أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد غنيم - على هامش الأسئلة : ( تساؤلات حول آية طاعة ولاة الأمر )















المزيد.....

على هامش الأسئلة : ( تساؤلات حول آية طاعة ولاة الأمر )


محمد غنيم

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 20:29
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


1- لو ذهبنا لمعنى كلمة أولى الأمر المذكورة فى قولة " يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُوْلِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ..."(1) لوجدنا أن المفسرين والفقهاء قد حصروا المعنى فى كلمتى العلماء والأمراء، وباقى المعانى فإنها تدور فى فلك هاتين الكلمتين، فمثلا قالو بأن المعنى هنا : السلاطين الأمراء القضاة العلماء أهل الفقه أهل القرءان أهل العقل والرأى، ومنهم من قال بأن المقصود بها هنا هم أصحاب محمد . وبين هاتين الكلمتين نطرح سؤالا مالمقصود بالطاعة وهل هى طاعة دين أم طاعة دنيا ؟ من ظن أن المقصود بأولى الأمر هنا العلماء؛ فقد تبادر إلى ذهنه أن الطاعة هنا هى طاعة دين. ومن فهم من أولى الامر، أنها تعنى السلاطين والأمراء، فقد قال بأن الطاعة هنا طاعة دنيا . والناظر فى الاية جيدا يجد أن كلمة "وأطيعوا " ذكرت مرتين الأولى قبل لفظة الجلالة "الله " والثانية قبل لفظة الرسول، وأما أولى الأمر فلم تأتى كلمة "أطيعوا " قبلها، ويفسر العلماء هذا بأن طاعة أولى الأمر –علماء أم أمراء- غير لازمة مادامت الطاعة فى معصية الله، أما إذا كانت الطاعة فى طاعة الله ورسوله فواجبة الإتباع . نعود لنسأل سؤالنا بطريقة أخرى وهو ما المقصود بأولى الأمر هنا العلماء أم الأمراء أم كليهما ؟
لما نزلت هذه الآية قيل أنها نزلت فى عبدالله بن جذامة بن قيس بن عدى، حيث أرسله النبى فى سرية ما . وهنا قد يفهم البعض أن المقصود هنا الأمراء ولكن الجزء الأخر من الآية يقول " فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ"(2) فالتنازع أمر قائم والرد هنا إلى الله والرسول، وإذا نظرنا إلى آية اخرى فى نفس السورة –النساء- " وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الْأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ ۖ-;---;-----;--- وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَىٰ-;---;-----;--- أُولِي الْأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ "(3) لوجدنا أن الأمر هنا بالرد يكون إلى النبى –أى فى حالة حياته أو مماته فسنته الصحيحة باقية- وإلى أولى الأمر، الذين يمكنهم أن يستنبطوا الأحكام، وعلى هذا يكون المقصود بأولى الأمر هنا العلماء . والحقيقة أنه من إعجاز القرءان أن كلمة أولى الأمر هنا تحمل المعنيين فأولى الأمر العلماء الذين يستنبطون الأحكام حين ترد إليهم المسائل المتنازع عليها أو حولها وكذا الحكام الذين يحكمون بشرع الله يردون الأمر الى الله ورسوله اذا اختلفوا فى بعض الأحكام
2- ننتقل إلى نقطة اخرى وماذا عن كلمة منكم فى الاية "وأولى الأمر منكم " وسؤالنا هذا المرة سواء كان المقصود بأولى الأمر هنا العلماء أم الأمراء فما محل كلمة منكم هنا ؟ هل كلمة منكم هنا تعنى المؤمنين فقط ؟ إذا حملنا كلمة أولى الأمر فى الآية على أنها العلماء فهل هذا يعنى أن نطيع علماء المسلمين فقط ؟ واذا كان المقصود بالعلماء فهل المقصود بهم علماء الدين فقط؟ إذا ربطنا هذه الآية بآية آخرى مثل " فَاسْأَلُوا أَهْلَ الذِّكْرِ إِنْ كُنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ " (4) لعلمنا أن الآية وان كانت تخص الدين هاهنا إلا أن الآية الآخرى تقول –بلفظة فسئلوا - بطاعة أهل الذكر –اى المتخصصين من المسلمين وغيرهم فى المجالد الدينى او الدنيوى – وهذا ما يفسره أيضا واقع حياة النبى الذى اختار رجلا غير مسلم (5) ليرشده الطريق فى هجرته، فقط النبى يطيعه؛ لانه هو الأعلم بالطريق وكذا فى الآثار التى وردت من أن النبى قال :طلبوا العلم ولو فى الصين فهنا الطاعة واجبة على السواء : 1- لعلماء المسلمين فى المسائل الدينية ماداموا يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر؛ وفى عصرنا هذا كثرت الفتاوى، وهى وإن بدت متناقضة للبعض أو ظهر فيها مذاهب وكثرت في بعض الأحكام أقوال، إلا أنها كلها قد تكون صحيحة واجتهاد العلماء فيها قد يكون مقبول مادامت لا تتناقض مع نص صريح وهنا يجوز لى الأخذ باى رأى من هذه الأراء وهى هنا طاعة لأولى الامر 2- وقد تكون الطاعة فى غير الاحكام الدينية فتكون فى الأمور الدنيوية وهنا تستوى طاعة المسلم وطاعة غير المسلم على السواء ولكن الطاعة هنا؛ المقصود بها الإنتفاع بالعلم والأخذ به، وهى لا تكون طاعة عمياء، بل طاعة مصاحبة لفهم ومناقشة، لا طاعة مسَلّم بها، وهذا ما فعله المسلمون فيما يخص العلوم التى أخذوها عن غيرهم من اليونانيين أو الهنود. فحضارة هؤلاء كما قال راغب السرجانى فى كتابه ماذا قدم المسلمون للعالم : وإن كانت تكتفى فى كثير من الاحيان بافتراض النظريات دون اثباتها علميا، فكانت فى أغلبها فلسفات نظرية، لا تطبيق لها فى كثير من الاحايين، حتى وان كانت صحيحة. (6)
ولكن المسلمون هنا لم يأخذو هذا العلم المسلّم به، ولم يطيعوا الطاعة العمياء، وإنما ابتكروا الأسلوب التجريبى فى تناولهم للمعطيات العلمية والكونية من حولهم وهو ما أدى إلى تأسيس قواعد المنهج التجريبى، الذى مازال العلم المعاصر يسير على هدية .
3- وإذا حملنا كلمة أولى الأمر هنا على الأمراء فهل تشمل المسلمين العاصين أو الجائرين الظالمين ؟ هل تجوز طاعتهم وماذا عن الخروج عليهم ؟
نجد كثيرا من الفقهاء والعلماء يحرمون الخروج على الحاكم ويقولون بوجوب الطاعة له، فهذا الامام الطحاوى يقول : ولا نرى الخروج على أئمتنا وولاة أمورنا،وان جاروا، ولا ندعوا عليهم، ولا ننزع يدا من طاعتهم، ونرى طاعتهم من طاعة الله عزوجل فريضة، مالم يامرو بمعصية، وندعولهم بالصلاح والمعافاة . (7) واذا كانت هناك أحاديث كثيرة تحرم الخروج على الحاكم ، حتى أن البعض قد عدها أكثر من مائة حديث فإن االإشكالية تكمن فى فهم هذه الاحاديث وإنزالها أرض الواقع فجملة هذه الأحاديث لم تخرج الحاكم الظالم هنا عن دائرة الاسلام حتى وان جار ولكنها فى الوقت ذاته لم تمنع الخروج عليه، وليس الخروج هنا الذى أقصده هو الخروج بالسيف فقد يكون الخروج بالانكار : عن أم المؤمنين ام سلمة هند بنت أبى أمية حذيفة رضى الله عنها عن النبى صلى الله عليه وسلم انه قال إنه يستعمل عليكم أمراء فتعرفون وتنكرون، فمن كره فقد برىء، ومن أنكر فقد سلم، ولكن من رضى وتابع، قالو: يارسول الله ألا نقاتلهم قال لا ما أقاموا فيكم الصلاة . (8) والإنكار دفع المنكر، ولدفع المنكر ثلاث وسائل اليد واللسان والقلب وهو أضعف الايمان، ولا أقول باليد هنا أن تحمل سيفا ولكن اليد هنا القدرة على زجر الحاكم القدرة على الفعل، فلو علم الحاكم أن هناك من يقدر على زجره لما ما ارتكب بعض الفواحش ماظهر منها وما بطن. ولذا نجد ان المسلمين الاوائل خير من طبق هذه الطاعة من ولاتهم الصالحين ولكن لم تكون الطاعة عمياء فكانت الطاعة لله ولرسوله وان جار الحاكم او زاغ رده الناس الى دينه. وبين الخروج على الحاكم –والشروط التى وضعها للفقهاء لذلك -وطاعته تبقى الاية شارحة نفسها فالطاعة هنا لولى الامر الازمة انما هى موافقة لطاعة الله ورسوله اما اذا خالفت أوامر الولى طاعة الله ورسولة فلا طاعة هنا لمخلوق فى معصية الخالق وإنما يرد الأمر لله ورسوله فيجكم .

(1) النساء: 59
(2) النساء: 59
(3) النساء: 83
(4) النحل : 43
(5) دليل النبى فى الهجرة :عبدالله بن أريقط ولم يكن مسلما
(6)انظر : د. راغب السرجانى :ماذا قدم المسلمون للعالم ج1 ص177
(7)انظر: شرح العيقدة الطحاوية : تحقيق محمد صلاح : مكتبة الرحاب ص247
(8) صحيح : مسلم : كتاب : الإمارة



#محمد_غنيم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قراءة فى كتاب هوامش على أزمة الفكر الإسلامى ل أ.د محمود زقزو ...


المزيد.....




- دوافع -الانتقام والعسكرية العلمانية- في الحرب الإسرائيلية عل ...
- ما حقيقة فتوى مفتي السعودية بـ-عدم الترحم على السنوار-.. و-ت ...
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مئات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى في حماية قوات إسرائيلي ...
- الجهاد الاسلامي:جيش الاحتلال يواصل حصار 400 الف فلسطيني ويتع ...
- سكان مناطق مسيحية جنوبي لبنان يرفضون النزوح رغم -الجحيم-
- مصر.. الإفتاء تؤكد صحة مقولة -اللي يحبه ربه يحبب فيه خلقه- و ...
- المكتب السياسي لحركة انصار الله اليمنية: ندعو الشعوب العربية ...
- المقاومة الإسلامية في العراق تهاجم هدفا حيويا في الجولان الم ...
- -المقاومة الإسلامية في العراق- تستهدف -هدفا حيويا- في الجولا ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد غنيم - على هامش الأسئلة : ( تساؤلات حول آية طاعة ولاة الأمر )