أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حجي ريكاني - دولةَ الكوردِ لماذا لمْ تَقُمْ حتى الان؟!















المزيد.....

دولةَ الكوردِ لماذا لمْ تَقُمْ حتى الان؟!


حجي ريكاني

الحوار المتمدن-العدد: 4536 - 2014 / 8 / 7 - 02:59
المحور: القضية الكردية
    


قبل أيامٍ ومن على شاشةِ إحدى القنوات الفضائية العراقية وأخصها بالذكرقناة(الشرقية)،كان قد دُعيَ لضيافتها أحد الأساتذة الجامعيين الأفاضل وهو الأستاذ محسن محمد حسين استاذ التاريخ والفلسفة بجامعة الموصل.
صراحةً لا أعرفُ الرجلَ شخصياً لاعن قريبٍ ولا عن بعيد،ولم يسبقُ لي ان جمعني القدرُ به نهائياً، سوى أنني سبق وأن قرأتُ بعضاَ او شذراتٍ من بعضِ مؤلفاتهِ التاريخية والسياسية التي تتناول حِقَباً زمنيةً مختلفةً من تاريخ المنطقة العربية أُبّان الحكم الاموي والعباسي مروراً بتاريخ الدولة الايوبية في مصر والشام،ناهيكَ عن قراءاتي له في تاريخ العراق السياسي الدموي خلال فترة الاحتلال العثماني.فقد تبين لي من سياق حديثه الرزين والمنمَّق وهو يحاورمضيفه في ذلك اللقاء،بأنه أحد أولئك الكُتّاب من المفكرين العراقيين العرب المساندين لقضية الشعب الكوردي والداعين لنُصرته في النيل لحقوقه المشروعة،نعم تبيَّنَ لي كل ذلك حينما أجاب عن سوالٍ وجهه اليه محاوره عن ماهية العوامل او الاسباب التي حالت الكورد حتى الان دون الحيلولةَ من القيام بدولتهم المستقلة على ارض كوردستان التي ورِثوها أبّاَ عن جِّد؟!!،فكان ردُّ استاذنا الفاضل هو بأن(الروح العشائرية وبالتالي وهنْ النزعة القومية التي إتسم بها المجتمع الكوردي طيلة تاريخه السياسي لاسيما أبّان حكم الاسرة الايوبية مروراَ بحكم الاحتلال العثماني للمنطقة وكوردستان،هي التي منعت الكورد حتى الان من تشكيل دولتهم المستقلة)معزِّزاً بذلك رأيه هذا بأن(صلاح الدين الايوبي ذو النسب والاصول الكوردية، طيلة فترة حكمهِ للعالم العربي والاسلامي رغم انه كان في أوَجِّ قوته وسلطانه، إلاّ أنّه لم ينطِقْ بكلمةٍ كورديةٍ واحدة سوى مرةً او مرتين !!).
لا ريبة في الامر لو قلنا بان الفكر العشائري والاقطاعي الذي اتسم به المجتمع الكوردي والذي دأب الانكليز بالتالي في عشرينيات القرن الماضي وفقاَ لمبدأ(فرِّقْ تَسُدْ) بدعمه وترسيخه في ذهن وعقل الكوردي، كانت إحدى الامراض الايدولوجية التي نهشتْ من جسم القومية الكوردية وعقل الانسان الكوردي بشكلٍ لا هوادةَ فيه. حتى اصبح المجتمع الكوردي فيما بعد مجتمعاً مُفكَّكَاً ومُنقسماً على نفسه،يتميزأفرادُه بغريزةِ حب العشيرة والاعتزاز بالانتماء للديرةِ دون حب القومية وشعورالانتماء والولاء لكوردستان،هذا ناهيك عن الافكار الدينية التي هي الاخرى كانت ولا زالت، سمةٌ من سمات الاغلبية في مجتمعنا الكوردي حتى اصبح بمرور الزمن مجتمعاً خاضعاَ وملزماَ ومتمسكاَ بشدِّة لنزعاتهِ الدينية،حتى اصبح كلا النزعتين(الدينيةوالعشائرية)عند الانسان الكوردي من الامور المقدَّسة والحِيادُ عنهما ليس فقط يعني الكفر والتمرُّدَ والخروج عن طاعة الله ونهج الانبياء والاسلاف الصالحين، بل يعني الخروج من النعيم بحدِّ ذاته.لذلك غالباَ ما نرى الانسان الكوردي متفاخرٌ ومتباهٍ بعشيرته وعقيدته التي ينتمي اليها اكثر من إفتخاره وأعتزازِهِ بقوميته ووطنه،وهناك الكثيرمن الكوردِ يُعتبرونَ اشد الناسِ مِمَّنْ يُفضِّلون دينهم وعقيدتهم على هويتهم القومية وانتمائهم لوطنهم،بل قُلْ أنهم لم يكترثُوا حتى بنزعاتهم القومية مثلما يكترثُ بها بقية الامم والقوميات الاخرى بالمنطقة، كالامة الفارسية والتركية والعربية،حيث نراهم دائماً متمسّكين بنعراتهم القومية اشد التماسك ويفضِّلون قوميتهم على معتقداتهم الدينية والروحية أياَ كانت شكلها ومضمونها،وما الدين عندهم إلاّ وسيلةٌ او مطيةٌ يركبونها ويسخِّرونها ويُضَحّونَ بالغالي والنَفيسْ لتحقيق اهدافهم ومراميهم القومية والسياسية والاقتصادية وإسعادِ بني جَلدَتِهمْ.
وصراحةً إنَّ ما تفضَّل به الاستاذ الفاضل من رأيه السديد ذاك لا ينكره احدٌ ولا يُواخَذُ عليه احد،لانه برأيي انا ايضا أن(النزعة العشائرية المتخلفة غالباً)و(النزعة الدينية المتشدِّدة نادراً)،كلاهما كانتا من بين عوامل اخرى،هي التي مَنعَتِ الكوردَ في كثيرٍ من مراحل التاريخ،من النجاح في بناء دولتهم المستقلة،لان هذين الاعتقادين زرعت في نفوسهم وعقولهم خصالاً ومزايا سياسية واجتماعية واقتصادية وفلسفية وفكرية رجعية ومُتخلِّفة ولّدَتْ لديهم رؤىً وافكاراً حياتية وفلسفية مُتخَلِّفة وسلبية بعيدة كل البعد عن الحداثة والحياة المدنية والتقدّم بالركب الحضاري بشتّى المجالات وانواعها، كما انها أبعَدَت المجتمع والانسان الكوردي عن خصاله القومية الاصيلة،بل الانكى من كل ذلك جرّدتِ الكوردَ من حق العيش على ارضه حُرّاً كريماً وافقدتهم معنى حقيقة وجودهم كقومية مستقلة في هذا العالم.وهذا هو بالضبط ما أنحصرَ وما تميّز به عقل وفكر ووجدان الانسان الكوردي ومنهم السلطان صلاح الدين الايوبي،حاكم الديار العربية والاسلامية بدون منازع، من أن يَغُضَّ الطرف او ربما يتقاعس حتى في التفكير بمستقبلٍ زاهرٍ للكورد ببناء كيانٍ سياسيٍ مستقل لهم!! فأن لمْ يكن هذا هو السبب فَلِسانُ حال احد الكوردِ القوميين اليوم يسأل: ترى من هو أو ماهو الدافع من وراء امتناع صلاح الدين الايوبي من بناء دولةٍ او حتى إمارةٍ مستقلة ولو على شبرٍ من الارضِ لاحفاده فيما بعد؟!!وهناك كورديٌ اخر يذهب بخياله وفكره ابعد من ذلك ويسأل: لماذا يَتَّمَ صلاح الدين احفاده وجعلهم الارذل في الارض ليتسوّلوا اليوم على ابواب هذا القوم وذاك،مسائلين مغتصبيهم بأن يردّوا لهم حقوقهم ويكفُّوا بإلحاق الخراب والدمارويوقِفواعمليات الانفال والقتل وسبِّي النساء والاطفال التي اقاموها ذوي العقول المريضة بالامس البعيد والتي لا زال حتى الان يُفعَلُ بالكوردِ نفسه وفقَ نهجهم الشريرذاك،لكن تحت مسمَّى اخر وهو داعش؟!
إذنْ كحقيقةٍ تاريخية لا تُنكرْ،أنه كان من الأوْلى(بصديق الكورد!!)الدكتور محسن التطرّقَ ولو بشكلٍ مختصرٍ الى عوامل رئيسية اخرى ما كانت تقلُّ اهميةً من تلك العوامل التي ذكرها في حواره التلفزيوني،وهوالعامل الخارجي المُتمثِّل بالدور السلبي لكل من العرب والفرس والترك المحتلين لكوردستان، الذين استعانوا دوماً بقوى اجنبية عظمى كالانكليز والروس وفرنسا منذ القرون الماضية وحتى الان،ليقفوا الى جانبهم وبالمرصاد ضد اي تحركٍ او محاولةٍ كورديةٍ لتحقيق حلمهم بانشاء دولةٍ كورديةٍ لهم على ارضِ ابائهم واجدادهم.
لكنه وللاسف الشديد لم يَبُتْ في ذلك ببنْتِ شفة.
أوَربَّما خانته الذاكرة؟! امْ انه هو الاخر مصابٌ أو أُصِيبَ بداء (القومجية الشعواء)أو ربما تمَهْنَجَ وتبنَّى نظرية الدواعيش الاشرار التي تُختَصرُ ب( أسلِمْ تَسلِمْ)؟!.



#حجي_ريكاني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اغتيال د.برهم صالح مع سبق الاصرار والترصد


المزيد.....




- ميلانو.. متظاهرون مؤيدون لفلسطين يطالبون بتنفيذ مذكرة المحكم ...
- كاميرا العالم توثّق تفاقم معاناة النازحين جرّاء أمطار وبرد ا ...
- أمستردام تحتفل بمرور 750 عاماً: فعاليات ثقافية تبرز دور المه ...
- أوبزرفر: اعتقال نتنياهو وغالانت اختبار خطير للمجتمع الدولي
- -وقف الاعتقال الإداري ضد المستوطنين: فصل عنصري رسمي- - هآرتس ...
- الأردن.. مقتل شخص واعتقال 6 في إحباط محاولتي تسلل
- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - حجي ريكاني - دولةَ الكوردِ لماذا لمْ تَقُمْ حتى الان؟!