أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - ألناسخ والمنسوخ وما بينهما ..














المزيد.....

ألناسخ والمنسوخ وما بينهما ..


قاسم حسن محاجنة
مترجم ومدرب شخصي ، كاتب وشاعر أحيانا


الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 18:38
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قال ابن أبي طلحة ، عن ابن عباس : ( ما ننسخ من آية ) ما نبدل من آية
وقال ابن جريج ، عن مجاهد : ( ما ننسخ من آية ) أي : ما نمح من آية
وقال ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : ( ما ننسخ من آية ) قال : نثبت خطها ونبدل حكمها . حدث به عن أصحاب عبد الله بن مسعود
وقال ابن أبي حاتم : وروي عن أبي العالية ، ومحمد بن كعب القرظي ، نحو ذلك
وقال الضحاك : ( ما ننسخ من آية ) ما ننسك . وقال عطاء : أما ( ما ننسخ ) فما نترك من القرآن . وقال ابن أبي حاتم : يعني : ترك فلم ينزل على محمد صلى الله عليه وسلم
وأود بداية أن أعترف بأن إقتباسي أعلاه مأخوذ عن الشبكة ، من موقع إسلام ويب ألمحسوب على التيار الوهابي ، كما أعتقد . وهذه الأسماء المذكورة لا أعرف عنها الكثير ، سوى إبن عباس ، أما البقية فأسمع بعض "المشايخ " يكررون أسمائهم في "دروسهم " و"فتاويهم " ... مما يدل على أهميتهم في "علوم" ألعنعنات والتأويل الإسلامية ..ومع ذلك ، فبين هؤلاء المعتمدين والمُعتبرين وبين أنفسهم خلاف في تفسير أية النسخ ، مما يُثبت بأن التفاسير هي في المُحصلة فهم ذاتي للنص ، يتأثر بالمُناخ الإجتماعي ، الإقتصادي ، الفكري والسياسي ، ألذي كان سائدا ... ويخدم مصلحة البعض أيضا .. فهو فهم ذاتي ، وليس فهما موضوعيا غير قابل للجدال والنقض.
وتعود أهمية النسخ لكونه قد أُستُخدم بشكل واسع ، لطمس وإبطال ألنصوص أو الأيات ألتي تحترم حقوق المُخالف في حرية المُعتقد ، وأعتقد بأن هذه "التقنية " أُستُعملت للحجر على العقل أيضا
أوردت هنا بعض ما ورد في كتب التفاسير بخصوص معنى النسخ الوارد في اية النسخ ، بهدف رؤية الإختلاف لدى القدماء حول معناه .
وهذا الإختلاف ليس ببسيط البتة ، فإذا تقبلنا ما يقول إبن جريج عن مجاهد مثلا ، وهو محو الأية ، يعني هذا بداهة عدم وجودها في النص الموجود بين أيدينا ، بين دفتي القرأن ، وتم استبدالها بمثلها أو بأحسن منها (بخير منها ، كما تقول الأية ). مما يقودنا للإفتراض بأن بعض الايات ، والتي هي كلها خير طبعا ، قد تم محوها قبل أن تتنزل على الرسول ، ولكن ما تنزل بدلا عنها ، يُماثلها أو أنه خير منها ..
ويتفق المفسرون وبناء على بعض الأحاديث المُعنعنة ، بأن أية الشيخ والشيخة الزانيان يتوجب رجمهما ، والتي نُسخت نصا وتبقت حُكما (وهذا تطاول على الذات الإلهية بحد ذاته )، ومع ذلك رغم عدم وجودها بين دفتي القرأن الذي بين أيدينا ،إلا أن حكم رجم الزاني قائم في الحدود ، مع أن أية النسخ تُقرر وبكل وضوح بأن ما من أية منسوخة إلا وهناك مثلها أو خير منها ، لذا فما هو موجود بين دفتي القرأن هو مثلها أو خير منها ، فالحدود واضحة ، فكيف يتجرأون هكذا ؟؟ . لكن وبما أن الأية المذكورة تم محوها ، فما يوجد بين دفتي القرأن من أحكام وحدود الزنى من أيات ، هي مثلها، إن لم تكن خيرا منها .. ببساطة لا رجم في القرأن ،وذلك بلسان القرأن وبرأي المفسرين الذين يتبنون قول ابن جريج السابق ذكره .
أما من يتبنى تفسير ألضحاك للأية ، فإنه يصل إلى نتيجة مُفادها ، بأن الايات المنسوخة لم تتنزل على الرسول أصلا .. وهذا يقتضي عدم معرفتنا بها ، لكن ما بأيدينا بين دفتي القرأن من ايات هي مثل تلك التي لم تتنزل ، إذا لم تكن خيرا منها ..
أما ما يسود اليوم بين المسلمين ، فهو تفسير إبن أبي نجيح عن مُجاهد ، والذي يرى بأن هذه الأيات المنسوخة ، موجودة برسمها أي بنصوصها بين دفتي القرأن ، لكن الأيات التي نسختها ، قامت بنسخ حكمها فقط ، وتبقى هذه الأيات بين دفتي القران يُتعبدُ بها .
ولا غرابة إذن ، أن يتبنى أنصار الإكراه في الدين ، الغزو ، القتال والسبي ، تفسير إبن نجيح هذا ، الذي يقول بأن الايات المنسوخة هي ايات موجودة نصا ومُلغاة حكما . وعلى هذا التفسير ، يعتمد من يعتقد بأن أية السيف قد نسخت كل أيات التسامح ، التعددية والحرية الدينية ، الموجودة في القرأن . وإلا فكيف يشرعنون عدوانيتهم وإعتداءاتهم على المُخالف دينيا وقوميا ؟؟!!.
لا شأن لي بهؤلاء وتفسيرهم ، رغم أنهم فرضوا فهمهم بقوة السيف وما زالوا يفرضونه تحديدا على المُسلمين المُسالمين وسائر أبناء الوطن الواحد ، أبناء الديانات الأُخرى ، والخلافة الفاحشية الداعشية ، خير نموذج لهؤلاء .
لكن ما يُغيظني فعلا ، هو تبني بعض "المُلحدين " أو من يدعون الإلحاد والعلمانية ، لهذا التفسير ، وذلك لغاية في نفوسهم .. لا يجهلونها ..
وحينما يقوم باحث مُسلم يتبني فكرة بأن أيات التعددية والحرية الدينية غير منسوخة ، تقوم قيامتهم عليه ، ويتهمونه بأنه لا يفهم الإسلام ، وينصّبون داعش الفاحشة ، مُمثلا شرعيا ووحيدا للإسلام ..
لا أُدافع عن الإسلام ، فهو وكأي دين له ما له وعليه ما عليه ، ونطمح أن تصل المؤسسة الدينية الرسمية ألى وضع تتبنى فيه تفسيرا للناسخ ذكره القدماء ، أي أن الأيات المنسوخة لم تتنزل أصلا ..وأن تتم تنقية التراث مما يُعيقُ إندماج المسلمين في العالم المُعاصر ، كما فعلت الكنيسة والتي ركزت جهدها على المحبة ومساعدة الغير بغض النظر عن دينه ، لونه ، جنسه أو قوميته .
ولكن هل يستطيع فقه الناسخ والمنسوخ أن يصب في صالح المسلمين المُعاصرين ؟
أعتقد بأنه هناك ضرورة مُلحة لأن تقوم مرجعية دينية إسلامية ، بتبني فكرة تقول ، بأن أية السيف منسوخة حُكما ، بأيات عديدة كأيات (لا إكراه في الدين ) و( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر ) وايات أخرى كثيرة .
المُسلمون بحاجة الى نسخ ايات الجهاد بمعنى القتل ، بأية (من قتل نفسا ...... فكأنما قتل الناس جميعا ) ..
وبما أن المفسرين القدماء هم بشر ، أو كما في القول المنسوب لأبي حنيفة ، هم رجال ونحن رجال ، فيحق للبشر المعاصرين طرح تفسيرهم وفهمهم ، وليس ذلك عليهم بعسير ..
والأُستاذ الفاضل احمد صبحي منصور ، الشيخ مصطفى راشد ، الشيخ الصرخي ، والسيد القبانجي ، الباحث إسلام البحيري ، وإبراهيم عيسى الذي يتعرض لهجمة شرسة على قرائته وخروجه من سجن العنعنات ، كل هؤلاء وكثيرون غيرهم ، خير مثال على ما أقول ..



#قاسم_حسن_محاجنة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ألرد الأريب على تساؤلات سامي لبيب...
- مكاسب ألحرب ..!!
- ألمشاعر وسياسة ألقوة ..!!
- تابوهات وطابوهات : حوار عن الحوار في الحوار ..!!
- بعد زوال حماس ..!!
- الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية (3)
- ألحرب وألأخلاق
- الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية (2)
- مردخاي كيدار : دكتور في -الإغتصاب -..!!
- داعش : الإستثناء عن -القاعدة - ..!!
- التنزيه لسياسات أليمين الإسرائيلي ..!!
- أنا فلسطيني شريف .. نقاش هاديء مع الزميل ماجد جمال الدين .
- حياة جدعون ليفي في خطر ..!!
- الإعلام الإسرائيلي : لا صوت يعلو فوق صوت دوي المدافع .
- ألشعب أليهودي بين التنظير والواقع ..
- أخوية ألدم ..!!
- -أفضال- الإسلام السياسي ..
- الألم النفسي : قراءة للحالة ألعربية الإنتحارية
- أوباما ألواعظ ..!!
- ألأحزاب -ألعربية - في إسرائيل : قيادات بلا جماهير ..!!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسم حسن محاجنة - ألناسخ والمنسوخ وما بينهما ..