أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - أكذوبة حديث يوشك أن تداعى عليكم الأمم














المزيد.....

أكذوبة حديث يوشك أن تداعى عليكم الأمم


سامح عسكر
كاتب ليبرالي حر وباحث تاريخي وفلسفي


الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 20:43
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


والحديث بنصه كما يلي:

"يوشك أن تداعى عليكم الأمم من كل أفق كما تداعى الأكلة على قصعتها ". 10 قال: قلنا: يا رسول الله، أمن قلة بنا يومئذ؟ قال: " أنتم يومئذ كثير، ولكن تكونون غثاء كغثاء السيل، تنتزع المهابة من قلوب عدوكم، ويجعل في قلوبكم الوهن ". قال: قلنا: وما الوهن؟ قال: " حب الحياة وكراهية الموت "..انتهى

هذا من أشهر الأحاديث التي يرددها الشيوخ على المنابر، رغم أن هذا الحديث يدعو عملياً إلى ما يُعرف.."بعسكرة الدين"..لذلك فهو يشكل قاعدة رئيسية في أدبيات الإخوان وداعش وكل من ينتمي إلى الإسلام السياسي..

مبدئياً: الحديث غير موجود في الصحيحين...رغم أنه مروي في مسند الطيالسي قبل وفاة البخاري ب50 عاماً وردده ابن حنبل في مسنده بعد ذلك ب20 عاماً، ترى لماذا لم يدونه البخاري ومسلم في صحيحيهما؟

بحثت في الحديث من ناحية السند وجدت هذه الملاحظات:

1-الحديث غير مروي إلا من طريق.."ثوبان"..المعروف أنه مولى رسول الله.

2-الحديث موقوف مرة على ثوبان ومرفوع مرة لرسول الله، وهذا يعني وهم الرواة في الرفع...مما يعني أنه في الأصل كلام ثوبان وليس كلام الرسول.

وهذا ثابت من وجهين:

الأول: أن أول تدوين للحديث كان في مسند الطيالسي (توفى 204هـ) موقوفاً على ثوبان، ومعلقاً بالرفع برواية يونس عن ابن فضالة.

الثاني: في تدوين ابن أبي شيبة له في مصنفه(توفى 235هـ) موقوفاً على ثوبان.

وهذا يعني أن أول مدونين اثنين للحديث(الطيالسي وابن أبي شيبة) رووه موقوفاً، أي قالوا أنه من كلام ثوبان وليس حديثاً مرفوعاً والنبي برئُ منه.

3-سند الحديث عند الطيالسي وابن أبي شيبة عن أبي الأشهب عن عمرو بن عبيد عن ثوبان، لكن أبي الأشهب لم يسمع من عمرو بن عبيد المعروف(بالتميمي)، وكذلك لم يسمع عمرو من ثوبان، فكيف رواه الطيالسي وابن أبي شيبة وسنده مقطوع..؟!

4-أحد رواة الحديث هو عمرو بن عبيد المشهور بالاعتزال، وقد رماه أهل الحديث بالبدعة والقدر، أي الحديث -حسب مناهج المحدثين-مقطوع.

5-الطريق الثاني للحديث في مسند ابن حنبل(توفى241هـ) من طريق مرزوق الحمصي عن أبي أسماء الرحبي، ومرزوق هذا غاية ما قيل فيه أنه.."لا بأس به"..يعني ليس صدوقاً ولا ثبتاً ولا ثقة..يعني حسب تعبير المحدثين.."فوق البيعة"..أما أبي أسماء الرحبي فهو ثقة لديهم ولكن لم يسمع منه مرزوق الحمصي، وفي ترجمة الرحبي لم يذكر المحدثون سماع مرزوق منه وقد سجل ذلك من يلي..رواة التهذيبيين(5109)سير أعلام النبلاء(1/491)التاريخ الكبير للبخاري(6/376)تاريخ الإٍسلام(2/1191)تهذيب الكمال(22/223)(33/34)

6-الطريق الثالث في سنن أبي داوود(توفى 275هـ) عن عبدالرحمن ابن ابراهيم الدمشقي وهو كذوب كان يضع الحديث، قال فيه العقيلي حديثه موضوع وكذلك قال الليث..

7-الطريق الرابع في معجم ابن الأعرابي (توفي 340هـ) عن علي عن عبدالله بن صالح، وسنترك علي لأن ابن الأعرابي لم يذكر من هو، ولكن عبدالله بن صالح قال عنه النسفي كان يكذب في الحديث ،والنسائي ليس بثقة ،وأحمد بن صالح اتهمه وقال أنه ليس بشئ، وعن عبدالرحمن بن أبي حاتم قال سألت أبا زرعة عنه قال كان ممن لا يتعمدون الكذب، وهذا يعني أنه كان يكذب ولكن ليس متعمدا..

هذه مناقشة تفصيلية لسند الحديث والخلاصة:

أولاً: الحديث موضوع ومقطوع حسب مناهج المحدثين، ومؤخراً صححه الألباني لا أعلم على أي أساس وقد ناقشنا منهج الرواة الأوئل في تضعيفه والحكم بانقطاعه..

ثانياً: هذا الحديث من أكثر الأحاديث خطورة على الإسلام والمسلمين، حيث يوهمهم دائماً بالدونية والمؤامرة.

ثالثا: الحديث واضح جداً أنه يدعو إلى عسكرة الدين وانتقاله من رحاب الدعوة إلى الحرب والقتال لكافة الأمم..

ورغم ذلك تجد الشيوخ يرددونه على المنابر بكل بلاهة، بل ويعززون به اعتقادهم بالمؤامرة، ولأن مساحة الدين لديهم ضيقة في المذهب فيجوز أن كل مخالف هو متآمر بالضرورة، ونأتي إلى الجذور سنجد أن المحدثين والكذابين والوضاعين هم من فعلوا تلك الجريمة..



#سامح_عسكر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المسيحيون واليزيديون في الموصل
- خدعة الصوم لأجل الفقير
- لا كفّارة على جماع الرجل لزوجته في نهار رمضان
- مسخ اليهود فئراناً وتراجع النبي..
- رخصة الفدية في أحكام الصيام
- الوصايا العشر لتحريف أي دين
- من هم العلماء في الدين ؟
- داعش وحديث الفرقة الناجية
- معبد الجهني المعارض الحُر
- الأمويون وتخلف الأمة
- ابن شهاب الزهري في الميزان (4)
- ابن شهاب الزهري في الميزان (3)
- ابن شهاب الزهري في الميزان (2)
- ابن شهاب الزهري في الميزان
- خرافة هزة العرش لسعد بن معاذ
- الوصاية الدينية في فقه ابن حجر العسقلاني (3)
- الوصاية الدينية في فقه ابن حجر العسقلاني (2)
- الوصاية الدينية في فقه ابن حجر العسقلاني
- تصحيح بعض مما ورد في دراسة الحجر الأسود
- حقيقة الحجر الأسود


المزيد.....




- أول رد من الإمارات على اختفاء رجل دين يهودي على أراضيها
- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - سامح عسكر - أكذوبة حديث يوشك أن تداعى عليكم الأمم