أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - حماس وجنون العظمة الاسرائيلية















المزيد.....

حماس وجنون العظمة الاسرائيلية


فضيلة يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 4538 - 2014 / 8 / 9 - 20:15
المحور: القضية الفلسطينية
    


مترجم
اوري افنيري
لا يوجد في تل أبيب مترو انفاق. تم مناقشة هذا الأمر لعقود. ووعد عدة رؤساء بلديات بذلك ولكن للأسف حتى الآن لا يوجد مترو.عندما دخل الجيش الإسرائيلي قطاع غزة، وجد هناك نظام مذهل من الأنفاق تحت الأرض، فخطرت على بالي فكرة: لماذا لا ندعو حماس لبناء مترو تل أبيب؟ لديهم الخبرة، والتكنولوجيا، والمخططين، والقوى العاملة.
ولكن هذه الحرب ليست نكتة. انها مأساة رهيبة.
بعد 29 يوما من القتال (حتى الآن)، من فاز؟
بطبيعة الحال من السابق لأوانه استخلاص العبر النهائية. فلا وقف لإطلاق النار حتى الآن. وسوف يستغرقنا أشهر وسنوات لمعرفة عواقب هذه الحرب. ولكن الحكمة الشعبية الإسرائيلية توصلت بالفعل إلى استنتاجاتها الخاصة: التعادل.
هذا الاستنتاج، في حد ذاته، هو نوع من المعجزة. فلمدة شهر كامل، تم قصف المواطنين الإسرائيليين بوابل من الدعاية اليومية ، كل ساعة، وكانوا عرضة لتيار لانهائي من غسيل الدماغ.
رسم القادة السياسيون والعسكريون صورة النصر. وقد أمرت الدبابات وناقلات الجنود القادمة من قطاع غزة برفع الأعلام الكبيرة.أظهرت كل الصور مغادرة القوات لقطاع غزة مبتسمة. (في مخيلتي أرى أنه تم تدريب القوات للخروج، رقيب أول: "أنت هناك، خاصة كوهين، صحح ابتسامتك!")
وفقا للخط الرسمي، حقق جيشنا المجيد جميع أهدافه. "المهمة انجزت". فقد تم ضرب حماس. أو تم ترويضها. قال أحد المراسلين العسكريين : "إن حماس زحفت على أربع مطالبة بوقف إطلاق النار!"
لذا كانت مفاجأة كبيرة أنه في الاستطلاع الأول، بعد الجولة الأولى من القتال، رأى 51٪-;---;-- من الجمهور اليهودي الإسرائيلي أن الحرب قد انتهت بالتعادل و 36٪-;---;-- فقط أننا فزنا ، بينما يعتقد 6٪-;---;-- أنها انتهت بانتصار حماس.
وفي الواقع فإنه عندما تتعادل منظمة حرب عصابات قوامها 10000 مقاتل مع واحد من أقوى الجيوش في العالم، مجهز بأحدث الأسلحة فائقة الحداثة، ان هذا بحد ذاته نوع من الانتصار.أبدت حماس كثير من الشجاعة أثناء القتال، وبراعة مدهشة في التحضير له. وما زالت تقف بقامة منتصبة.
ومن ناحية أخرى أظهر الجيش الإسرائيلي القليل جدا من الخيال.ولم يكن مستعدا تماما لمتاهة من الأنفاق. وبدون القبة الحديدية التي تم تطويرها منذ 8 سنوات لكانت نتائج الحرب مختلفة جدا.
في الواقع، وكما تجرأ أحد المعلقين في الكتابة :أصبح الجيش آلة ثقيلة، مرهقة، محافظة روتينية. جل ما قام به قصف السكان المدنيين لحملهم على الخضوع، مما تسبب في الكثير من القتل والدمار ، وذلك لردع "المقاومة" في وفي إسرائيل لا تثير الصور البشعة من الموت والدمار الشفقة. على العكس من ذلك. كان الناس يشعرون بالفخر من ذلك.
وفي النهاية، استنفذ الجانبين تماما. وهم في مفاوضات القاهرة لوقف إطلاق النار، (حماس لم تستسلم).
كان البديل الوحيد للقيادة الإسرائيلية، احتلال قطاع غزة بأكمله. لإبادة حماس جسديا وتفكيك بنيتها التحتية. لكن الجيش اعترض بشدة وأقنع القيادة السياسية أيضا."احتلال القطاع سيؤدي إلى قتل ما يقدر بنحو ألف جندي اسرائيلي ، ويتحول قطاع غزة إلى أنقاض.
قبل 32 عاما، واجه الثنائي بيغن وشارون نفس المعضلة. كلف غزو بيروت الغربية ما يقدر بنحو 800 جندي إسرائيلي. قرر الثنائي نتنياهو يعلون الآن عدم فعل ذلك.فالمجتمع الإسرائيلي ليس لديه القدرة لتحمل هذا العدد الكبير من الضحايا. والغضب الدولي على مذبحة المدنيين في غزة يمكن أن يكون أكثر من اللازم.
والآن يفعل نتنياهو ما قال انه لن يقوم به أبدا: يجري مفاوضات مع "منظمة إرهابية خسيسة" - حماس.
هناك مرض عقلي يسمى جنون العظمة. له أعراض رئيسة : يفترض المريض المجنون (الأرض مسطحة،تم قتل كينيدي من قبل كائنات فضائية، يحكم اليهود العالم) ويبني المريض نظاما منطقيا كاملا حوله وألاكثر منطقية في هذاالنظام، أن هذا الشخص مريض.
جنون العظمة الإسرائيلي الحالي يتعلق بحماس. والافتراض هو أن حماس منظمة إرهابية جهادية شيطانية ، عازمة على إبادة إسرائيل. وكما قال أحد الصحفيين هذا الاسبوع: "عصابة من المرضى النفسيين".
وتستند سياسة إسرائيل كلها على هذا الافتراض. لذلك كانت الحرب.(لا يمكنك التحدث مع حماس. لا يمكن صنع السلام معها. يجب القضاء عليها).
هذه الصورة الشيطانية ليس لها اتصال مع العالم الحقيقي.
أنا لا أحب حماس. ولا أحب الأحزاب الدينية بشكل عام - ليس في إسرائيل، وليس في العالم العربي، وليس في أي مكان في العالم. أنا لن أصوت لأحد منهم.
ولكن حماس جزءاً لا يتجزأ من المجتمع الفلسطيني.فازت في الانتخابات الفلسطينية تحت إشراف دولي بأغلبية. صحيح، انها استولت على السلطة في قطاع غزة بالقوة، ولكن فقط بعد فوزها بأغلبية انتخابية واضحة في القطاع.
حماس ليست "جهادية" مثل القاعدة أو داعش. انها لا تقاتل من أجل الخلافة في جميع أنحاء العالم. هي طرف فلسطيني، كرس كل وقته للقضية الفلسطينية. انها تطلق على نفسها اسم "المقاومة". ولم تفرض القانون الديني(الشريعة) على الشعب.
آه، ولكن ماذا عن ميثاق حماس التي يطالب بتدمير دولة إسرائيل ويحتوي على عبارات معادية للسامية ؟
بالنسبة لي، هذا محبط. ولكن كان لمنظمة التحرير الفلسطينية ميثاق يدعو أيضا إلى تدمير إسرائيل. وتحدث أستاذ محترم ومدير المخابرات السابق في الجيش، Yehoshafat Harkabi، لسنوات حول ذلك. وفقط بعد توقيع اتفاق أوسلو بين إسرائيل ومنظمة التحرير الفلسطينية شطبت هذه البنود من الميثاق رسميا بحضور الرئيس بيل كلينتون.
لا يمكن لحماس نفسها توقيع اتفاق سلام بسبب القيود الدينية. ولكن، مثل المتدينين في كل مكان (وخصوصا اليهود والمسيحيين)، فقد وجدت طرقا تتفق مع وصايا الله. اقترح الشيخ أحمد ياسين مؤسس حماس (الذي كتب الميثاق واغتيل من قبل إسرائيل)هدنة لمدة 30 عاما،والهدنة التي يمكن تجديدها حتى يوم القيامة مقبولة دينياً.
طالبت غوش شالوم، منظمة السلام الإسرائيلية التي أنتمي إليها لأول مرة منذ ثماني سنوات حكومتنا أن تبدأ الحديث مع حماس. كان لنا أنفسنا سلسلة مناقشات ودية مع العديد من قادة حماس. الخط الرسمي الحالي لحماس هو أنه إذا نجح محمود عباس في التوصل الى اتفاق سلام مع اسرائيل، ستقبل حماس ذلك - بشرط أن يتم التصديق عليها بواسطة استفتاء شعبي-.
لسوء الحظ، هناك أمل ضئيل جدا بأن إسرائيل سوف تشفى من جنون العظمة قريبا.
على افتراض أن هذه الحرب ستنتهي قريبا، ماذا سيبقى؟
جلبت هستيريا الحرب التي غمرت إسرائيل موجة من الفاشية البغيضة: يطارد الغوغائيين العرب في القدس، الصحفيين مثل جدعون ليفي بحاجة لحراسة، وحجبوا أساتذة الجامعات الذين تجرأوا على الدعوة للسلام (وهذا يبرر المقاطعة الأكاديمية لاسرائيل على مستوى العالم)، وابعدوا الفنانين الذين أعربوا عن معارضة معتدلة.
يعتقد بعض الناس أن هذه علامة فارقة في اضمحلال الديموقراطية الإسرائيلية. ما زلت آمل أن موجة الشر سوف تنحسر. ولكن شيئا سيبقى بالتأكيد.الفاشية في الخطاب السائد.أحد أعراض هذه الفاشية هو أسطورة "سكين في الظهر". أدولف هتلر استخدم هذه الاسطورة طوال طريقه إلى السلطة. كان جيشنا المجيد على وشك الانتصار، عندما طعنه السياسيون بسكين في ظهره. يمكن للمرء أن يسمع هذا بالفعل الآن في إسرائيل. كان بإمكان الجنود الشجعان احتلال غزة لو لم يطلب نتنياهو وأذنابه - وزير الدفاع ورئيس الأركان – منه التراجع المخزي.
في هذه اللحظة، نتنياهو في ذروة شعبيته. 77٪-;---;-- من المواطنين اليهود الذين شملهم الاستطلاع يوافقون على سلوكه في الحرب. ولكن هذا يمكن أن يتغير بين عشية وضحاها. الانتقادات التي بدأت همسا، حتى في حكومته، خرجت إلى العلن.
في النهاية، فإن نتنياهو قد تلتهمه النيران فائقة الوطنية ذاتها التي أججها.
أعطت الصور الفظيعة من الدمار والموت القادمة من غزة انطباعا عميقا في الخارج لا يمكن محوه بكل بساطة. المشاعر المعادية لإسرائيل ستبقى ، وبعضها يشوبه معاداة صريحة للسامية. وادعاء إسرائيل بأنها "الدولة القومية للشعب اليهودي"(خطأ) والتضامن شبه الكامل ليهود الشتات مع إسرائيل سيؤدي حتما إلى لوم جميع اليهود عن آثام إسرائيل.
وسيكون التأثير على العرب أسوأ بكثير. عن كل طفل قتل، لكل منزل دمر، سينمو إرهابيون جدد
ربما كانت هناك بعض النتائج الإيجابية أيضا.
خلقت هذه الحرب تحالفات غير طبيعية بين إسرائيل ومصر والسعودية والسلطة الفلسطينية.
قبل شهرين، كان عباس كيس ملاكمة ل نتنياهو.أما الآن فهو لعبة زينة له وللرأي العام الإسرائيلي.
هناك فرصة فريدة لبدء عملية سلام جادة، في أعقاب حل مشاكل قطاع غزة.
إذا ...



#فضيلة_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا لو كان الأطفال القتلى -الشهداء- في غزة يهوداً؟
- كابوس غزة
- كبح حقوق العمال في المكسيك
- تأثير الحرب في غزة على النساء
- الليبرالية الجديدة
- التفكير خارج الاطار العلماني
- هل تطلق النار على عراقي في الفضاء الالكتروني
- ماذا سيفعل اوباما مع KBR
- الدفاع الليبرالي عن القتل
- الولايات المتحدة والمأساة الأفغانية
- أمير الظلام ينفي وجوده
- متى وكيف اخترع الشعب اليهودي؟
- تعليم العلوم والرياضيات من وجهة نظر النظرية البنائية
- تضمين القضايا الاجتماعية في تعليم العلوم
- تعليم العلوم بالاستقصاء العلمي
- تأثير الاختبارات على المناهج
- من يأخذ كمبيوتر فريدمان قبل ان يكتب جملة اخرى
- انت تقرر: مقاتلو الحرية إرهابيون أم ابطال
- حماس (حقيقة في الشرق الاوسط )
- إحباط فرص السلام (ما وراء حمام الدم في غزة )2


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - فضيلة يوسف - حماس وجنون العظمة الاسرائيلية