أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - ما أروعكم ياأطفال وطني














المزيد.....


ما أروعكم ياأطفال وطني


سليم يونس الزريعي

الحوار المتمدن-العدد: 1281 - 2005 / 8 / 9 - 09:48
المحور: القضية الفلسطينية
    


في ظل نشوة النصر الذي حققته المؤسسة السياسية العسكرية الصهيونية بعد حرب حزيران ، اعتقد قادتها أن الحال قد استقر لهم ، وهزم العقل والتاريخ العربي والفلسطيني ، وكذا الذاكرة الفلسطينية ، ولن يبق من أحد يتذكر تفاصيل وطنه وحقه الثابت في الأرض الفلسطينية ، فقالوا يومها إن الكبار سيموتون أما الصغار فسينسون .

ولأن الذاكرة الفردية والجمعية هي من يحفظ الوطن تاريخاً وحضورا وينقله من جيل إلى جيل ، حتى تبقى تلك الذاكرة ممتدة في الزمان ، إلى أن يتحقق شرط النصر والعودة لكل فلسطيني إلى أرضه ، ويتم اقتلاع تلك الغزوة الصهيونية من الأرض الفلسطينية ، كان من الضروري أن يجري بناء هذه الذاكرة لأجيال الشتات بتفاصيل الوطن الفلسطيني ، كاملة غير منقوصة من رأس الناقورة حتى رفح ومن النهر إلى البحر .

ذلك أن الحق الثابت إذا لم نستطع أن ننتزعه في ظل شروط اللحظة المجافية ، فإن من أوجب الواجبات أن نحفظه في الذاكرة ثابتا قائما ، دون أن نفرط فيه أو نتنازل عنه ، فإذا لم نكن قادرين على نيله راهنا ، لأن ميزان القوة يميل لصالح العدو ، فإننا بالتأكيد نملك حرية التقرير في عدم التنازل عنه أو التفريط فيه مهما كانت الضغوط ومهما كان الواقع مجافيا لما نريد .

ولأننا نحتاج إلى أجيال تحفظ أبجدية الوطن بكل تفاصيله العربية الفلسطينية ، مهما كان الواقع ظالما وقاسيا ، كانت تلك المبادرة التي قامت بها ممثلية منظمة التحرير الفلسطينية في ليبيا بإقامة منتدى لأطفال فلسطين ما بين سن السادسة والخامسة عشرة ، تحت عنوان " من أجل ذاكرة تحفظ تفاصيل الوطن حية " .

ولعل المفاجأة السارة التي فاقت حدود توقع القائمين على هذا المنتدى هو في هذا الكم الكبير من ألأطفال الذين التحقوا بهذا المنتدى ، الذي يحاول الاجتهاد في بناء ذاكرة فردية وجمعية لتلك الأجيال في الشتات ، ومن ثم العمل على تأكيد قيمة واحدة ، هو أن فلسطين هي الأعلى والأغلى والأهم وأن الجميع في خدمة هذا الهدف العظيم .

وفي الوقت ذاته إرساء قيم الديمقراطية والمساواة وقبول الرأي الآخر ، في إطار الجسم الوطني الواحد ، بعيدا عن التقسيم الحزبي أو المناطقي
... ووفق هذا النسق من الرؤية كان هذا الملتقى الأول .. الذي احتضن أمل المستقبل وصنّاعه من فتيات وفتيان .

وبهذا الأمل ومعه يبدأ يوم الملتقى ... بالنشيد الوطني يحفظونه مبنى ومعني ، مع رائعة إبراهيم طوقان الخالدة " موطني " ، ليتوزع بعد ذلك حملة راية فلسطين الغد على حلقات الأنشطة المختلفة ، ما بين المسرح .. والموسيقى والفن الشعبي ... والفن التشكيلي ... والصحافة الحائطية ... وتاريخ وجغرافية فلسطين ..

وما بين النغمة وصوت قدم " اللوّيح " .. ولمسة الريشة ترسم علم وخارطة فلسطين .. والمشهد المسرحي ... والأفكار الواعدة في القصة والشعر والصحافة ، يولد الأمل ويبرعم .. يتهجى فلسطين...يحفظها ... يغرسها في كل خلية من خلاياه ، إيمانا بالوطن وأهله على امتداد مساحته وتاريخه .. لتبقى الذاكرة حية تحفظ الوطن وتحمله معها نشيدا دائما حتى يتحقق الوعد بالتحرير والعودة .

وتمضي أيام الملتقى .. ويزداد العدد في كل يوم .. فما أروعكم ياأطفال وطني وأنتم تجتهدون في أن تحفظوا وطنكم ، وكم نحتاج إلى أن تعم هذه الفكرة أماكن أخرى ترعى أمل الغد نساءه ورجاله ، ليكبر العدد بعيدا عن التقسيم الحزبي المقيت . . ولنعلم أبناءنا أن فلسطين لكل أهلها وبكل أهلها وهي الهدف الأسمى والأرقى والأعظم ...

وبعد
.. نعم يموت الكبار لكن الصغار لا ينسون بل تبقى ذاكرة الأجيال حية تنقل الوطن من جيل إلى جيل ، حقا ثابتا خالدا حتى تعود فلسطين إلى أهلها ويعود الفلسطينيون إلى فلسطين كل فلسطين .



#سليم_يونس_الزريعي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خطاب الجماعات الإسلامية : بين الواقع والمتخيل
- الانكفاء من غزة : والفرح المؤجل ..
- القوى الديمقراطية : ودور يبحث عمن يقوم به
- حماس : والكلمة الأعلى
- قضايا الحل النهائي : والسير معصوبي الأعين
- حذار: من النفخ في شرارة الفتنة
- حق العودة : وتصويب المفاهيم
- فتح ـ حماس : وفخ ثنائية الاستقطاب
- شجرة الفساد : من التقليم إلى الاجتثثاث
- الكيان الصهيوني ـ موريتانيا : مَنّ يستخدم مَنّ ؟
- ديمقراطية بوش : بئس المثل
- يانواب التشريعي : الزمن دوَّار
- سوريا : وسد الذرائع
- النظام الرسمي العربي : طريق التهافت
- المقدس بوش : ومربط الفرس
- حزب فرنسا : يلبس عباءة الحريري
- عباس : حدود المناورة
- الانتخابات : وقبائل اليسار
- اللاجئون : بين عباس وشالوم ومفهوم الوطن .
- !!!الوطن:وشرط الحزب القبيلة


المزيد.....




- بيان من مجلس سوريا الديمقراطية بعد الإعلان الدستوري
- لأول مرة.. السعودية تتفوق على مصر وإسرائيل في المقاتلات العس ...
- اجتماع بين إيران وروسيا والصين في بكين لمناقشة البرنامج النو ...
- بي بي سي تدخل قاعدة حميميم في سوريا التي تؤوي عائلات علوية ...
- متى يعتبر نقص الحديد في الجسم مشكلة؟ وما أفضل طرق العلاج؟
- الصين وروسيا تدعمان إيران مع ضغط ترامب لإجراء محادثات نووية ...
- البرتغال تشكك في شرائها مقاتلات -إف-35- خشية من موقف ترامب
- اكتشاف ينهي جدلا علميا واسعا حول المومياء المصرية -الحامل-
- أوربان يعارض القرض المشترك للاتحاد الأوروبي لدعم أوكرانيا وي ...
- لوكاشينكو: منظومة صواريخ -أوريشنيك- الروسية ستدخل في الخدمة ...


المزيد.....

- اعمار قطاع غزة بعد 465 يوم من التدمير الصهيوني / غازي الصوراني
- دراسة تاريخية لكافة التطورات الفكرية والسياسية للجبهة منذ تأ ... / غازي الصوراني
- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سليم يونس الزريعي - ما أروعكم ياأطفال وطني