|
العداوة المصطنعة بين هاشم وامية !
داود السلمان
الحوار المتمدن-العدد: 4536 - 2014 / 8 / 7 - 13:36
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يتفق معظم الرواة وارباب التاريخ ، ان ثمة عداوة مستديمة ما بين امية بن عبد شمس وهاشم بن عبد مناف . ودائما ما ينحاز معظمهم الى هاشم ، والسبب كون هاشم هو جد النبي ليس الا ، واذا كان لابد من هذا ، فانه يجب ان يكون هو الافضل . وقد فصل تلك العداوة (المقريزي ) في كتابه ( النزاع والتخاصم .. بين امية وهاشم ) وكثير من المحققين والباحثين رفضوا كون هذا الكتاب من تأليف المقريزي . المهم . وعندما تسنم بنو امية الحكم حاولوا – جهد امكانهم – ان يرفعوا من منزلة ومحاسن جدهم امية ، فوضعوا فيه احاديث كثيرة ، وبالمقابل حاولوا طمس محاسن هاشم ومفاخره ، وقد تعرض الى ذلك الجاحظ في كتابه (رسائل الجاحظ السياسية ) . ولما جاء الى الحكم بنو العباس ايضا فعلوا نفس الذي فعله بني امية ، لكن بصورة معكوسة ، أي رفعوا من شأن هاشم واحطوا من شأن امية . وهذا ديدن السياسة وطبع الاهواء ، وليس بالغريب . ومن بين الخرافات التي رويت في هذا الشأن : ((أن أمية بن عبد شمس دعا هاشم بن عبد مناف إلى المفاخرة فقال له هاشم أفاخرك على خمسين ناقة سود الحدق تنحر بمكة . فرضي أمية بذلك وجعل بينهم الخزاعي الكاهن – سطيح - حكما فخبئوا إليه شيئا وخرجا إليه ومعهما جماعة من قومهما . فقالوا قد خبأنا لك خبيا فان علمته تحاكمنا إليك وان لم تعلمه تحاكمنا إلى غيرك فقال لقد خبأتم لي كيت وكيت . قالوا صدقت أحكم بين هاشم بن عبد مناف وبين أمية بن عبد شمس : أيهما أشرف بيتا ونسبا فقال: والقمر الباهر ، والكوكب الزاهر، والغمام الماطر، وما بالجو طائر، وما اهتدى بعلم مسافر ، لقد سبق هاشم أمية إلى المآثر، ولأمية أواخر . فأخذ هاشم الابل ونحرها وأطعهما من حضر وخرج أمية إلى الشام وأقام بها عشر سنين ويقال إنها أول عداوة وقعت بين بني هاشم وبني أمية )) . { الابشيهي ، المستطرف ص 489 ، منشورات مؤسسة المختار بالقاهرة ، تحقيق الدكتور يحيى مراد } . وهذا السجع الذي استخدمه المدعو سطيح ، الذي قيلت فيه خرافات كثيرة ذكرها المسعودي وغيره ، هو اشبه بالسجع الذي استخدمه القرآن في العديد من السور ولا سيما القصيرة منها . وهذا الكلام فيه تكلف ، وظاهر عليه يد الوضع ، اراد منه واضعه اثنان لا ثالث لهما : القول بان العرب كان لهم تكهن ويؤمنون بذلك . والثاني ان هاشما افضل من امية . ولو كان امية الجد المباشر للنبي ، لاصبح بلا منازع هو الافضل . وهذه خرافة اخرى اضافوها لمجتمع ما قبل الاسلام ، ذلك المجتمع الذي اطلقوا عليه (جاهلي ) ، يؤكدون فيها ان الكهانة كانت متفشية في ذلك المجتمع ، والكاهن كان يعد اعلى سلطة ، حيث كان حكمه الاول والاخير ، ولها مساس بصدد بحثنا . تقول الرواية : ((أن هند بنت عتبة بن ربيعة كانت تحت الفاكه بن المغبرة . وكان الفاكه من فتيان قريش . وكان له بيت ضيافة خارجا عن البيوت تغشاه الناس من غير إذن ، فخلا البيت ذات يوم واضطجع فيه هو وهند ، ثم نهض لحاجة فأقبل رجل ممن كن يغشى البيت فولجه فلما رأى هندا رجع هاربا . فلما نظره الفاكه دخل عليها فضربها برجله وقال لها: من هذا الذي خرج من عندك ؟ قالت ما رأيت أحدا قط وما انتبهت حتى أنبهتني .قال فأردجعي إلى بيت أبيك . وتكلم الناس فيها فقال أبوها يا بنية إن الناس قد أكثروا فيك الكلام فان يكن الرجل صادقا دسيت عليه من يقتله لينقطع كلام الناس وان يك كاذبا حاكمته إلى بعض كهان اليمن . فقالت له لا والله ما هو علي بصادق . فقال له يا فاكه انك قد رميت ابنتي بأمر عظيم فحاكمني إلى بعض كهان اليمن . فخرج الفاكه في جمعة من بني مخزوم وخرج أبوها في جماعة من بني عبد مناف ومعهم هند ونسوة . فلما شارفوا البلاد قالوا غدا نرد على هذا الرجل فتغيرت حالة هند . فقال لها أبوها اني أرى حالك قد تغير وما هذا إلا لمكروه عندك فقالت: لا والله ولكن أعرف انكم تأتون بشرا يخطئ ويصيب ولا آمنه أن يسمني بسيما تكون علي سبة . فقال لها لا تخشي فسوف أختبره فصفر لفرسه حتى أدلى ثم أدخل في احليله حبة حنطة وربطه . فلما أصبحوا قدموا على الرجل فأكرمهم ونحر لهم . فلما تغدوا له عتبة قد جئناك في أمر وقد خبأنا لك خبيئة نختبرك بها . قال خبأتم لي تمرة في كمدة قال اني أريد أن أبين من هذا قال حبة بر في أحليل مهر . قال فانظر في أمر هؤلاء النسوة فجعل يأتي إلى كل واحدة منهن ويضرب بيده على كتفها ويقول لها انهضي حتى بلغ هندا فقال انهضي غير رسحاء ولا زانية وستلدين ملكا اسمه معاوية فنهض اليها الفاكه فأخذ بيدها فجذبت يدها من يده وقالت اليك عني فوالله اني لأحرص أن يكون ذلك من غيرك فتزوجها أبو سفيان فولدت منه أمير المؤمنين معاوية )) . واولا : ان هذه الرواية قد وضعوها بني امية ، وهي ردا على الرواية الاولى . وقد ارادوا من ذلك تنزيه هند بنت عتبة ام معاوية من الفواحش والزنا . وثانيا اراد واضع الرواية ان يثبت احقية معاوية وان القدر قد نصبه في منصب مرموق قبل ان يدنو زمانه ، لان هناك رأي يقول ان معاوية او من قال بالقضاء والقدر .
#داود_السلمان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الاعور الدجال والسياسة العراقية !
-
ابن خلدون ... ونظرية المهدي المنتظر
-
الاسلام ... عندما يصير المجرم قائدا
-
الاسلام .. وقانون عقوبة المرتد
-
هل في الاسلام حقوق انسان؟
-
ستة وخمسين
-
المبلل ما يخاف من المطر !
-
الاسلام ... واكل لحوم البشر
-
قريش ليست افضل العرب
-
شَجَرَةً فِي الْجَنَّةِ يَسِيرُ الرَّاكِبُ فِي ظِلِّهَا مِئَ
...
-
النبي يندم على امر فعله !
-
الاسلام ... من الذي قتل سعد بن عبادة ؟ !
-
هل صحيح ان الاسلام كان دعوة عالمية ؟ !
-
قطع اليد طقس جاهلي !
-
الصوم ... طقس جاهلي
-
الدين – الحروب – بغداد وابن الوراق
-
فصل الدين عن السياسة من مصلحة الدين
-
اللغات غير العربية التي وردت في القرآن
-
حديث افتراق الامة
-
دعوات العنف في القرآن
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|