فلسطينيي ال48 أقوى من إرهاب العنصريين

نضال حمد

الحوار المتمدن-العدد: 332 - 2002 / 12 / 9 - 05:43
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

 

( فلسطينيي ال48 أقوى من إرهاب العنصريين )
إرهابيات
 
8-12-2002
في قلب الجليل الفلسطيني ومن أعلى مدنه ارتفاعا, بجوار جبل الجرمق العظيم, في صفد الجميلة والتي لازالت بيوتها شاهدة على ظلم الحياة وفاشية أعداءها من صهاينة اليهود الذين استباحوا فلسطين, هناك في المدينة المميزة ببيوتها الفلسطينية القديمة ومقابرها المنبوشة وقبورها المهملة التي تتوزع على الطرقات وبين الزيتون, ومن مسجدها الذي بقيت منه  وسط الطريق العام الذي يشق وسط المدينة حيث يعيد التاريخ تكرار نفسه من جديد.
في سابقة خطيرة تعبر عن عمق المأزق الصهيوني ومدى انحلاله وتوغله في الفكر العنصري والعدائي للعرب الفلسطينيين حتى من مواطني ما صار يعرف بدولة إسرائيل المقامة على تراب فلسطين, قامت اليوم مجموعة من المتظاهرين من غلاة المتعصبين والحاقدين الصهاينة بمسيرة تهديد ووعيد وتحدي ومحاولة انتقام من العرب الفلسطينيين الذين يدرسون في كلية صفد, وكانت جموع الحاقدين تطالب بفصل الطلبة العرب وطردهم من الكلية المذكورة بحجة أنهم إرهابيين أو يساعدون الإرهاب الفلسطيني. وكان من ضمن المتظاهرين الذين اعتدوا على بعض الطلبة عددا من أهالي قتلى عملية باص صفد الأستشهادية المميزة, حيث قتل وجرح العشرات من جنود الاحتلال في تلك العملية الشجاعة والجريئة.
لقد قام المتظاهرين الصهاينة باعتداء على الطالب حازم حسين رئيس لجنة الطلبة العرب في الكلية وأصابوه بجراح خفيفة, أما الشرطة التي راقبت الاعتداء عن قرب لم تحرك ساكنا من أجل منع تلك الاعتداءات أو اعتقال المعتدين وحماية المعتدى عليهم,ولم تقم حتى  بتفريق المعتدين من غلاة الأوباش الصهاينة الفاسدين. ولازال بعض الطلبة العرب محاصرون في الكلية داخل أبنيتها ولا يستطيعون المغادرة أو الخروج و إدارة الكلية المذكورة اكتفت بمنعهم من الخروج دون أبعاد المعتدين والمتظاهرين عن مباني الكلية أو الطلب من الشرطة التدخل لحماية طلابها وحرمتها الجامعية. كما قامت واحدة من المتظاهرات المسترجلات من الصهيونيات الحاقدات باقتحام مبنى الكلية والاعتداء على طالبة يهودية احتجت على تلك التظاهرة  و التعابير العنصرية الصريحة ضد العرب من مواطني كيانها الصهيوني. ويقوم المتظاهرين بترديد شعارات وكلمات نابية وساقطة ضد العرب والمسلمين بدون أن يردهم أحد أو يمنعهم عن ترديد تلك العبارات والكلمات البذيئة واللقيطة مثل كيانهم الصهيوني.

حتى هذه المرة وعندما هوجمت شابة, طالبة يهودية حاولت استنكار ما يجري, لم تقم الشرطة بواجبها ولم تخدم الشعب ولم تحفظ الهدوء بل أيدت الإرهاب والإرهابيين بدون حتى حياء أو ستار يستر تحيزها المكشوف والمعلن ضد العرب وضد من يرفض معاملتهم بتلك الطريقة حتى من اليهود أنفسهم.

إنها ليست المرة الأولى التي يقوم فيها بعض الأوباش الصهاينة بالتعرض للطلبة العرب الفلسطينيين داخل الكيان العبري الدخيل, فقبل أيام قتل في ظروف غامضة رئيس لجنة الطلبة العرب في جامعة النقب إبراهيم عمر برانسي  ولغاية الآن لم تعرف أسباب مقتله داخل غرفته في السكن الجامعي. قبل تلك الحادثة وقعت عدة مواجهات واعتداءات على الطلبة العرب الفلسطينيين في حيفا والقدس وتل أبيب وغيرها من المناطق.

 ترى هل جاء دور عرب ال48 في سلسلة الاعتداء على الشعب الفلسطيني حيثما وجد وأينما كان؟

 من الواضح أن المتطرفين الصهاينة الذين يحظون بدعم شارون ومعسكر اليمين الحاكم وبعض المتطرفين من معسكر اليسار الصهيوني المتحالف مع الحكومة الحالية والذي التقت مصالحه مع مصالح شارون واليمين في مخيم جنين تلتقي الآن أيضا مصالحه السياسية والأيديولوجية مع هؤلاء الذين يردون تصعيد الموقف في الجليل والمثلث والنقب وذلك عبر تأزيز الصراع وتأزيم الوضع في تلك المناطق. لكن على أبناء شعبنا الفلسطيني في فلسطين التاريخية وأراضي ال48 أن يكونوا صاحين وبالمرصاد للألاعيب الصهيونية التي لها هدف واحد واضح وجلي يتمثل في محاولة جس نبض العرب الفلسطينيين من مواطني دولة الاحتلال ومدى تعلقهم بأراضيهم وديارهم. لم يعد هناك ما يخفيه الصهاينة فلقد أصبح جليا وواضحا مدى تعفن مجتمعهم وحجم العنصرية التي توغلت عميقا في عقول وقلوب اليهود الصهاينة. لكن على هؤلاء أن يعلموا بأن تجربة 48 و67 لن تتكرر أبدا والأيام الآتية خير شاهد على صحة ما نقول. حتى ال400 رأس نووي التي يهددون بها مكة والمدينة وكذلك مدينة قم الإيرانية المقدسة, كما جاء في مقال لضابط صهيوني نشر اليوم في مجلة وزارة الدفاع الإسرائيلية, هذه الرؤوس كلها لن تنفعهم يوم يحين وقت الحساب.   

 

 

#نضال_حمد (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات