخية. وقد أكدت المعارك الأخيرة إلى أن قوات البيشمركة لم تتوفر لها الأسلحة المناسبة والضرورية لمواجهة قوات داعش المسلحة تسليحاً جيداً وحديثا، إضافة إلى الكميات الكبيرة التي غنمتها تلك العصابات من أسلحة القوات العراقية بالموصل. ولم يكن عديد القوات والأسلحة بين الطرفين متكافئة وفي غير صالح البيشمركة.
وأخيراً بادرت القوات الجوية الأمريكية، وبوقت متأخر حقاً وبعد أن فقد الكثير من المسيحيين والإيزيديين والشبك والتركمان وكذلك جمهرة من قوات البيشمركة الكردستانية حياتها أو جرحت في معارك غير متكافئة، ضربات جوية كثيرة ضد عصابات داعش وبشكل خاص في سهل الموصل وفي مناطق أخرى. ولكن هناك الكثير من العائلات الإيزيدية محاصرة في جبل سنجار وفي مناطق أخرى تحتاج إلى دعم سريع ومساعدة مباشرة لإنقاذها من أيدي قوى الإرهاب التكفيرية وتأمين الغذاء والماء للمعلقين في جبل سنجار.
إن الأزمة الطاحنة حول تشكيل الحكومة العراقية تزيد من صعوبة المواجهة الناجحة ضد قوات داعش في مختلف المناطق الموجودة فيها، حيث الصراع على السلطة ببغداد على أوجه، في وقت يموت الكثير من بنات وأبناء الشعب وتجتاح عصابات الغدر مساحات جديدة من أرض الوطن. لذلك ترى الأمانة العامة للتجمع العربي لنصرة القضية الكردية ضرورة العمل الجاد لحل الأزمة لصالح قيام حكومة وحدة وطنية، حكومة إنقاذ وطني عراقية، تسهم في تحقيق التعاون والتنسيق مع حكومة إقليم كردستان العراق وتحقق التنسيق بين القوات العراقية وقوات البيشمركة وتسهم في تحقيق وحدة الشعب العراقي في مواجهة الدولة التكفيرية التي ما تزال تهدد الإقليم والعراق كله.
لنعمل من أجل رفع مستوى التضامن بمختلف أشكاله مع الإيزيديين والمسيحيين والشبك والتركمان والمندائيين وكل الذين يواجهون إرهاب الدولة الإسلامية. لنساند القوات العراقية وقوات البيشمركة بكل السبل المتوفرة لمواجهة مظفرة ضد قوى الإرهاب والعدوان.
لتتعزز وحدة القوى الكردستانية والشعب الكردي في مواجهة إرهاب وعصابات الدولة الإسلامية. لتتعزز وحدة الشعب العراقي بكل قومياته وأتباع دياناته ومذاهبه في وجه عصابات الدولة الإسلامية والإرهاب والطائفية والفساد.
إننا على ثقة تامة بأن الشعب الكردي سينتصر في هذه المعركة، كما سينتصر الشعب العراقي كله على قوى الإرهاب والنظام المحاصصي الطائفي والطائفية السياسية وسياسات التهميش والإقصاء، وسيحتفظ بتعدده القومي والثقافي.
ولتكن هذه الأحداث الخطيرة التي يمر بها كل العراقيات والعراقيين، درساً وعبرة تدفعهم للتلاحم بكل مكوناتهم، لأن المخاطر الجاثمة على صدر الشعب لا تستثني أحداً منهم، وبتكاتف الجميع يستطيع العراق أن يطرد الغزاة ويتخلص من الطائفية السياسية ويتعافى وينهض من جديد.
الأمانة العامة
التجمع العربي لنصرة القضية الكردية
9/8/2014

#التجمع_العربي_لنصرة_القضية_الكردية (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات