نعيم عبد مهلهل
الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 18:42
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
عشت مع الايزيدين في ديارهم ، وكتبت هناك واحدة من اروع مشاهداتي بعنوان ( ليلة تحت سقف النجوم في قرية بعاذرا الايزيدية ) هذا الشعب الموغل في القدم من خلال فسيفساءه الدينية والحضارية والروحية يعد واحد من أقدم صانعي البوح الحسي والروحي في تحسس الموجدات الخفية ضمن مسافة النور والظلام . شعب يقدس أنتماءه وينأى عن جميع تفاسير الأخر لكنهة هذه الديانة وباطنه وعاشوا مع احترام جغرافيتهم الروحية والمكانية ، ولهم مزارات وكهنة ورموز وكتب تخصهم ولم يبشروا بها لغيرهم لأنهم يعتقدون أن الرؤيا تشمل فقط من ولد من الرحم الأيزيدي ، لهذا هم لايؤثرون ولا يتأثرون سوى بأبناء ملتهم وينظرون الى الديانات الاخرى نظرة احترام.لهذا تعايشوا في قراهم ومدنهم مع جيرانهم المسلمين والمسيحيين واليهود ولم يتحدث التأريخ عن احتكاك مسلح او شجار بينهم.
العالم الايزيدي عالم له خصوصية النظر الى العالم بمنظار النورانية التي تحددها الروح العليا التي ينتمون اليها ، واليها يقدم الايزيدي طقوس عبادته وزيارته وتقاليده في مواسم معينه كلها ترتبط بصعود ونزول الانوار واعياد دورة العام والربيع واخرى تتعلق بالخبز والماء واشياء مباركة قد لايعرفها سوى الايزيديون أنفسهم.
في العراق ينحصر وجودهم من سنجار الى الموصل ودهوك.. يتعرضون اليوم الى حملة ممنهجة بمنطق تكفيري معاد لمنطق الحياة والانسانية من خلال احتلال مدنهم وقراهم وتطبيق شرع هجين على الاسلام من خلال قتل الرجال وسبي النساء ، وتلك ممارساة جاهلية شوفنية وعفنة ، لهذا الواجب يحتم علينا أن نقف مع هؤلاء الناس المسالمين وأن نستنكر كل ذلك البرود والتراخي من قبل ذوي الشأن في الحفاظ على حرمة هذا الديانة ومن يعتقدها...
السلامة لاصدقائي الأيزيدين .فقد كانوا طيبون ومتسامحون وبسطاء .ومن حقهم أن يعيشوا فكرة الابد التي يتمسكون بها ولايقبلوا ان ينطقوا إلا بكلماتها المقدسة التي يؤمنون بها......!
#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟