أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الزمن الذي أضاعته السلطة














المزيد.....

الزمن الذي أضاعته السلطة


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 332 - 2002 / 12 / 9 - 05:55
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    



استكمالا للمضي بسياسة الانبطاح على البطن للحفاظ على كرسي السلطة أو لإيجاد فرصة منقذة في اللحظة الأخيرة ورد الخطاب الأخـــير(  للقائد الضرورة )  الموجه الى شعب الكويت .
      والمواقف المريرة التي تقفها السلطة وقائدها منذ بداية انفصام العلاقة الستراتيجية بينه وبين الولايات المتحدة الأمريكية منذ نهاية الحرب العراقية الإيرانية ، تم تتويجها داخل خيمة صفوان عام 1991 حينما وقع ممثل (  القائد الضرورة )  وثيقة الهزيمة دون قيد أو شرط وقبل تنفيذ جميع الشروط التي تم إملائها عليه في حين تم طرح شرط واحد من ممثل السلطة وهو أن لايتم الإعلان عن شروط خيمة صفوان الى الملأ خجلاً  ، وكان له ما أراد احتفلت السلطة بالنصر المبين ولم تزل جثث أولادنا محترقة في صحراء الكويت والعراق ،  ولم يزل أسرانا في المملكة العربية السعودية ولم يزل أهلنا وأخوتنا في مخيمات الأرطاوي ورفحاء وإيران وتركيا ، ولم يزل أسرى الكويت في الأقبية والمعتقلات بانتظار ورقة مساومة أخيرة يحتفظ بها (  القائد الضرورة )  لوقت الضرورة .
          وتوالت المواقف المذلة  مروراً بالموافقة على مناطق الحظر الجوي التي لم تتحدث بها الأمم المتحدة ولاقررها مجلس الأمن الدولي ، وتم القبول بصيغة النفط مقابل الغذاء والدواء بعد مساومة قاست فيها الجماهير العراقية المر في الوقت الذي كانت السلطة تلم أشلائها وتعيد ترسانتها الأمنية والمخابراتية  ضد الناس لاضد الأمريكان .
       وعملت السلطة جاهدة وبشراسة من أجل قمع المعارضة وملاحقة الناس خارج العراق واغتيالهم من خلال العناصر العاملة في السفارات العراقية التي تحولت الى أوكار تابعة لجهاز المخابرات العراقي ، وبدلاً من معرفة الخلل والخطأ وأصلاحه ومحاولة ترميم حال الوطن المبعثر والمثلوم ، استمرت السلطة بسياستها الحمقاء ضد أبناء شعب العراق فأمعنت في القتل وقطع اللسان وقطع الآذان وقطع الرؤوس والأيادي وحجز الشيوخ والنساء من أهل المعارضين ، والإسراع في عمليات إعدام الشباب العراقي المعارض ، واللجوء الى تهريب النفط بالتعاون مع الجهات الدولية وأنفاق أيراداته في شراء ضمائر الفضائيات والصحف الرخيصة والكتاب والفنانيين والسياسيين مقابل كوبونات النفط ، في حين بقيت الجماهير العراقية تعيش الحرمان والحاجة وتعيش على منة النفط مقابل الغذاء والدواء التي يسوقها موظف أجنبي للعراق الذي لم ينفك يحتفل بانتصاراته ، دون أن يدري أحد أين تلك الانتصارات وعلى من تم تسجيلها ؟؟
         وانسجاما مع هذا جاء الموقف الأخير بالموافقة على كشف كل عمليات تسليح العراق بكل أنواعها منذ عام 1970 ولحد 2002 وهو مالم تقم به أية دولة في العالم تملك ذرة من السيادة والكرامة والوطنية ، ومخالفة (  القائد الضرورة )  لتوصية المجلس الوطني تأتي من باب الحكمة وتجنيب الشعب والوطن الحرب التي لم يفكر بها حكيم من حكماء المجلس الوطني حيث أن المجلس الوطني في العراق لايملك صلاحية القرار مثل باقي مجالس الدنيا ، وقبول الرئيس بقرار مجلس الأمن بعودة المفتشين الدوليين ومنحهم الصلاحيات والقرارات المطلقة التي أضحكتنا كثيراً وأبكتنا على بلد كان يمتلئ بالكرامة والقيم فأصبح ( هانز بليكس ) هو القائد والرئيس الذي يمسك كل مفاصل وصلاحيات الحياة في العراق ، وأصبح العراق مرهون بيديه وبتقريره الذي سيقدمه الى مجلس الأمن وحتى دون أن يعرف العراق ماجاء فيه .
    وتأتي رسالة ( القائد )  الأخيرة الموجهه الى شعب الكويت المتضمنة الاعتذار عما أرتكبه النظام من إساءات بليغة طغت حتى على جرائم الصهاينة في فلسطين ، ونسي (  القائد الضرورة )  أن يفصح لأهل الكويت عن مصير الأسرى الكويتيين ، ونسي القائد الضرورة عن مسرحية النداء وحركة الضباط الذين لبت السلطة مساعدتهم لتحرير الكويت وأعادتها الى الوطن الأم ، ونسي القائد ما قام به ( العريف  علي كيمياوي ) بأهل الكويت ، ونسي القائد أن يتحدث لأهل الكويت عن قيم الشرف والعرض التي حافظ عليها في الكويت ونسي أن يبرر لهم حرق آبار البترول في الكويت ، ونسي الكثير مما يجعل رسالته ناقصة وكلماته ناقصة .
      ما يجعل الرسالة ناقصة  الكلمات ويستكمل المسرحية المرسومة هو قيام الرئيس قريباً بتقديم استقالته ( لتخليص الوطن والشعب والأمة ) من جريمة العدوان الأمريكي والبريطاني  ودون أن ينسى موقف ذرف الدموع ، وبعد أن قدم العراق التقرير الذي ينفي بموجبه امتلاكه لأسلحة الدمار الشامل وإصرار أمريكا أن لديها الأدلة على وجود هذه الأسلحة في العراق وثبوت النهج الاستبدادي وغياب حقوق الأنسان والتعاون مع بؤر الإرهاب في العالم مما يجعل إزالة هذه السلطة ضرورة إنسانية ملحة ضماناً للحياة الطبيعية للبشر ، ولكن الاستقالة ستأتي في الوقت الضائع ولن تجدي نفعاً حالها كحال كل القرارات التي ضاعت في سياق الزمن الذي أضاعته السلطة .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهنئة من القلب للحوار المتمدن وهو يطفئ شمعته الأولى
- معارضة المعارضة
- عفو السلطة عن الجناة مساهمة جديدة في ترويع شعب العراق
- من يعفو عن من
- مطلوب خطوات بحجم محنة العراق
- مبروك قرار العفو
- قراءة في كتاب الدكتور علي كريم سعيد ( حركة حسن سريع وقطار ...
- المرشح للزعامة العراقية
- علي الوردي عالم الاجتماع الذي شخص كوامن الشخصية العراقية
- أوراق عراقيــة
- قراءة لكتاب العقوبات الدولية وآفاق التطور الديمقراطي في العر ...
- محنة القضاء في العراق
- رسالة من مواطن عراقي الى الحجاج بن يوســـــــــــــف الثقفــ ...
- الحقيقة المرة


المزيد.....




- فيديو يكشف ما عُثر عليه بداخل صاروخ روسي جديد استهدف أوكراني ...
- إلى ما يُشير اشتداد الصراع بين حزب الله وإسرائيل؟ شاهد ما كش ...
- تركيا.. عاصفة قوية تضرب ولايات هاطاي وكهرمان مرعش ومرسين وأن ...
- الجيش الاسرائيلي: الفرقة 36 داهمت أكثر من 150 هدفا في جنوب ل ...
- تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL في ليتوانيا (فيديو+صورة)
- بـ99 دولارا.. ترامب يطرح للبيع رؤيته لإنقاذ أمريكا
- تفاصيل اقتحام شاب سوري معسكرا اسرائيليا في -ليلة الطائرات ال ...
- -التايمز-: مرسوم مرتقب من ترامب يتعلق بمصير الجنود المتحولين ...
- مباشر - لبنان: تعليق الدراسة الحضورية في بيروت وضواحيها بسبب ...
- كاتس.. -بوق- نتنياهو وأداته الحادة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - الزمن الذي أضاعته السلطة