عبدالله خليفة
الحوار المتمدن-العدد: 4535 - 2014 / 8 / 6 - 09:18
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
شكلت الديانة اليهودية ثقافة الخرافة الشرقية والشمولية والتعصب، سارقة أغلب ثمارها من الحضارتين المصرية والعراقية.
وفيما توارت الثقافة الوثنية التعددية المبهجة الفرحة بالحياة والتنوع الفني تكرست ثقافة الدكتاتورية الدينية القامعة ونشرت هذه الحصيلة على العرب والآراميين خاصة ثم على كل البشرية!
في الفيلم المسمى(نوح) نجد شخصية مسروقة من التراث العراقي عايشت الطوفان، وهي شخصية نجد أمثالها في العديد من الملاحم العراقية القديمة، لكن في ظل التنوع وكون الفيضانات كوارث طبيعية عادية وبعضها كبير وهائل مخيف.
لكن الفيلم يغير من هذه الحقائق البسيطة ومن حيثيات التاريخ، فتظهر هذه الشخصية كشخصية وحيدة متصلة بالإله، فيما باقي البشر في أنحاء العالم غير موجودين أو هم بضع قبائل وثنية جاهلة تحق عليها اللعنة والموت والخراب!
هذه الشخصية تعبر عن التراث اليهودي وحمله وضرورة سيادته وزوال كل تراث آخر.
ولهذا فهي تتلقى كلمات هذا الإله القاسي العنيف الذي يوجهها ويتحكم في روحها ويشبعها بعنفه وكراهيته.
وفيما كانت النسخ الدينية الأخرى المأخوذة هي الأخرى من التراث العراقي تظهر بعض الرحمة والتنوع، لكن شكل الإله العنيف القاسي يسيطر دائماً ويريد إفناء البشر.
ولم تكن الآلهة العراقية بهذا الشكل، فهي تصنع مجرد زوبعة يموت فيها البعض بينما باقي الأرض في تنوعها المعتاد.
لكن هذا الإله الجديد على الوعي البشري المعبر عن دكتاتورية كلية دموية يأمرها ببناء سفينة لأنه قرر القضاء على الكائنات الحية جميعها من بشر وحيوان ونبات!
تصورات طفولية شمولية مأخوذة من تلك القصص القديمة ومتوسعة في صورة الإله وضعف البشر ومعطية الشعب اليهودي حكم الناس وإنتاج السلالات البشرية من سام وحام وبقية الأسطورة!
مثل هذا الفيلم (نوح) ينتشر في أنحاء الأرض ويقدم صورة واحدة مشوهة عن تاريخ المنطقة وتراثها وأن لا سلالات أخرى غير اليهود!
أعطت الثقافة اليهودية وعي الأساطير للتراث العربي، فيجري ذات الاعتماد على الخرافة والرجال الخارقين الذين يعبرون السماء والمادة ويسيطرون على الطبيعة كيفما شاؤوا، ويجري نفس الاحتقار للشعوب والنساء والعقل.
لم تصبح الثقافة العربية عربية موضوعية، ويزال السحر يهيمن على أغلبها وخاصة في مجال التراث الذي ينشب مخالبه في العصر الحديث كذلك.
#عبدالله_خليفة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟