|
منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند تساند أهلنا المسيحيين في العراق لِما تعرضوا له من قِبل عصابات داعش والمتعاونين معها
خليل الجنابي
الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 5 - 09:48
المحور:
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
تُعلن لجنة العمل المشترك بين منظمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند وبكل مكوناتها القومية والدينية والأثنية , دعمها ومساندتها للأخوة المسيحيين في ربوع نينوى والموصل وباقي المحافظات لِما يتعرضون له من هجمة بربرية شعواء نالت حرياتهم الشخصية والعامة والتدخل بشؤونهم الدينية وتهجيرهم من مساكنهم الآمنة ومناطقهم التي كانوا يعيشون فيها منذ أكثر من ألفي عام وحتى قبل ظهور الأديان الأخرى في هذه المناطق , فهم أصحاب الأرض الأصليين وهم ملحها ومائها وطينها وفسيفسائه الجميل وهم حمامات السلام التي ترفرف باجنحتها فوق وادي الرافدين . وفي يوم الأحد المصادف 3 / 8 / 2014 توافد المئات من أبناء جاليتنا العراقية الكريمة في نيوزيلاند على قاعة الإجتماع ملبين النداء حيث إفتتح عريف الحفل الشاب ( أزل سداوي ) الوقفة التضامنية مرحباً بالحضور وداعياً إياهم الوقوف دقيقة حداد على أرواح شهدائنا في العراق . بعدها مباشرة وقف المجتمعون على أنغام النشيد الوطني ( موطني موطني ) مرددين بحماس كلماته التي تدعو الى : حماية الوطن والوقوف الى جانبه في محنته التي عصفت به من قبل أعداء الحرية والسلام والتعايش بين كافة مكوناته القومية والدينية والمذهبية . موطني .. موطني الجلالُ والجمالُ والسناءُ والبهاءُ في رُباكْ والحياةُ والنجاةُ والهناءُ والرجاءُ في هواك هل أراكْ سالماً منعَّما وغانماً مكرَّما؟ هل أراكْ في علاكْ تبلغ السِّماكْ؟ موطني ... موطني إن تهجير المسيحيين والأقليات الدينية والثقافية الأخرى من الموصل جريمة ضد الإنسانية حيث روع الرأي العام الوطني والعالمي، بالكارثة الإنسانية التي حلت في مدينة الموصل، بعد إقدام "داعش" الظلامية تنفيذ عمليات تطهير ديني لمكون تاريخي أصيل في العراق ولجماعات عرقية ومذهبية وثقافية أخرى.. ان المئات من العوائل المسيحية، هُجرت قسراً من أحيائها السكنية وجُردت من ممتلكاتها وسلبت أموالها.. ودُفعوا الى العراء خارج حدود محافظة نينوى. أن الفعل الإجرامي لداعش وحلفائها إتجاه المسيحيين العراقيين يعد جريمة ضد الإنسانية وفق معايير القانون الدولي الإنساني وقرارات الأمم المتحدة ذات الصلة.. وبموجبه تتحمل اولاً الدولة العراقية مسؤولية حماية مواطنيها وإذا ما أظهرت عجزاً أو اخفاقاً ، فان المجتمع الدولي يتحمل ايضاً المسؤولية القانونية والأخلاقية لتوفير الحماية والأمن الإنساني للعوائل المتضررة في مناطق الصراع المسلح.
لقد كان في مقدمة الجموع التي حضرت الأب ( فوزي حنا ) والذي القى بالنيابة كلمة غبطة المطران ( مار لويس روفائيل الأول ساكو ) بطريرك بابل على الكلدان في العالم والتي جاء فيها : أصحاب الضمير الحي في العراق وفي العالم الى صوت المعتدلين من اخوتنا المسلمين في العراق وفي العالم من الى كل من يهمه العراق كوطن لجميع ابنائه الى كل قادة الفكر والرأي والناطقين بحرية الإنسان الى كل المدافعين عن كرامة, الإنسان والأديان سلام ورحمة من الله إن إستيلاء الجهاديين الإسلاميين على الموصل واعلانهم دولة الإسلامية ، وبعد أيام من الإستكان والترقب، انعكس الأمر سلباً على مسيحيي المدينة والمنطقة المجاورة. وكانت أولى بوادر هذا الإنعكاس خطف راهبتين وثلاثة ايتام اطلق سراحهم بعد 17 يوما، استبشرنا خيرا بهذا التطور واعتبرناه بارقة أمل وإنفراجاً . واذا بنا نتفاجأ بآخر المستجدات وهي توزيع الدولة الإسلامية بيانا تدعو فيه المسيحيين الى إعتناق الاسلام ، وأما دفع الجزية من دون تحديد سقفها، أو الخروج من مدينتهم ومنازلهم بملابسهم دون اية امتعة, وافتت أن تعود ملكيتها الى الدولة الإسلامية. وقد كتبوا على بيوت المسيحيين حرف (ن ) اي نصارى!!! كما كانوا قد كتبوا على بيوت الشيعة حرف (ر) أي روافض. ومن يدري ماذا بعد في الأيام القادمة حيث أن نظام الدولة الاسلامية مبني على ما يدعون أنه الشريعة ، ومن ضمنها إعادة تعريف الهويات على اساس ديني ومذهبي. والى تشويه سمعة الدين الأسلامي الذي يقول بأن "لكم دينكم ولي ديني"، و"لا إكراه في الدين"، وانها نقض لألف وأربعمئة سنة من تاريخ وحياة العالم الإسلامي وتعايش مع ديانات مختلفة وشعوب مختلفة شرقا وغربا وإحترام عقائدها والتآخى معها، وكم تقاسم المسيحيون في شرقنا بالذات ومنذ ظهور الإسلام الحلو والمر واختلطت دماؤهم في الدفاع عن حقوقهم وارضهم، وبنوا سوية حضارة ومدناً وتراثاً . وحرام أن يعامل المسيحيون بالرفض والطرد . ولا يخفى ما لذلك كله من نتائج وخيمة على التعايش بين الأكثر والأقليات، لا بل بين المسلمين انفسهم، على المدى القريب والبعيد. وإلا فالعراق مقدم على كارثة إنسانية وحضارية وتأريخية لذا نطلق نداءنا اليهم ، حاراً أخوياً وملحا وخطيرا، ونناشد أخواننا العراقيين الذين معهم ان يعيدوا النظر في استراتيجيتهم، ويحترموا الناس الأبرياء العزل، من كافة القوميات والديانات والمذاهب. فيوصي القرآن الكريم باحترام الأبرياء ولا يدعو الى الإستيلاء على ممتلكات الناس عنوة، ويجير الأرملة واليتيم والمعدم والأعزل، ويوصي حتى الى سابع جار. كما نهيب بالمسيحيين في المنطقة اعتماد العقلانية والفطنة، وان يحسبوا حساباتهم بشكل جيد ويفهموا ما يخطط للمنطقة ويتكاتفوا بالمحبة ويتدارسوا معا وسوية وبتضامن سبل بناء الثقة بأنفسهم وبجيرانهم والالتفاف حول كنيستهم ويصبروا ويتحملوا ويصلوا الى ان تعبر العاصفة .
كلمة لجنة العمل المشترك لمنطمات المجتمع المدني العراقية في نيوزيلاند ألقاها الدكتور ( حمدي مبارك ) رئيس جمعية الصابئة المندائيين في نيوزيلندا
منذ إحتلال محافظة نينوى في العاشر من حزيران الماضي من قِبل عصابات داعش الإرهابية, حيث إستهدفت هذه الهجمة الدموية الشرسة مكونات شعبنا من المسيحيين والأزيديين والشبك والصابئة المندائيين , فبعد تدمير وتخريب وحرق عدد من الكنائس ودور العبادة التأريخية ومكتبات ومعالم أثرية ومراقد أنبياء ومتاحف ومكتبات تراثية تعود لديانات ومذاهب عراقية مختلفة , وبعد أن تم فرض أعتى نظام إستبدادي ظلامي رجعي ضد الإنسانية والحياة والطبيعة من قِبل تلك العصابات , إتضح بان ابناء المكونات من الديانات والمذاهب يواجهون حملة إبادة جماعية بعد ان أصدرت سلطات عصابات داعش الغاشمة بيانها المشؤوم في الموصل وتحت غطاء الإسلام وبتهمة التكفير , يُخيرون أتباع الديانة المسيحية بين إعتناق الإسلام أو دفع الجزية أو القتل , وقد حددوا يوم 19 / 7 / 2014 آخر يوم لتنفيذ ذلك . إن هذه الجريمة البشعة التي مارستها عصابات داعش ضد بنات وأبناء شعبنا في الموصل والمناطق المحيطة بها تعتبر جريمة بمعيار القواعد والقوانين المدرجة باللوائح العالمية لحقوق الإنسان . كما تم تقديم الكلمة باللغة الإنكليزية من قِبل الشاب ( أحمد شاكر ) .
الشاعرة ( عواطف عبد اللطيف ) رئيسة جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة ألقت بعضاً من قصائدها الرائعة جاء فيها : من أجل العراق ينبض حرفي .. ولأجل العراق . بلادي هي حلمي حين صحوي ورقادي ... وضيا قلبي تفرّى بسوادي وهوائي في صباحي ومسائي ... هي مائي في لهيبي وإتقادي هي مجدي هي عنوان شموخي ... هي إيماني وفكري ورشادي هي شوقي في حنايا القلب يلظى ... ينفخ اليوم بنيران سهادي هي حرفي يهدرُ الشعرَ دموعاً ... من حنين ضجَّ في القلب ينادي كيف أنسى ذكريات رافقتني ... لبلادٍ هي أرضي وعمادي رافقتني في جفافي وشحوبي ... في طريق الحزن من هول البعادِ
وفي قصيدتها الثانية ( موطني ) والتي جاء فيها : مالي أراكَ نسيتني عذبتني أبكيتني وجعُ البعادِ .. أنينُهُ ونزيفُهُ كالموج من شوقي يحطِمُ خافقي سكن العروق َ .. يهزُني من خلف أسوارِ التغرب والظلامِ أتيتني لتقول لي : مالي أراكِ حزينةً بحمايتي أنتِ فلا تتألمي وتبعثرتْ كلُّ المشاعرِ بين أروقةِ الأسى والروحُ أتعبها العناءُ وغدت ترنِّمُ في أغاريدِ الحياة عذْبُ الأغاني للجمالِ وللحياة كم إشتهيكَ وأنتَ تُصدقني المقال وتضمَّني .. فلغير حضنكَ – طول عمري – ما سعيتْ وبغيرأرضكَ لا حياة تسرَّني ..
بعدها كانت كلمة الأعزاء الميسحيين في نيوزيلاند القاها السيد ( سنان شوكت بوّا ) .. والتي جاء فيها :
مسيحيو العراق أصل وحضارة ووفاء
أرض الرافدين إحتَوَت شعوبًا وحضارات ورَوَتْ من رافدَيْها كل من دخلها ووطأ أرضها بحب وسلام... أرضُ الرافدين عبر العصور كانت أرضًا خصبة ومنبعًا غزيرًا لأول مخطوطة كتابية واول مسلّة قوانين وأول هندسة طرق وزراعة وأوّل قوانين فلك .....الأول في عين الله حيث نزل آدم وحواء فيهما... هكذا المسيحيون كانوا ايضًا... أرضًا خصبة لحُب كل مَن حولهم... كانوا فيها قبل آلاف السنين ومنذ القرن الأول الميلادي، قبل اكثر من 2014 عامًا، حيث بشّرها مار توما الرسول ووطّدَ اوتارها مار أدي ومار ماري الرسولين... وصاروا منتشرين في مدنه وقُراه التي نعرفها اليوم من شمال العراق والموصل وبغداد الى جنوبه في البصرة وميسان والناصرية مرورًا بالأنبار والخالدية والحبانية الى بعقوبة وكركوك وديالى. المسيحيّون كانوا ومازالوا يفتخرون بإنتمائهم للعراق وأوفياء لكل قطرة من ترابه... المسيحيون مع تعددّهم العرقي من كلدان وسريان وآشوريين وأرمن إلاّ إنتماءاتهم كانت مع العراق وإختلطت دماءهم مع دماء المسلمين والأكراد واليزيديين والشبك... كما كانت تختلط أفراحهم ايضًا مع بعضهم البعض... المسيحيّون عاشوا وعايشوا كل شعب عاصَروه ورفدوا الحضارات والشعوب بعلوم الكتابة والترجمة والرياضيات والطب والهندسة والعمارة والفن سواء ايام السلم او في ايام الإحتلال وإغتصاب الحريات لأنهم يؤمنون بتعاليم المسيح في السلم والتآخي والعطاء ومحبة القريب." بعد ان زادت الإضطهادات على المسيحيين المُسالمين في المائة سنة الأخيرة، وصارت المصالح الدولية تلعبُ دورًا في رسم خارطة الدول والشعوب وتغييرها ديموغرافيًا وجغرافيًا، صار المسيحيون يُطلَق عليهم تسميات مثل: أقلّية..... بعد ان كانوا أكثرية واصل البلاد التي يعيشون بها وينعمون بخيرها سواسية مع كل شخص يعيش معهم... ومع قلة عددهم بسبب الإضطهاد والتشريد والقتل كانوا يفتخرون بعراقيتهم... مواطن درجة ثانية... بعد ان كانوا يتبوّؤن مراكز طبية وعلمية وإدارية وسياسية وإقتصادية وفنّية فاقت شهرتهم البلاد وكانوا دومًا يفتخرون بعراقيتهم... مَن مِنّا لا يذكر الأب أنستاس الكرملي الكاتب والمؤلف والمترجِم، آل بختيشوع الطبيب في زمن الخلفاء العباسيين، حنين بن إسحق العالم والطبيب والمترجم، منير بشير الفنان الموسيقار، دوني جورج عالم آثار ورئيس المتحف العراقي، هرمز رسّام الذي يُعزى اليه إكتشاف مسلة حمورابي، يوسف غنيمة وزير في بدايات تاسيس الدولة العراقية، وأخيرًا وليس آخِرًا عمو بابا اللاعب والمدرب الذي أبى إلاّ ان يموت ويُدفَن في العراق. الجالية.... وهي كلمة هجينة على المسيحيين كونهم اهل البلد وليسوا قادمين من بلد آخر... وربما هي تسمية أطلقها بعض "الجهلاء" إعتقادًا منهم "بعائدية المسيحيين" الى اوربا غير عالمين بتأريخ العراق... مُكَوِّن...تسمية غريبة شهدناها في السنين الأخيرة وكأننا عنصر غريب عليه ان يتحد مع آخرين ليكون له وجود... مع اننا كنا موجودين بآثارنا ومخطوطاتنا القديمة التي تُسَطِّر تأريخ هذا البلد والبلاد المجاورة بحروف سريانية اصيلة.... ومع هذا نفتخر بعراقيتنا...
واليوم...ظهروا علينا بتسمية أُخرى يحاولون بها طمس شخصيتنا وهويتنا ألا وهي "ن- نون" والتي سطّرها دعاة الإرهاب على ابواب مسيحيي أخوتنا في الموصل الحدباء، نينوى يونان النبي... الموصل التي فرغت من المسيحيين لأول مرة في 19 تموز من أهلها الأصليين حيث خرج منها اكثر من الف عائلة فرضوا عليها إعتناق الإسلام او دفع الجزية او ترك المدينة وماكان منهم إلا ان يخرجوا مطرودين مُهانين مسلوبي الممتلكات والغذاء ولم يسلم من النهب الدواء وخاتم الزواج والبطاقة التموينية والأحوال الشخصية. خرجوا بلا هوية هم الذين كانت هويتهم الموصل... مدينتهم التي تشبّثوا بها الى آخر لحظة... المدينة التي شهدت اول مطبعة في العراق على ايدي الآباء الدومنيكان منتصف القرن الثامن عشر.... المدينة التي كانت عنوانًا للتآخي والربيع الدائم لكل العراقيين... مدينة الأنبياء ... وبهذا نختتم القول "كلنا مسيحيون" "كلنا عراقيون بعدها تم عرض مقاطع من فيديو تخص تهجير المسيحيين العراقيين في الموصل وأماكن أخرى من البلاد كان قد أعدها مشكوراً الناشط الإعلامي السيد ( حيدر العراقي ) , أثارت إهتمام الحاضرين . كلمة بعنوان ... غداً سينهزموا للدكتور أمين المظفر عن التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند جاء فيها : سيدي الكريم الأب فوزي كودو . سيداتي آنساتي سادتي . يعز علينا أن يَنفَضَّ جمعنا والحزنُ يعصر قُلوبنا , والدمع يملأ مآقينا , فهذا هو ما تصبوا إليه عصابات داعش الإجرامية ومن سار بركابهم من حثالات خرجت من ظلمة النسيان . لكننا نقول لهؤلاء الغرباء أن يومهم لقريب , وليكن لهم من التأريخ عبرة , هذا إن إعتبروا ! فلطالما مرّت شعوب العالم بنكسات مرّه , ومنها شعبنا العراقي العظيم . ونقول لهم كم مرّه ومرّه غزا الدخلاء الهمج شعوبنا الآمنة , ولكن بعد كل غزوة وقتل وتشريد للآمنين يُطرد الغزاة أو يُدفنوا في أرضنا غير مأسوف عليهم . وبهذا إستطاع أجدادُنا بناءَ أرقى الحضارات كالسومرية والبابلية والآشورية , حضارات بَنَت للتأريخ مجداً رغم همجية وجهل وتخلف الغزاة . أما أنتم , أيها الغرباء الدخلاء ... فإلى مزبلة التأريخ .
وفي الختام قدمت السيدة ( زهراء الطحان ) الكلمة الختامية للجنة العمل المشترك بين منظمات المجتمع المدني في نيوزيلاند :
منذ إحتلال مدينة ألموصل في العاشر من حزيران الماضي وشعبنا في الموصل وبجميع طوائفه وقومياته يُعاني ألأمرين على أيدي عصابات ألإحتلال ألتي تسمى نفسها دولة ألإسلام في ألعراق وألشام "داعش" ومن يساندها. ومن ألأيام ألأولى بعد ألإحتلال سلكت "داعش" منهج ألترويع مبتدئة بقطع رؤوس بعض شيوخ ألجوامع من ألطائفة ألسنية ألذين رفضوا ألإنصياع لنهجهم ألتكفيري ، رغم إدعائهم ، كذباً ، أنهم جاؤوا لتحرير أهل ألسنة!!
وتحت ظل ألسكوت ألغريب للعالم كله ، وأحياناً ألإستنكار ببرود وخجل ، توسعت داعش في سياسة ألبطش وألتنكيل لجميع ألطوائف ألدينيه وألأقليات ألقومية في محافظة نينوى وكل ألمناطق ألتي وقعت تحت سيطرة عصاباتها ، مؤدياً إلى نزوح آلاف ألعوائل بشيوخها ونسائها وأطفالها طلباً للأمان ، حتى فاق عدد ألنازحين عن ديارهم ألمليون نازح طالبين ألمأوى في محافظات شمال ووسط ألعراق وجنوبه.
لم تكتفِ داعش بترويع ألمواطنين بل إمتدت أياديهم لتدمير وحرق جميع ألكنائس ودور ألعبادة للمسلمين ألشيعة وجميع دور عبادة ألأقليات ألدينية ألأخرى ألتي يمتد عمرها لمئات ألسنين أو يزيد ، ليس هذا وحسب بل إمتدت أياديهم ألهمجية لتدمير وحرق أبنية أثرية تحكي تأريخ ألعراق وألمنطقة كلها منذ آلاف ألسنين. كما وقاموا بحرق ألاف ألكتب ألعلمية وألأدبية وألأنسانية بحجة عدم إتفاقها مع نهجهم ألتكفيري. وأغلقوا كليات ألفنون وألآداب وألحقوق. إنها حرب بربرية ظلامية على كل مظاهر ألتعايش ألسلمي وعلى كل ما هو إنساني وجميل ، حرب هدفها إرجاع ألعراق إلى أوضاع ألقرون ألوسطى. وكان للمرأة ألنصيب ألأوفر من هذه ألحرب ألظلامية.
وأخيراً وليس آخراً ما يجري من تطهير للشعب ألمسيحي في ألموصل وضواحيها حيث أصدرت سلطات عصابات داعش بياناً في ألموصل وتحت غطاء ألإسلام وبتهمة ألتكفير يخيرون أتباع ألديانة ألمسيحية بين إعتناق ألإسلام أو دفع ألجزية أو ألتهجير أو ألقتل وقد حددوا يوم ألتاسع عشر من تموز 19/7/2014 آخر يوم لتنفيذ ذلك. خيارات أحسنها مرّ ، فلم يبق أمامهم غير ألنزوح.
لهذا نوجه نداءنا للحكومة ألنيوزلندية ولأحزابها ألسياسية نناشدهم فيها ألدفاع عن ألشعب ألعراقي في محنته هذه وخاصة أبناء ألشعب ألمسيحي ألأصيل ألذي يعاني ألتهجير ألقسري وألتهديد بألإبادة ألجماعية نناشدكم للضغط على ممولي داعش وايقاف تمويل ألبترودولار وتجهيزهم بشتى أنواع ألأسلحة ألحديثة وتكنلوجيا ألحرب ألعصرية ، وبألإعلام ألمكشوف وألمغلف ألذي تحضى به داعش من عشرات ألفضائيات وغيرها من وسائل ألإعلام ، وألتي تصور لمشاهديها إن ألصراع مع داعش هو صراع بين ألشيعة وألسنة . كلا أنه صراع بين ألحضارة وألتخلف وألإجرام.
من النشاط المميز لهذه الوقفة التضامنية هي عملية جمع التبرعات حيث تم صنع 100 قميص خاص مكتوب عليه ( كلنا مسيحيون ) كان سعر القميص 25 دولار , بيعت جميعها وإحتفضوا بالقميص رقم ( 1 ) وأعلن السيد ( نزار يوسف – أبو أريب ) لطرحه للبيع بطريقة ( المزاد ) وتنافست عليه بعض الوجوه الخيرة وهم السادة ( غزوان العساف , الدكتور عدنان شكر , المهندس سمير التميمي ) وفي النهاية كان ( القميص رقم 1 ) من حصة السيد ( غزوان العساف ) وتم جمع مبلغ ( 4300 ) دولار كسعر للقميص . ستضاف الى باقي المبالغ الى جمعت لإرسالها الى أهلنا المسيحيين في العراق . لقد حضر الوقفة التضامنية العديد من الجاليات الأجنبية في نيوزيلاند وفي مقدمتهم السيد ( ديفد شيرر ) رئيس حزب العمال النيوزيلندي الأسبق , والقى كلمة تضامن رائعة سنقوم بنشرها لاحقاً . كما تم نشر العديد من الكلمات والوثائق باللغة الإنكليزية , وكذلك بوسترات باللغتين العربية والإنكليزية كانت تزدان بها القاعة . لقد أدار الشاب الرائع ( أزل سداوي ) عريف الحفل والذي يتقن اللغتين العربية والإنكليزية بطلاقة , أدار الندوة بشكل مهني وجميل . وكان حسن الختام إعطاء فسحة من الراحة تخللتها ( الدردشة العراقية ) مع الجاي العراقي والقهوة والمعجنات التي جلبتها العوائل العراقية الكريمة الشكر والإمتنان لكل الأخوات والأخوة الذين ساهموا بفعالية ونشاط دائم في الإعداد لهذه الحملة التضامنية , وإن دلّ هذا على شيء إنما يدل على أن أبناء العراق الغياري بكل أديانهم وقومياتهم وطوائفهم , سيبقون ملتصقين بالوطن , يدافعون عنه أينما تواجدوا .
لجنة العمل المشترك لمنظمات المجتمع المدني العراقية نيوزيلاند
#خليل_الجنابي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحملة التضامنية مع أهلنا المسيحيين في العراق ضد عصابات الإر
...
-
سِلال الطماطة .. ما أشبه اليوم بالبارحة .
-
تموز ... هل عاد إلينا التتار من جديد ؟!
-
حسن سريع لك المجد ولرفاقك الأبطال .
-
بيان من التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند بشأن الخطر ال
...
-
لائحة أخلاقيات وشرف المهنة - قَسَّم المهنة .
-
جمعية الثقافة العربية النيوزيلندية المتضامنة تحتفل بعيد الأم
...
-
تقرير سريع عن نتائج الإنتخابات البرلمانية العراقية في نيوزيل
...
-
من أجل عراق أفضل , من أجل عراق مدني ديمقراطي , لنساهم جميعاً
...
-
محاضرة حول موضوع الإنتخابات للأساذ ( صبحي مبارك مال الله ) م
...
-
تهنئة وتبريكات بمناسبة أعياد الميلاد والعام الجديد 2014
-
من أجل عراق أفضل
-
الكلمات التي أُلقِيّت في المؤتمر الأول للتيار الديمقراطي الع
...
-
14 تموز ... عذراً على التأخير
-
الفجوة بين الأجيال The Generation Gap
-
جمعية المرأة العراقية النيوزيلندية الثقافية تساهم بالإحتفاء
...
-
الكهرباء في العراق مشكلة فنية أم سياسية !؟ .
-
ناس تأكل ذهب ... وناس ما لا كيَّه الزغب !!
-
نصف قرن على استشهاد المناضل ( ابراهيم الحكاك ) .
-
الإعلان عن تسجيل التيار الديمقراطي العراقي في نيوزيلاند .
المزيد.....
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
-
متضامنون مع هدى عبد المنعم.. لا للتدوير
-
نيابة المنصورة تحبس «طفل» و5 من أهالي المطرية
-
اليوم الـ 50 من إضراب ليلى سويف.. و«القومي للمرأة» مغلق بأوا
...
-
الحبس للوزير مش لأهالي الضحايا
-
اشتباكات في جزيرة الوراق.. «لا للتهجير»
-
مؤتمر«أسر الصحفيين المحبوسين» الحبس الاحتياطي عقوبة.. أشرف ع
...
-
رسالة ليلى سويف إلى «أسر الصحفيين المحبوسين» في يومها الـ 51
...
-
العمال يترقبون نتائج جلسة “المفاوضة الجماعية” في وزارة العمل
...
-
أعضاء يساريون في مجلس الشيوخ الأمريكي يفشلون في وقف صفقة بيع
...
المزيد.....
-
مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة
/ عبد الرحمان النوضة
-
الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية
...
/ وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
-
عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ
...
/ محمد الحنفي
-
الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية
/ مصطفى الدروبي
-
جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني
...
/ محمد الخويلدي
-
اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956
/ خميس بن محمد عرفاوي
-
من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963..........
/ كريم الزكي
-
مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة-
/ حسان خالد شاتيلا
-
التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية
/ فلاح علي
-
الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى
...
/ حسان عاكف
المزيد.....
|