أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - شنكال ذاكرة التاريخ














المزيد.....


شنكال ذاكرة التاريخ


مصطفى بالي

الحوار المتمدن-العدد: 4536 - 2014 / 8 / 7 - 18:31
المحور: القضية الكردية
    


(التاريخ مخفي في بداياته وما كتب في صفحات الكتب إنما هو تاريخ الدولة لا تاريخ المجتمع)فمنذ ثلاثةوسبعين عواء في عمق الظلام يجهد(ويجاهد)أعداء النور لإطفاء النور في لالش كلما خيم ظلامهم على الأرجاء يعود النور أكثر إبهارا من لالش،ثلاثة وسبعون محاولة افتراس وذاكرتنا تنزف الأبطال والتاريخ يعرج عند مفترق شنكال،بينما ذاكرة المجتمع تسطر التاريخ في الصدور لا في السطور(فالعلم في حقيقته هو ما حفظ في الصدور لا في السطور).
لحظة خروج الإرهاب المغبر برمال الصحراء من قمقمه وهو يحاول إطفاء هذا النور لكنه في كل مرة يصاب بالعشى ويعود على أعقابه خائبا،يرد كيده في نحره،وينسحب إلى كهوفه المخضبة بدماء ضحاياه كما يعود الضبع في تقاليده الغادرة ليحضر لجولة جديدة من الإرهاب كلما سنحت الفرصة.
على سفح جبال شنكال تم تدوين ذاكرتنا الجمعية،وعلى تلك السفوح رضع أبناء الكرد في كل بقاع الأرض حليب المقاومة سواء كانوا يزيديين أو لم يكونوا فالكردي هو كردي بالدرجة الأولى ليقينه إن الدين والمعتقد علاقة خاصة جدا بين الإله وبين الإنسان كفرد لا يحق لأحد أن يتدخل في معتقد الآخر،وعلى سفوح شنكال المباركة دارت رحى الحروب على الكرد لإبادتهم وصهرهم في بوتقة الغازين بمختلف مسمياتهم،وبالموازاة مع قامة شنكال خلق الغزاة قامات قزمة لتوحي للكرد بأن هذه القامات أيضا هم الكرد الجدد المتماهين مع الكردايتي على مقاسات لم تعترف بها شنكال يوما،لكن شنكال كانت دائما تسخر من تلك القامات ولا تمنح بركاتها إلا لمن آمن بالفداء طريقا وحيدا للحفاظ على الكرامة،وشنكال سخرت منذ أيام بأولئك المتعربشين بمؤخرة سيارات الشحن فارين ملوين الأدبار باحثين عن جحور الخلدان التي تحفظ أنفاسهم في ظلمة الجحر كما أن شنكال احتضنت في ذات الوقت فراشات النور التي تتلذذ بالنار المقدسة حتى تتوحد بها.
المنكسر،المنهزم،الفار،وغيرهم من أبناء جحور السلطة،دائما لديهم حجة لتبرير هروبهم،فالسلطة لها دهاليزها المعتمة التي يضيع فيها الناس وتباع فيها المجتمعات،وهي دائما لها أبناء السِفَاح الأثيم،من يسوقون بوصلاتهم الضالة في مسامات المجتمعات لتضليل المجتمعات عن حقيقتها،لكن دائما الجنين المخفي في بداية التاريخ يطلق صرخة الميلاد بعد مخاض أليم ليصفع القامات القزمة،ويصحح المسار للمجتمع وفق بوصلة المقاومة والإرادة وشهوة التحرر والانعتاق.
شنكال كما كانت عبر تاريخها المقاوم ستكون صفعة في وجه التاريخ المدون وستكون صفحة مشرقة أخرى في صدر التاريخ المحفوظ،ستكون الريح العاصفة التي تعري العورات القذرة وتسقط عنها ورقة التوت التي تخفيها كما أنها ستكون النسمة المنعشة لأبناء المقاومة تمدهم بالروح والقوة،وعلى تلك السفوح التي حفظت عبر التاريخ آهات أمهاتنا،وشهدت سفك دماء أبناءنا،وكهوفها التي كانت ملتقى جميع عشاقنا،شوارعها،قراها،وديانها،كل جنباتها التي شهدت ألعاب أطفالنا الحفاة العراة،هذه الأرض المباركة التي أصبحت كتاب تاريخنا الوحيد وحافظة هويتنا،ستكون مرة أخرى مفترق الطرق بين من ينتمي إلى المجتمع بكل كينونته وبين من ينتمي إلى السلطة وينظر إلى الوطن والمجتمع نظرته إلى كعكة يريد التهامها،وفي شنكال ستعود المقاييس مجددا بين الانتماء والخيانة كما يفهما عجوز قروي بسيط لا يكترث بدهاليز السياسة والسلطة وكما تفهمها أم لا تريد من الحياة سوى إرضاع طفلها الرضيع،شنكال ستكون الحد الفاصل بين تخوم التخمة في رذالتها وبين رمق الحياة في أعين فتاة مراهقة عاشقة لابن عمها الممتشق سلاحه دفاعا عنها أمام غزوة بدوية غادرة.
البعض من السذج الممنين أنفسهم بأن هذه الظلام الذي يخيم لا يحتاج كل هذه المخاوف أقول:من يقتحم مكة ويهدم كعبته المقدسة لن يكون صعبا عليه هدم لالشا نوراني،لأن لالش كانت دائما الشوكة في حلقه،ومن يستبيح المدينة،مدينة نبيه ويفض بكارة ثلاثة آلاف عذراء،لن يمتنع عن سبي نسائنا وانتهاك حرماتنا،فهذا الخلف من ذاك السلف
في لالش سيبدأ تدوين جديد لجنين التاريخ والكل مدعو لأن يكتب كلمته في الذاكرة فهل من مجيب؟؟؟؟؟



#مصطفى_بالي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الموصل بين مؤتمرين ومؤامرة
- مسرحية....ديمقراطية.....شمولية
- حالة طارئة؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
- برز الثعلب يوما في ثياب الواعظينا
- إعادة تدوير النفايات
- حمص الثورة و الثروة
- بوابة التاريخ
- قلب الآية
- الخندق والطوفان
- خندق العار
- الرابع من نيسان كل الأيام تحسده
- كوباني غراد
- كوباني تواجه الغبار
- أخناتون درويش(قدس الله سره)
- عبد الحميد درويش في أرذل عمره
- الخيبة الخامسة عشرة للمؤامرة
- متسكعون في عَرَصَات جنيف
- هواجس جنيفية على طاولة الإدارة الذاتية لغرب كردستان
- ثلاث صفعات على وجه أحفاد لوزان
- الأعور الدجال


المزيد.....




- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...
- المغرب وتونس والجزائر تصوت على وقف تنفيذ عقوبة الإعدام وليبي ...
- عراقجي يبحث مع ممثل امين عام الامم المتحدة محمد الحسان اوضاع ...
- مفوضية اللاجئين: من المتوقع عودة مليون سوري إلى بلادهم في ال ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: مستقبل سوريا يقرره الشعب السوري ...
- مندوب ايران بالامم المتحدة: نطالب بانهاء الاحتلال للاراضي ال ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى بالي - شنكال ذاكرة التاريخ