فادي قنير
الحوار المتمدن-العدد: 4533 - 2014 / 8 / 4 - 14:40
المحور:
حملات سياسية , حملات للدفاع عن حقوق الانسان والحرية لمعتقلي الرأي والضمير
السوريين أخذوا بمرور الوقت يعتادون على ما كان في السابق لا يخطر على بال. وكان الأسد تلقى هديتين كبريين خلال الفترة الأخيرة. الأولى الاتفاق الروسي ـ الأميركي على تدمير ترسانته من الأسلحة الكيميائية صارفًا الانتباه عن حملة النظام في التنكيل بالمدنيين وعن آلة القتل التي يستخدمها ضد شعبه، وخاصة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة.كما إن الاتفاق فرض على الحكومات الغربية أن تتعامل مع الأسد بوصفه حاكم سوريا الشرعي. والهدية الثانية هي "داعش"، التي صرفت الانتباه عن الحرب الدائرة بين جيش النظام وقوات المعارضة، وقدمت خدمة مجانية إلى مزاعم النظام بأنه يواجه إرهابيين، وليس خصومًا سياسيين، كما إدّعى وزير خارجيته وليد المعلم أمام الأمم المتحدة في الشهر الماضي...أن الأسد أفرج في صيف العام 2012 عن جهاديين من تنظيم القاعدة في العراق، أسهموا في تأسيس داعش. كما لاحظ صحافيون وناشطون ومقاتلون أنه في الوقت الذي دكت مدفعية النظام مقر الجيش السوري الحر في حلب إلى أن سوَّته مع الأرض، فإن قاعدة داعش المجاورة للمقر سلمت من القصف، ولم تسقط عليها قذيفة واحدة، ولا حتى عن طريق الخطأ. وتغيّر الوضع ما إن غادر مسلحو داعش القاعدة. وحدث الشيء نفسه في مدينة الرقة شرق سوريا..كما أن مقاتلي داعش أنفسهم لم يقوموا بمحاولة جدية لتحرير المناطق، التي ما زالت تحت سيطرة النظام، لكنهم انتزعوا السيطرة على الرقة وبلدة أعزاز من الجيش السوري الحر.يُقدر عدد مقاتلي داعش بنحو 8000 عنصر في سوريا، وهو رقم ضئيل بالمقارنة مع 100 ألف أو نحو ذلك يقاتلون في قوات المعارضة على اختلاف فصائلها. لكن أيديولوجيا داعش القروسطية وهوسها المَرَضي بتطبيق الشريعة، كما تفهمها، في المدن والقرى التي ينشط فيها مقاتلوها، جعلها مصدر رعب.
فادي قنير
#فادي_قنير (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟