أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامي العباس - حزب بلا تاريخ أم مثقل بالتاريخ؟















المزيد.....

حزب بلا تاريخ أم مثقل بالتاريخ؟


سامي العباس

الحوار المتمدن-العدد: 1280 - 2005 / 8 / 8 - 11:11
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    


حزب بلا تاريخ أم مثقل بالتاريخ؟
تعليق على نص للدكتور منذر خدام

(نحو حزب بلا تاريخ ) عنوان يحمل الكثير من أشواق الخروج من الفخ الذي نصبه الاستبداد لمعارضته المنظمة , فألجأها إلى التماهي معه : سلوكاً و نظام خطاب و مقاربة للسياسة .
ولكن و كما يقول الشاعر :
ما كل ما يتمنى المرء يدركه تجري الرياح بما لا تشتهي السفن
في أي اتجاه ذهبت سفن الدكتور منذر خدام ؟
هذا ما سنحاول إضاءته ما وسعنا في هذه العتمة من الديماغوجيا التي صنعتها الإيديولوجيات النضالية في نصف القرن المنصرم .
في المطلع يقول الدكتور منذر ( لابد من تفحص الواقع الذي آلت إليه شخصية المواطن السوري من جّراء القضاء على الحياة السياسية الطبيعية في المجتمع )
فتشت في المقطع اللاحق على ما يبدد الظنون حيال ما يقصده ب( الحياة السياسية الطبيعية ) فلم أجد سوى إشارات متناقضة ... فهو من جهة يتهم الاستبداد بالمسؤولية عن إحياء الأطر الغابرة و الطائفية و المذهبية ... الخ و من جهة أخرى يتأسف من أن النتائج قد أفضت إلى جعل الكثيرين كما يقول يحنون إلى مرحلة الاستعمار ... و لا يشعرون بالحرج ( يا للهول ) من الترحيب بأمريكا ... الخ
إذا عدنا إلى التاريخ صعوداً من اللحظة الراهنة , هناك الدولة الشمولية الراهنة و عمرها نصف قرن , قبل ذلك هناك بضعة سنوات من الديمقراطية المتقطعة بالانقلابات , صعوداً إلى المرحلة الكولونيالية . و قبل ذلك هناك الاستبداد العثماني , صعوداً إلى المملوكي فالخلافتين العباسية و الفاطمية و قبلهما الأموية فالراشدية . في هذا الألف و نصف من الزمان : فتشت عن الحياة السياسية الطبيعية و توهمت للحظة أن الدكتور منذر يقصد بها الفاصل الكولونيالي . حيث شهدت سورية فيه لأول مرة ظهوراً للأحزاب السياسية الحديثة العابرة للبنى القبلية و الدينية , و حضر فيها صندوق الاقتراع - هذا الاختراع الأوروبي الذي نحاول أن نجد له نسباً يمت إلى ( شورى الستة ) فيرفض مشايخنا الأجلاء أن نخلط بين الإسلام و الكفر - و لا أريد أن أستطرد باتجاه بقية المؤسسات ( القضاء - الصحافة ... الخ ) التي يميز ظهورها الخيط الأبيض من الخيط الأسود بالنسبة للحياة السياسية الطبيعية .
لكن الدكتور منذر ينسف دفعة واحدة هذا الالتباس و و يمارس كما هو رائج في أوساط الأنتلجنسيا ( الضرب في طنبور الكراهية للغرب و رمزه الأشد بشاعة الآن أمريكا )
و لا أجد تفسيراً لهذا الكم من الكراهية تختزنه أنتلجنسيا حديثة , تعرف أنها مدينة للغرب بكل ما يميزها عن سكان الكهوف , إلا ميلها للعودة إلى هذه الأخيرة ( الكهوف ) عبر التماهي مع القوى الظلامية و خفافيش الإسلام الجهادي .

********

في لعبة الاستبداد المزدوجة : تتولى الدبلوماسية السرية عقد الصفقات من وراء ظهر المجتمع مع الغرب , فتتكدس المنافع في جيوب مافيات الدولة الشمولية . و تتولى أبواق النظم الشمولية استكمال الفصل العلني من المسرحية , بتشغيل ماكينة الأيديولوجية النضالية بطاقتها القصوى . ليختلط الحابل بالنابل على طريقة زياد الرحباني , فلا تعرف المعارضة رأسها من رجليها و يصبح المشهد سريالياً بامتياز .
لا يمكن فهم الشحنة السريالية العالية في لغة المعارضة للأنظمة الشمولية , إلا بالدخول إلى المتاهة العقلية التي تعيشها المعارضة جرّاء ( الوعي المسحوب خيره) الذي تسرب عبر الفلتر السوفييتي في العقود الخمسة المنصرمة . و هو وعي زاد في طنبور الوعي الإسلامي الراكد نغماً ز
نحو حزب بلا تاريخ : تنتصب المؤثرات السوفييتية حاجزاً صلباً في وجه الوصول إلى هذا الهدف . الفلتر السوفييتي يمنع الوعي - على سبيل المثال - من رؤية أين تقع السياسة الطبيعية . و سنجد في نقاشنا اللاحق لنص ( نحو حزب بلا تاريخ ) الكثير من الحواجز السوفييتية المنشأ لازالت مغروسة هنا وهناك أمام ما يود النص أن يذهب إليه بنواياه الطيبة .
في مقطع يثمن فيه الدكتور منذر المعارضة كونها ( لم تفقد روح المبادرة الوطنية , فتعالت على الجراح في سبيل المصالح الوطنية و القومية العليا , و دعت إلى المصالحة )
لو تصرفت المعارضة على نحو يفقدها هذه الجائزة ( تثمين الدكتور ) أي أنها لم تتعالى على الجراح و لم تدعو للمصالحة , ولا أعلم مصالحة من مع من , و لا أعلم صلة المصالح الوطنية و القومية بحفلة المصالحة التي تدعو إليها المعارضة !! فالمصالح الوطنية كما أعرفها هي المصالح المشتركة لجميع مكونات الاجتماع السوري . أما المصالح القومية فهي المصالح التي تتشاركها الفئات التي تضمها عصبية واحدة هي العصبية القومية . و لا أظن أنني أقرأ في الفنجان عندما أخمن ( أن المقصود بها القومية العربية ) فإذا كان فنجاني لم يجانبه الصواب فكيف يمكن خلط المصالح الوطنية بالمصالح القومية بغير الاستعانة بمولي نكس الأيدولوجيا القومية- الاشتراكية ذائعة الصيت ..
في مقطع آخر يثمّن أيضا الروح الجادة والمسؤولة التي تجري بها جميع أحزاب المعارضة والشخصيات الوطنية من بقايا الأحزاب التي حطمها الاستبداد ,او من المثقفين : مراجعتها لتجاربها السياسية..ولا اظنه وهو يطلق هذا التثمين متسرعا قد قلّب في أدبيات هذا الطيف الواسع من المعارضة,وإلا لكان احتفظ لنفسه بهامش لتدوين التحفظات. وفي مطلق الأحوال لا ينبغي وضع الجميع في سلة نقدية واحدة ..وإلا تمخضت المراجعة عن ((لبن سمك تمر هندي )).إذ ما الذي يجمع تيار قاسيون - الذاهب في مراجعته النقدية إلى إعادة تلميع تجربة رأسمالية الدولة,بدعوى أن كل ما تشكو منه هو الفساد ,فإذا ما تخلصت منه بالأدعية والتراتيل التي دأب على إنتاجها المؤتمن على هذا التيار (قدري جميل)فإن جنة الاشتراكية ستعود لفتح أبوابها – ما الذي يجمعه مع ا المراجعة التي يجريها الحزب الشيوعي السوري – المكتب السياسي (الشعب حاليا ) حيال موروثه السوفييتي التي بدأها قبل ثلاثة عقود ونيّف ولا زال لديه الكثير من الركام!؟
في مقطع آخر ,وحيال عودة الليبرالية كأيدولوجيا منافسة على استحضار (( الحل المنشود في ظل المتغيرات الدولية العاصفة )) لا يجد الدكتور منذر خدام زاوية لإدخال الكرات غير الزاوية (الوطنية )..تتقلص الوطنية كمفهوم لتصبح شتيمة توجه لمن تحوم حوله الشبهات إذا فتح فمه مع الخارج إلا للسباب...
وفي هذا الإطار يصبح أي خروج على اللغة الرمزية للقطيع التي دربته على استظهارها عصى الراعي في موضع الاتهام..((فصخب المناداة بالحرية والديمقراطية الذي يصدر عن القوى الأجنبية)) يملؤه بالشك حيال هذه الأحزاب الليبرالية لجهة قدرتها على الإجابة عن الأسئلة التي تطرحها المرحلة الوطنية الديمقراطية!!
يا لهذه المرحلة الوطنية الديمقراطية التي أصبحت على مدار القرن العشرين مكسر عصي لكل طامح للسلطة تحت هذه الغمامة الأيديولوجية او تلك التي دشنت اللينينية أول بروقها الخلبية..
إلا أن الأمر سرعان ما ينزلق من الشك الى اليقين الذي يستدعي توجيه الاتهام صريحا ,(( الخيانة الوطنية ))..
كيف لا؟!..ومنطق لائحة الادعاء الذي خزنته ذاكرة الدكتور صارم وعريق المحتد ,وينحد ر بسلاسة إلى أرومته اللينينية الصافية ...ولا لزوم لتكرار الأغنية ((فالبرجوازية ذيلية وتابعة و..بنت كلب ..وعاجزة عن إنجاز المهام التاريخية ..ومن الطبيعي أن يكون حزبها الليبرالي خائنا ومرتبطا وأداة محلية لمشاريع خارجية ))
أما فيما يخص المرحلة الوطنية الديمقراطية , التي تتحكم المهام الواجب تنفيذها في إطارها : بأي الحوامل الاجتماعية المؤهلة لذلك , فإن النص يذهب إلى مفهوم غرا مشي حول الكتلة التاريخية . و هو إذ يحدد هذه الكتلة (( أنها أغلب فئات الشعب من عمال و فلاحين و برجوازية صغيرة مدينية و برجوازية تقليدية و مثقفين و جنود ... إلخ )) فئن ما يفوته : الطابع الصراعي لإنجاز هذه المهام ... و لأن حركة الصراع الطبقي في المستوى السياسي تأخذ شكل الصراع بين القوى المنظمة في النقابات أو الأحزاب , فإن الحزب السياسي الذي يجمع في أحشائه كل هذا الطيف الاجتماعي الواسع مما يسمى بالكتلة التاريخية سوف يتفجر بتنا قضاته الداخلية .
فعلى سبيل المثال إن الحزب السياسي الذي قام بتصفية العلاقات الإقطاعية في مصر و سورية و العراق و الجزائر كان هو الجيش الذي استولى عليه أبناء الفلاحين الفقراء و المتوسطين , و لم تقم بذلك البرجوازية التقليدية تحت راية أحزابها آن ذاك (( الوطني و الشعب في سورية , الوفد في مصر .. . إلخ ))
أقصد بهذا الكلام أن التحالفات لإنجاز مهمة مع تتم عادة في إطار صراعي ليس مع القوى المعيقة فقط بل و داخل إطار التحالف نفسه .
انطلاقاً من ذلك فإني أتحفظ على صيغة الحزب السياسي المعبر عما يسميه بالكتلة التاريخية , . و أميل إلى أحزاب بألوان طبقية متمايزة , تدخل في تحالفات لإنجاز هذه المهمة أو تلك في المجرى العام للجدلية الاجتماعية لمراكمة المنجزات في المستويين السياسي و الاقتصادي لمصلحة ما يمكن تسميته بالكتلة التاريخية ز
إن تحديد النص للقوى المعيقة (( بالبرجوازية البيروقراطية و الطفيلية و الكومبرادورية )) يحتاج إلى نقاش . ذلك أن مصطلح برجوازية طفيلية واسع الاستخدام و يحمل حكم قيمة أكثر مما يتخّم حدود طبقة او شريحة اجتماعية تبعاً لموقعها في عملية الإنتاج . أما البرجوازية الكومبرادورية فهو أكثر تحديداً , إلا أن هذه الأخيرة في لبنان على سبيل المثال لم تلعب دوراً معيقاً في التحول الرأسمالي , بل ساهمت من موقعها في : حماية اقتصاد السوق و الطابع الديمقراطي للنظام السياسي اللبناني
أميل إلى حصر القوى المعيقة في الوضع السوري بالبرجوازية البيروقراطية , نظراً لأنها تشكل الحامل الاجتماعي لنظام الاستبداد الراهن . و هي في إطار نظام المصالح القائم تقف كاللقمة في الزور , في وجه شرط موضوعي (( اقتصادي – اجتماعي )) ضابط باتجاه تحرير قوى السوق من سلبطة مافيات السلطة , بإزاحتها عن مواقعها السياسية
و على الوعي أن يلعب دوراً إيجابياً في حشد القوى و الطاقات لتسريع إنجاز هذه التحولات : بكشفه و تعريته للوظائف الديماغوجية التي يؤديها الخطاب الأيديولوجي مثلث الرحمات (( السوفييتي – القومي الاشتراكي – الإسلامي )) ... إن إعادة التقاط الطابع النقدي للماركسية , و إعادة تعشيقها جدليا خارج السياق الذي جرتها إليه اللينينية : يفتح على الطريق لنشوء حزب أو أحزاب تعرف كيف تتحالف لمراكمة الإنجازات لصالح الفئات الاجتماعية التي تعبر عنها تحت السقف الذي حددته علاقات الإنتاج الرأسمالية .
ختاما يرن في أذني هذان البيتان لأمرؤ القيس كلما قرأت نصا يحاول الخروج من ثقافته السوفييتية أو الإسلامية
فيا لك من ليل كأن نجومه بكل مغار الفتل شدت بيذبل
كأن الثريا علقت في مصامها بأمراس كتان إلى صم جندل

سامي العباس



#سامي_العباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازمة المعارضة اليسارية السورية
- سؤال الديمقراطية
- الانتلجنسيا السورية على المفترق
- ازمة الحداثة -مقاربة للجذور
- مفترق طرق
- قراءة باردة في موضوع ساخن
- محولة للتفكير بصوت عال
- بين نصين مقدسين
- شعر
- التغيير الديمقراطي في سورية
- قراءة في اية
- تحية لفالح عبد الجبار
- الراعي الكذاب..تراجيديا السياسة العربية
- مزاح ثقيل مع الدكتور طيب تيزيني
- دراما استعادة الليبرالية
- العرب والسياسة
- ستاتيكو لغوي
- العرب نظرة الى المستقبل
- الحزب العقائدي
- برسم الانتلجنسيا العربية


المزيد.....




- وقف إطلاق النار في لبنان.. اتهامات متبادلة بخرق الاتفاق وقلق ...
- جملة -نور من نور- في تأبين نصرالله تثير جدلا في لبنان
- فرقاطة روسية تطلق صواريخ -تسيركون- فرط الصوتية في الأبيض الم ...
- رئيسة جورجيا تدعو إلى إجراء انتخابات برلمانية جديدة
- وزير خارجية مصر يزور السودان لأول مرة منذ بدء الأزمة.. ماذا ...
- الجيش الإسرائيلي يعلن تدمير بنى تحتية لحزب الله في منطقة جبل ...
- برلماني سوري: لا يوجد مسلحون من العراق دخلوا الأراضي السورية ...
- الكرملين: بوتين يؤكد لأردوغان ضرورة وقف عدوان الإرهابيين في ...
- الجيش السوري يعلن تدمير مقر عمليات لـ-هيئة تحرير الشام- وعشر ...
- سيناتور روسي : العقوبات الأمريكية الجديدة على بلادنا -فقاعة ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - سامي العباس - حزب بلا تاريخ أم مثقل بالتاريخ؟