أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - هل يمكن ان يعتذر من لايخطأ ابدا؟














المزيد.....

هل يمكن ان يعتذر من لايخطأ ابدا؟


خالد صبيح

الحوار المتمدن-العدد: 332 - 2002 / 12 / 9 - 05:39
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

لو لم يبادر راس النظام العراقي الى اعلان( اعتذاره) الكاريكاتوري الى الشعب الكويتي لربما كان المحللون والمراقبون في حالة من التوقعات المختلفة وربما التخبط في تلمس الصورة الواقعية لوضع النظام في العراق. الا ان ( المبادرة) تلك منحت الجميع الدليل القطعي ، والذي صفى الرؤية وازال التشوش،على مدى ذعر وضعف وتخبط النظام الفاشي، الذي رغم ضعفه الظاهر لم يتخلى، ولو للحظة، عن غطرسته واوهامه الذاتية المميتة حول دوره ومكانته واثره في امكانيته لتغيير الموقف لصالحه  رغم مواصلته اللعبة السياسية، التي تتجاوز كثيرا حجمه،بالطريقة البدائية والمتخلفة التي تصبغ سلوكه وعقله.
لو لم يبادر راس النظام الى تلك الرسالة البائسة والركيكة( قد يكون هو كتبها شخصيا) لكان هناك من يظن ان لدى النظام بعض الاوراق وامكانات المناورة ماتزال خفية، لكنه بتلك الرسالة اوصل الجميع الى القناعة انه نظام يلفظ انفاسه الاخيرة ويتعثر مترنحا في حبال  لعبة السياسة الخطرة التي تطوقه من كل الجهات.
رغم ان الرسالة، كما افترض لها ،هي للاعتذار الا انها جاءت محملة بالتحريض والتهديد  وتضمنت توصيفا وتبريرا بائسا ومضحكا ومضجرا للوقائع والاحداث التي بسببها جاء
< الاعتذار> وبلعب ساذج ووقح في الكلمات حول احتلال دولة مستقلة وهزيمة عسكرية في حرب دمرت كل الوطن الى(دخول جيش العراق الى الكويت وخروجه منها) وتحول المعارضون للنظام الى متآمرين وعملاء، طبعا لغة النظام لاتستوعب مفرداة مثل معارضة لذا اطلقت عليهم عبارة فارغة ونمطية هي حملة الجنسية العراقية الذين( شرف المعاني لموجباتها برئ منهم) ولم ينسى ان يؤكد ان الجميع متآمر بما فيهم شعب ينتفض باكمله فتسمى انتفاضته، في لغة هذا الخطاب، بتعبير فج وبذئ( صفحة الغدر والخيانة).
مع الوهن والتردي في وضع النظام الذي يشي به الوضع المعنوي الهابط لرئيسه والذي عكسته تلك الرسالة بوضوح، الا ان النظام وحاكمه ابقيا - ربما بالسليقة- على لغة الغطرسة والتبجح والتعالي التي ميزت هذا النظام ولغة خطابه. وتكمن علة ذلك بصورة اساسية في طبيعة شخصية راس النظام الشاذة ونسخه الكاريكاتورية المزيفة من اعوانه وافراد سلطته  القابضين على ادوات الحكم في بغداد. فبسبب طبيعة تلك الشخصية التي طبعت نظام الحكم كله بسيماءها لم يكن ولن يكون هذا النظام  قادرا ولا مؤهلا لاي اداء سياسي مقبول ومتناسب مع متطلبات الواقع السياسي يخدم ولو من بعيد مصالح الشعب العراقي- لان مصالحه متناقضة لحد الاستعصاء مع مصالح الشعب- فالنظام وحاكمه مغلقون في دائرة معتمة من اوهام القوة والتماهي النفسي لحد لاشفاء فيه بين شخصياتهم والحكم والتسلط، ولذا لايعتقد ان حاكم بغداد يستوعب على مستوى تركيبته النفسية والاجتماعية اي مستوى من النظر لايؤلهه او يرهبه ناهيك عن ان يضعه موضع نقد او اعتراض.. فكيف يكون اعتذار من تكون شخصيته مشحونة حد التخمة باوهام العظمة واتساق الذات الموهومة مع التاريخ الموهوم بدوره . لايزال هذا الرجل يؤمن او يهلوس بانه قائد عظيم رغم كل الاداء السياسي  الخائب والردئ والانشاءات الفارغة التي يكررها في كل كلام او موقف يصدر عنه.انه باختصار شخص مريض ومهووس بالقوة والتسلط وضاعفت حالته تلك لحدود متضخمة جدا ممارسته الطويلة في السلطة وادمانه عليها وشغفه المخبول بها. فليس هناك فصل او فكاك بين الواقع وبين اوهامه الذاتية عن صورة هذا الواقع في مخيلته المريضة وليس هناك من شئ سوف يفرق بينه وبين الحكم والسلطة سوى القبر ، ان حصل عليه... وهو الحل الوحيد والاخير لحالته...
 كم عدد الملايين المتلهفة لهذا الحل ياترى ؟ 

السويد
2002 12 8



#خالد_صبيح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الحوار المتمدن شمعة المواقع
- حين تصير الكتابة هذيانا.. سيول تضخم الانا
- لقاء الفرع والاصل في لعبة الانقاذ المتبادل
- المصالحة الوطنية مشروع لمكافئة النظام
- الاتحاد الوطني الكردستاني النزعة التصفوية والعنصرية
- النقود.. النقود.. النقود
- خواطر وتناظراتحول الانتخابات السويدية و-اخلاقيات الذبابة
- مؤتمر المعارضة الوطنية (القطار الاميركي) والوحدة الوطنية
- من اجل نقاش حر وديمقراطي - تعقيب على الرد الصادر من الاعلام ...
- الديمقراطية المشروطة تطلعات ومفاهيم التيارالاسلامي
- ماذا بعد التكفير؟ راي في تنويه الشيخ الآصفي
- الازمة العراقية مطالب خيالية في افق مغلق
- اقصاء الآخر والانفراد السياسي - (نقد) التيار الاسلامي للمارك ...
- المعارضة الوطنية العراقيةهل تخطو باتجاه الوحدة؟
- التوجه العقلاني اساس لمواجهة التحديات القادمة
- العسكر قادمون اخفوا رؤوسكم!
- الحل الاميركي للازمة العراقية القبول الخفي والرفض المكشوف
- واقع لغة الحوار السياسي
- عراق المستقبل وملوك الطوائف
- الحوار والديمقراطية


المزيد.....




- الحوثيون يزعمون استهداف قاعدة جوية إسرائيلية بصاروخ باليستي ...
- إسرائيل.. تصعيد بلبنان عقب قرار الجنايات
- طهران تشغل المزيد من أجهزة الطرد المركزي
- صاروخ -أوريشنيك-: من الإنذار إلى الردع
- هولندا.. قضية قانونية ضد دعم إسرائيل
- وزيرة الخارجية الألمانية وزوجها ينفصلان بعد زواج دام 17 عاما ...
- حزب الله وإسرائيل.. تصعيد يؤجل الهدنة
- مراسلتنا: اشتباكات عنيفة بين مقاتلي -حزب الله- والقوات الإسر ...
- صافرات الانذار تدوي بشكل متواصل في نهاريا وعكا وحيفا ومناطق ...
- يديعوت أحرونوت: انتحار 6 جنود إسرائيليين والجيش يرفض إعلان ا ...


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - خالد صبيح - هل يمكن ان يعتذر من لايخطأ ابدا؟