أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - هل الصمت جوابنا كل مرة؟ اليوم أنا آيزيدية أيضا














المزيد.....

هل الصمت جوابنا كل مرة؟ اليوم أنا آيزيدية أيضا


إلهام مانع
إستاذة العلوم السياسية بجامعة زيوريخ


الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 15:15
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هل الصمت جوابنا كل مرة؟
اليوم أنا آيزيدية أيضا


بحثت عن ردة فعل لما يحدث للأقلية الآيزيدية في جبل سنجار في العراق.
بحثت عن ردة فعل لما يحدث هناك.
ردة فعل منا.
منا نحن.
لا الأمم المتحدة.
ولم أجدها.

لم اجدها.

وأستمعت إلى فيديو النائبة العراقية الآيزيدية فيان الدخيل في مجلس النواب العراقي.
فإنفطر قلبي.

تقول لمن يريد أن يسمع: "خمسائة شاب ورجل ذبحوا". ذبحوا بين ليلة وضحاها.
تقول وصوتها يرتعش.

تقول لمن يريد أن يسمع: "نسائنا يسبين ويبعن جواري في سوق الرق".
تقول وتجهش بالبكاء.
تباع النساء في سوق النخاسة لأن الدواعش مقتنعين أنهم ينفذون دين الله بحذافيره.
أي دين يؤمنون به؟

تقول لمن يريد أن يسمع:" نُذبح تحت راية لاإله إلا الله".
عبارة التوحيد تحولت إلى عبارة ترويع. قهر وفساد في الأرض.


تقول لمن يريد أن يسمع: "حملة إبادة جماعية على المكون اليزيدي".
ويقاطعها رئيس المجلس ببرود: "ارجو الإلتزام بالبيان المتفق عليه!"
ياالله ما ابجحك.
ردت عليه بصوت مبحوح بالبكاء: "سيدي الرئيس أنا ملتزمة. لكن أهلي يذبحون. أهلي يذبحون".
فإبتلع لسانه خجلأ.

فعادت تقول.
تقول لمن يريد أن يسمع:"اهلي يذبحون كما ذبح كل العراقييين. ذُبح الشيعة والسنة والمسيحيين والتركمان والشبك".
ذبح الإنسان.
"واليوم يذبح اليزيديون".
كما ذبح كل العراقيين.

ثم ناشدتنا.
كانت تناشدنا.
تناشد الإنسان فينا.
تدعونا أن "ننسى".

قالت: "نريد تضامنا إنسانيا. اتكلم بإسم الإنسانية. انقذونا. انقذونا".

خلال اربعة وثمانين ساعة، ُشرد ثلاثين الف عائلة، محاصرون، دون طعام. دون ماء. وعشرات الأطفال يموتون.

ثلاثون الف عائلة.
واطفال يموتون.

كانت تناشدنا.
تحدث الإنسان فينا.
لأنها تخشى من الوحش الرابض فينا.
تخشى من ذلك الكاره للآخر فينا.
فداعش لم تخرج إلى الوجود من فراغ.
هي فينا وأن أنكرنا.
هي في تراثنا الثقافي والديني، وأن أنكرنا.

تخشى أن نعود لدأبنا ونقول "لكنهم يزيديين. يعبدون الشيطان. فماالضير من قتلهم".
وفي هذا الموقع تحديداً، لن أحدثكم او أحدثكن عن الديانة الآيزيدية، والتنوع الذي تضيفه إلينا.
لونها طيف تحتاجه الإنسانية.
لن أقول إنها ديانة توحيدية كديانة الإسلام.
وهي كذلك.
فعلت ذلك سابقاً في مقالين أدرجهما في أخر هذا المقال.

لن اقول هذا لأن ليس هذا وقت التمسح والمداهنة.
دينهم ودينهن كما هو.
إقبلن به أو ارفضوه.
دينهم. دينهن.
شأنهم. شأنهن.
لكن ليس هذا هو الموضوع.
الموضوع هو أقلية من البشر تتعرض للإبادة.
أقلية تتعرض للإبادة.
بإسم ديننا.
بإسم ديننا.
إنسان يذبح .خمسمائة شاب ورجل ذبحوا.
إنسان يسبى و يباع. نساء يختطفن ويبعن جواري.
إنسان بلاماء، بلا طعام. ثلاثون الف عائلة محاصرة، بلا ماء، بلاطعام.

وطفل يقتل. طفل يقتل.
وكل هذا بإسم ديننا؟
ثم لا نصرخ جزعا.

بحثت عن ردة فعل منا.
بحثت عنها فينا.
وارجو أن اجدها.
لأن الصمت ليس وقته الآن.
الآن وقت المواجهة والدفاع عن الإنسان في ثقافتنا ومنطقتنا.
عن تنوعنا. وأطيافنا الرائعة.
وقت حماية ذلك الإنسان فينا نحن.

اليوم كما الأمس أنا انسان.
اليوم أنا أيزيدية/يزيدية أيضاً.


عن الآيزيدية ١ http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=326614
عن الآيزيدية ٢ http://www.ahewar.org/debat/show.art.asp?aid=334213



#إلهام_مانع (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أنا لا زلت موجودة، انا لازلت مغيبة
- وبكت شهرزاد …
- حرب داعش الغبراء
- -لكنها تدور رغم ذلك- عن الدكتورة مريم يحي إبراهيم
- سيناريو الخراب الآتي
- عن أوضاع الخادمات لدينا
- بل التوقيت الآن! عن اليمن والقاعدة
- عندما يحكم الكهنوت… رائف بدوي من جديد
- اليوم كلنا رائف بدوي: !بين السعودية وسويسرا أكثر من حرف السي ...
- لم لا تخجل يا الداؤود ؟
- قاضية بلا محرم؟
- ما الذي قاله رائف بدوي؟
- قاسم الغزالي وحقه في الإلحاد
- التغيير يبدأ بنا
- عندما أميتُ صلاة مختلطة، وأنا سافرة
- أربع نقاط
- كلنا وجيهة الحويدر!
- مسجد شامل، مسجد بدون تمييز!
- في ذكرى النكبة/تأسيس دولة إسرائيل:-لن أكره-
- نتحرر عندما نقرر أن نكسر الصمت وجدار الخوف في أنفسنا


المزيد.....




- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - إلهام مانع - هل الصمت جوابنا كل مرة؟ اليوم أنا آيزيدية أيضا